| عزيزتـي الجزيرة
خطت المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة في مختلف ميادين الحياة في فترة زمنية قياسية أصبحت فيها مضرب المثل بين بلدان العالم المتقدم.
اذ انها حققت معجزة في تحويل هذه الصحاري القاحلة والأودية السحيقة والجبال الشاهقة الى لوحة جمالية مضيئة تحكي عصرا ذهبيا للدولة السعودية الحديثة التي أسسها ووحد شتاتها صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورحمه رحمة واسعة تلك الحضارة التي لم تعرفها خلال عصور مضت لقد بهرت انظار وعقول العالم بما وصلت اليه.
ولقد احسن الكاتب والمؤرخ الذي سمى هذه النقلة الحضارية والف عنها كتابا قيما سماه معجزة فوق الرمال لقد أصاب كبد الحقيقة وحكى واقعها الماثل للعيان والحديث عن جوانب النهضة الحضارية في المملكة العربية السعودية شيق وطويل يحتاج الى وقفات ووقفات ليس هذا مجال الحديث عنها.
ولكن حديثنا في هذه العجالة عن جانب اداري مصاحب لهذه النهضة المباركة ويعتبر شريانا تتدفق عبره أنهار البناء والتطوير ومن بعض جوانبه مجالس المناطق .
تلك المجالس التي كانت ثمرة نضج اداري فريد يضاف الى مجالس اخرى عاملة في مجالات مختلفة وذلك لمعرفة وتلمس حاجة المواطن من المواطن نفسه وعن كثب اذ ليس من رأى كمن سمع والدولة أيدها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حريصة كل الحرص على تنمية المواطن، والنهوض بالوطن وفق دراسات ميدانية موثقة تساير العصر، لتكون المشاريع في مواقعها الصحيحة وتعطي نتائج ايجابية، علاوة على اعطاء المواطن فرصة لخدمة وطنه ومواطنيه والمشاركة الفاعلة في بنائه عن طريق هذه المجالس.
ومن هذه المنطلقات تم تشكيل مجالس المناطق برئاسة أصحاب السمو والمعالي امراء المناطق,فالفكرة خطوة ادارية رائدة هدفها سامٍ ومقصدها نبيل يؤمل منها دور كبير وفعال في بناء الوطن وخدمة المواطنين.
وان خطوة ادارية بهذه المثابة يجب ان يقابلها جهود مميزة لتكون النتائج ايجابية ومثمرة تحقق طموحات القيادة فيما يخدم المواطن ويسعده ويعمل على رفعة الوطن ويعلي شأنه.
ومنذ سنوات والعمل قائم بهذه المجالس تؤدي دورها لخدمة المناطق بما فيها من محافظات ومراكز وخلافها.
وتزداد اهمية هذه المجالس من رئاسة اصحاب السمو أمراء المناطق لها كما أسلفنا وهم الحريصون كل الحرص على خدمة المواطن في أي موقع والنهوض بالوطن.
لذا فهم من صناع القرار فيما يخص مناطقهم في مختلف شؤونها التنموية، وكما نعلم بأنه يتم اختيار اعضاء المجالس لفترة زمنية بعدها يتم تشكيلها مرة أخرى فما المطلوب من مجالس المناطق في فترة عملها وهي تضطلع بمسؤولية كبيرة تجاه وطنها ومواطنيها؟ان دورها كبير ونظرتها شمولية في المطالبة وعرض ما تحتاجه المناطق من مشاريع وخدمات اجتماعية وتعليمية وصحية وغير ذلك وعرضه على ولاة الأمر للنظر فيه وفق برامج وخطط وأولويات مدروسة.
كما ان من واجبها متابعة أداء الاجهزة الحكومية القائمة ومدى فاعليتها ومعرفة اوجه الكمال والقصور فيها ليقال للمحسن احسنت وللمسيء أسأت,ولا سيما أن أغلب مديري العموم ممثلي الوزارات المختلفة في المناطق اعضاء في مجالس المناطق اضافة الى نخبة مختارة من القطاع الخاص وأرباب الخبرة فالمجالس بتشكيلها متكاملة من حيث الكوادر المتخصصة، الا ان تفعيلها وأداء رسالتها والبعد بها عن الروتين هو المطلوب والمستهدف من قبل ولاة الأمر حفظهم الله ومن قبل اصحاب السمو رؤساء المجالس.
وان اصحاب السمو الملكي/ أمراء المناطق رؤساء المجالس حريصون كل الحرص على سماع الصوت الصادق والتقرير الواقعي الشامل الذي ينبع من الميدان بعد المعاينة والاطلاع, وهذا دور أعضاء المجالس وعملهم.
ومن وجهة نظري الشخصية ان دور اعضاء المجالس لا يقتصر على سماع تقارير الجهات الحكومية او الاطلاع على اعتماداتها من المشاريع فقط, إذ ان هذه أمور مسلم بها وفي حكم المنتهية, فدور المجالس اعم واشمل وما اشير اليه جزء يسير من رسالتها الوطنية والاجتماعية,ورئاسة أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق لهذه المجالس كاف لاعطائها أهمية لممارسة صلاحياتها بكل قوة واقتدار,ان المواطن في كل منطقة يعلق آمالا جساما على تلك المجالس واعضائها فهم مؤتمنون في نقل تصوراتهم وواقع المناطق واحتياجاتها الى رؤساء المجالس ومنهم بعد الدراسة والتدقيق الى جهات الاختصاص.
وليس اختيار أعضاء المجالس شرفيا فقط وانما مسؤولية وأمانة وتكليف لتتضافر الجهود وتؤدي دورها المأمول في خدمة المواطن والنهوض بالمناطق تحقيقا لطموحات الدولة وأهدافها المؤملة من وراء تشكيل هذه المجالس وتلك أمانة أنيطت من ولاة الأمر بمجالس المناطق ولا اخالهم الا اهلا للأمانة وعلى مستوى المسؤولية.
دعوة لأعضاء المجالس لتأدية رسالتهم الملقاة على عواتقهم والعمل على تفعيل تلك المجالس بما يعود على الوطن والمواطن بالخير العميم والاستفادة من المعطيات الحضارية لحكومتنا الرشيدة والتي منها تأسيس هذه المجالس.
وليست هذه ملاحظات فقناعة الجميع بمجالس المناطق كبيرة وبرؤسائها من أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق أكبر ولكنها ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
مرة أخرى شكرا لحكومتنا الرشيدة على جهودها في كل ما يخدم المواطن وينهض بالوطن في مختلف المجالات الحضارية والتي منها تلك المجالس كخطوة ادارية رائدة.
وشكرا لأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق/ رؤساء المجالس على جهودهم وتفعيلهم لهذه المجالس وشكرا لأعضائها على ما يقدمونه من آراء وأفكار وتوصيات وتقارير تصب في مصلحة الوطن والمواطن والله من وراء القصد.
سليمان بن فهد الفايزي القصيم بريدة
|
|
|
|
|