أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th December,2000العدد:10301الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,رمضان 1421

رمضانيات

الصيام خارج أرض الوطن
فقدان الأجواء الروحانية يضاعف الشعور بالغربة وفراق الأهل
* تحقيق : غازي القحطاني
للصوم داخل الوطن نكهة ومتعة تختلف عن الصوم خارجه وذلك لتميزه بالأجواء الروحانية التي تشعر الصائم بعظمة هذا الشهر وقدسيته وكونه شهر المحبة والرحمة والغفران ,, ولكن هناك من تجبرهم ظروفهم على الصوم خارج الوطن مما يفقدهم متعة الخصوصية التي تميز هذه البلاد المسلمة عن كل بلدان المسلمين.
الجزيرة التقت بهم لتعرف مشاعرهم وهم يصومون خارج أرض الوطن فكانت هذه الانطباعات وتلك المشاعر.
في البداية التقينا بالمواطن فهد الفهيد الذي أخبرنا بأنه طالب في إحدى الجامعات المصرية، وقال هناك فرق شاسع في صيام رمضان داخل الوطن وخارجه، وأنا في الغربة أشعر بوحشة وشوق للوطن وأتمنى أن أقضي باقي أيام رمضان هنا في المملكة, وعن اختلاف الأجواء الروحانية لهذا الشهر الكريم يقول إنه بلا شك أن هناك اختلافا واضحا بينا الصيام هنا في المملكة أو في مصر حيث أوضح: أنني ورغم المستوى الذي أعيشه في مصر ما زلت أفتقد الكثير من الأشياء التي تعيد بالذاكرة إلى أيام رمضان وكذلك أفتقد إلى الجو الدافئ واجتماع العائلة على مائدة الافطار الرمضانية,, وأضاف بأن الافطار في مصر يكون ثقيلا على المعدة ويكون السحور طعاما خفيفا بعكس المملكة حيث يكون الإفطار خفيفا أما وجبة السحور فتكون ثقيلة جداً,, وحول اشتياقه للوطن والأجواء الرمضانية الرحبة الدافئة يقول: إنني قطعت دراستي وعدت حيث يفترض أن تكون الإجازة خلال هذا الشهر الفضيل في دولة مصر 25 من رمضان ومع ذلك لم أستطع الانتظار لشوقي لرؤية الوطن والأهل والأصدقاء.
وفي الصالات الدولية التقينا مع أحد العاملين في مجال الطيران الكابتن جمال السعيد وسألناه عن اختلاف الصيام في المملكة وخارجها قال الصيام داخل المملكة تشعر بأن هذا شهر صيام وعبادة بعكس الصيام خارج المملكة حيث لا تشعر بأن هذا الشهر شهر رمضان إطلاقاً حيث الأجواء الرمضانية خارج الوطن موحشة,, ويضيف بأنه قد صام رمضان خارج الوطن وكان الفرق شاسعا حيث تشاهد الناس في الشوارع تأكل وتشرب والمطاعم مفتوحة 24 ساعة ولا تكاد تشعر بالصيام، أما في المملكة يكون الصيام واضح الملامح سواء في الشوارع أو في أسلوب الناس وأخلاقياتهم خلال هذا الشهر الكريم ويؤكد بأنه لا يفضل الرحلات الدولية التي تستغرق أكثر من 12 ساعة ويحاول الرجوع إلى أرض الوطن في نفس اليوم لأن اي يوم يفوت عليه خلال شهر رمضان يشعره بالندم ولذلك فهو خلال هذا الشهر الكريم يفضل الرحلات الداخلية عن الدولية.
كما التقينا مع الكابتن وليد خوجه والذي قال: لاتستطيع ان تشعر بشهر رمضان خارج الوطن رغم أنني صمت في عدة دول ولكن الصيام في الوطن لا مثيل له حيث أذكر أنه عند توزيع الوجبات على الصائمين تجد منهم من يناولك تمرة أو كوب ماء تأكلها أو تشربه خصوصاً إذا كانت الرحلة داخلية وحان وقت أذان المغرب أما في الرحلات الدولية لا تجد هذا الشيء وتفتقد له بشدة وفي أحد المواقف الطريفة في احد أيام رمضان كنا متجهين من كوالالمبور إلى السعودية وأثناء الرحلة صمم بعض الركاب أن يفطروا ولكن حاولنا منعهم ولقد وجدنا شخصا يتكلم اللغة الماليزية وحاولنا اقناعهم خصوصا بأن الشمس تشرق عندهم قبل السعودية ولكنهم صمموا أن يفطروا على حسب توقيت بلادهم ولكن مع ذلك الجهد لم يفطر منهم سوى قلة وأما الباقي انتظر أذان المغرب في المملكة, وحول الدول التي يرى أنها مقاربة لأجواء المملكة في شهر رمضان فقال إن دولة المغرب يقارب جوها أجواء المملكة.
كما التقينا مع المواطن فيصل العقيل وهو موظف في إمارة مدينة الرياض حيث قال صمت شهر رمضان في القاهرة ولكني لم أستمتع بالأجواء الروحانية مع هذا الشهر الفضيل مع الأهل خصوصاً للظروف التي مررت بها لأني كنت أدرس في إحدى الجامعات لذلك شعرت بفارق كبير في الصيام في الوطن وخارجه ولقد افتقدت الجو الدافئ الروحاني مع الأهل والأقارب على مائدة الإفطار بالإضافة إلى ذلك فإني أذهب إلى المطاعم لشراء طعام الافطار وأقوم بإعداده بنفسي بعض الأحيان وفي الغالب أفطر في الشارع حيث لا يسمح الوقت أن أصل إلى البيت لأعد طعام الإفطار.
وفي مكان آخر التقينا بالمواطن بندر مرزوق المطيري الذي كان له رأي يختلف عن آراء من سبقه حيث قال الصيام في الخارج مع ما يوجد به من فراق للأهل والأصدقاء إلا أنه تشعر بنوع من الاعتماد على النفس في إعداد الإفطار ووجبة السحور التي تعودنا أن نقوم من النوم ونجدها جاهزة دون أن نبذل جهدا في إعدادها وهذا يذكرنا بما تقوم به الأمهات من تعب ليس في رمضان فقط بل على مدار السنة من اهتمام بنا سواء في المأكل أو المشرب أو الملبس، ويذكر بأنه صام شهر رمضان في مدينة دمشق عاصمة سوريا وكانت الأجواء الروحانية دافئة ويخالطها نوع من البرودة القارصة حيث عان فيها من إعداد طعام الإفطار لشدة البرودة فيها ومع ذلك حاول قدر الإمكان ان ينظم وقته من أجل الاستفادة الأكبر من بركات هذا الشهر وأضاف بأن سوريا تتمتع بنوع من الأجواء الروحانية مثل الخيام الرمضانية وجلسات التسامر بين الأهل والأصدقاء ومع كل ذلك أفتقد إلى الراحة في هذا الشهر، الكريم بسبب بعدي عن الأهل والأصدقاء.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved