أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th December,2000العدد:10301الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,رمضان 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
الرياض تودع (عام 2000) ثقافياً
توشك شمس هذا العام الميلادي على المغيب بعد أن زُفّت الرياض في مطلعه عروساً للثقافة العربية، وسينتقل هودج هذا العرس المهيب إلى عاصمة عربية أخرى، هي الكويت، حاضرة الجارة العزيزة في الشمال الشرقي لهذا البلد المعطاء.
***
وقبل أن نودع هذا العام، أود أن أقف على اعتابه متذكراً ما تم إنجازه وما كنا نتمنى انجازَه ثقافياً عبر هذا العام، وأرجو أن يحل الموعد القادم لعودة هذه المناسبة إلى المملكة بإذن الله إلا وقد حققنا الكثير مما كنا نتمناه في هذا السبيل.
***
هناك قائمة من الأماني والتأملات حول هذا الحدث الثقافي الكبير أوجزها في التالي:
1 اتمنى ان نكون قد أفلحنا في التعريف بمنجزنا الثقافي، مهما كان، كمَّا في الانتاج، وتواضعاً في التأثير، وتبقى نتائج هذا العام خطوة هامة تحثنا على فعل المزيد نتأهّل به لعبور الحدود صوب الآخر ,, انتاجاً وشفافية وابداعاً.
***
2 اتمنى ان نكون قد اكتسبنا المزيد من الشفافية الممزوجة بالشجاعة في مواجهة الخلل حيثما وُجِد في مشهدنا الثقافي، والتعامل باقتدار معه وصولاً إلى ما هو أفضل!
***
3 أتمنى ان تتأهل الرياض مرة أخرى، ل عمادة الثقافة العربية، وقد اصبحت مواردها الثقافية أكثر تعدداً، وأثرى انتاجاً، وأقوم تأثيراً!
***
4 اتمنى أن يشهد كل يوم من كل عام قادم منجزاً ثقافياً جديداً في كل فن من فنون الكلمة والنغم والتشكيل والمسرح، وليس هذا على بلادنا بكثير!
***
5 أتمنى ان نبذل جهداً أكثر سخاءً وأعمق التزاماً لاكتشاف المواهب الابداعية الجديدة في ساحاتنا الثقافية، حتى لا تظل حكراً على الأسماء المألوفة لنا ولأصحابها,هناك طاقات شابة تعيش خلف قضبان الاهمال أو الخجل أو النسيان، لكنها تعد بالكثير من ضروب الابداع شعراً ونثراً وفناً تشكيلياً ومسرحياً، وهي أحرى ان تُكتَشف وتُدعَم بذلاً وتأييداً.
***
6 اتمنى ان يعنى كتَّابُنا بالرصد المتعمق لايقاعنا الحياتي المعاصر في شكله الراهن، لا في اشكاليّاته المتوقعة فحسب، أو مثاليّته غير المتوقعة، وبمعنى آخر، نفتقر إلى خطاب أثرى معنىً يبحر بنا إلى قاع ممارستنا الحياتية القائمة لنراها كما هي بخيرها وشرها، بسويّها ومعوجها، لا كما نتمنّاها ان تكون، تحت مظلة طوبائية الأحلام، ومخملية التنظير!
**
7 اتمنى ان يتوفر لثقافتنا قدر كبير جداً من التسامح في التعامل مع فكر الآخر ، ولا أعني بذلك التسليم بكل فرضياته ونتائجه، سوى ما يتفق مع بديهية العقل، وفطرة الانسان السوي من الأمور غير الخلافية.
**
8 اتمنى أن يفعل قطاع الترجمة الدقيقة والأمينة للنافع من العلوم والآداب العالمية، لأن الترجمة نافذة تطل منها الشعوب على مساحة عريضة من موارد الفكر العالمي، كيلا تبقى عقولنا رهينة لمورد ثقافي واحد، متذكرين دائماً ان لا شيء يحجب الابداع الفكري مثل الاتكاء على احادية ثقافية تنكر التنوع، وتستنكر تعددية الحقيقة والرأي.
**
9 هناك معاناة أزلية يواجهها المبدعون في بلادنا، أتمنى أن تزول، وبسببها يضطر كثيرون منهم إلى وأد انتاجهم، أو حبسه داخل الرفوف, تلك هي معاناة النشر والتوزيع، فالكاتب، ومثله الراوي والقاص والشاعر، قد يحجم مائة مرة قبل أن يدفع بانتاجه إلى ناشر لا يحترم أدبيات النشر، ولا يتقيد بأوامره ونواهيه، ولا يرعى قواعده وتقاليده، نحن في حاجة إلى موانئ آمنة ينطلق منها انتاجنا الفكري إلى السوق ومنه ينتشر إلى الآفاق، والسوق هو القول الراجح، في نجاح الناتج أو بواره!
**
10 تفتقر ثقافتنا إلى تعددية المورد والمضمون، مع التركيز على خصوصية الابداع فيما يقال ويكتب، ويتطلب هذا وجود منظومة عادلة من الحوافز المادية والمعنوية تكون معيناً لابداع المبدع، ودافعاً لاستمراره وبقائه.
وكل عام وثقافتنا بخير
عبدالرحمن بن محمد السدحان

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved