| مقـالات
الغرب لم يترك لنا مجالا نجرب من خلاله خيالاتنا، حتى الانتحار، نجدهم يختارون له طرقا مبتكرة وأوقاتاً منتقاة، وليس مثلما نمارس انتحاراتنا إما عبر الحبل والكرسي، وإما برمي أنفسنا وسط أرتال السيارات! مواطن هولندي ذهب مع رفيقته الى برج القاهرة، وكانا قد تعطّرا وتهندما، ومن هناك ودّع المواطن صديقته وتسلّق سور البرج الشاهق ليتحول في لحظة الى أشلاء توزعت على الشارع ورؤوس المارة، وفي ذروة هذا الانذهال كانت صديقته في غاية الاطمئنان والسعادة، لأن صديقها سوف يلاقي أناسا غير الناس ووجوها غير الوجوه، وراحة وطمأنينة أفضل مما يجده في عالمنا، وكانت تؤكد لمن حولها بأنهما تواعدا على اللقاء في الدنيا والآخرة، ولا بد أنها لاحقته من نفس الموقع أو من موقع آخر، فالذي يريد الموت بإمكانه الذهاب اليه، عبر العديد من الطرق بعضها فردية وبعضها جماهيرية مثل موتة صديقها! أما أكثر الانتحارات دراماتيكية، فقد تمت في حديقة حيوانات المانية قدم اليها شاب في كامل هندامه، وأمام قفص الأسود شرع في نزع ملابسه قطعه قطعة، ثم تسلّق سور الأقفاص، ورمى نفسه للأسود، ولم يكن هناك مجال للتعارف أو التفاهم، فقد انهالت عليه الأسود من أركانها ليتحول بعد لحظات الى أشلاء,, بحيث لم يفق سائس الحديقة من دهشته إلا وقد تحول مرتاد الحديقة الى وجبة تفوق التي يقدمها لأسوده كل يوم! هل سمعت عن مواطن من العالم الثالث أقدم على واحدة من هذه الخطوات الانتحارية المبتكرة؟ إنهم مبتكرون حتى في موتهم، فمنهم من يضعون الوصايا للقطط والكلاب ويكتبون الرسائل لأصدقائهم وأحبابهم وربما الى رؤسائهم في العمل بحيث لا يفتقدونهم في اليوم التالي! نحن لا نخاف الموت فقط ولكننا أيضا نخاف الابتكار في أمور مماتنا وحياتنا!!
|
|
|
|
|