أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th December,2000العدد:10301الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,رمضان 1421

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
مشاهدات في المنتديات
خالد أبا الحسن
تسود مقولة دارجة بين أرباب العمل والمستثمرين ومختلف المهتمين بالاستثمار في مجتمعنا تقول:هذا طبع ربعنا: افتح مكتبة، تلقى جنبك خمس مكتبات، افتح مطعم يظهر جنبك أنواع المطاعم وفي هذه المقولة إشارة إلى أن تتبع الآخرين بنسخ وتقليد استثماراتهم أمر ينتشر بيننا ويكاد يجد قبولا رغم امتعاض المتضررين.
والحديث في هذا الباب يطول، إذ يراه البعض مدعاة للفشل لأن تقليد النشاط لا يعني تحقيق ذات النجاح الذي يحققه الآخرون لاختلاف ظروف المستثمرين ومستوى أدائهم، لكن لعلي أترك هذا الجانب الاقتصادي للزملاء في الجزيرة الاقتصادية وأتناول الجانب الذي يهم القارئ المهتم بشؤون الإنترنت.
منذ بدأ ظهور المنتديات العربية الحوارية على الإنترنت، استمر تميز عدد منها لظهوره مبكرا قبل غيره, وتعاقب ظهور المنتديات العربية الأخرى لتتقاسم الغلة وتجتذب جزءا من جمهور الإنترنت العربي, وقد تحقق النجاح لقليل منها وتمكنت من فرض اسمها في سوق الدردشة والحوار، لكن الكثير منها وقع في الفشل الذريع لأسباب عديدة.
وبدلا من أن نناقش أسباب الفشل، لعلنا نتحدث عن قصة ظهور بعض تلك المنتديات السعودية المتشابهة إلى حد كبير, وقد يعجب البعض لوهن أسباب ظهور تلك المنتديات وقلة أهمية البعض الآخر، لكنها الحقيقة, فقد ظهرت عدد منها لمجرد التقليد وطمعا في تحقيق مكاسب مشابهة حققتها منتديات ظهرت أولا وحققت قبولا واسعا بين متصفحي الإنترنت السعوديين, وفي ظل توفر البرامج التي تدير المنتديات بشكل مجاني عبر مواقع القرصنة، ووجود مواقع تتيح لمن شاء أن ينشئ منتدى متكاملا بلا مقابل سوى الإعلانات، أصبح الأمر مجالا للعبث والتجارب الفاشلة التي لا تحصى, فنشأت عشرات المنتديات التي لا يكتب فيها إلا من أنشأها.
ففي حين وصلت عضوية المنتديات الناجحة إلى آلاف الأعضاء، لا يزال الكثير منها ميتا ومهملا لأنه أنشئ بالمجان، وبلا هدف ولا خطة، وإنما من باب العبث وحسب، أو احتجاجا على سياسة منتدى آخر.
وقد نشبت أزمة في منتدى سعودي أدت إلى خروج عدد من أعضاء المنتدى وانتسابهم إلى منتدى سعودي آخر صادف ظهور نشوب تلك المشكلة والتي نجمت عن سبب بسيط وهو قيام مشرفي المنتدى بتغيير موضوعات بعض الكتاب وعدم رضا أولئك الكتاب عن تعديل أو إلغاء موضوعاتهم، وهو أمر شائع في أي منتدى عربي, فقرروا الخروج إلى منتديات سعودية أخرى والتسجيل فيها بنفس المعرف.
ونظرا لأن هامش الحرية في المنتديات العربية أضيق منه في غيرها، فإنه طالما نشأ عن ذلك صراع كبير لتباين الأفهام واختلاف التوقعات, وبينما يلتزم الكثير من الكتاب بقيود المنتديات وشروطها، يمارس البعض التجاوزات المستمرة على أساس أن الإنترنت مجال حرية ولا ينبغي تقييد الكتابة فيها, وهذا ولاشك فهم خاطئ لأن الانضمام لأي ساحة أو منتدى حواري يتم على أساس شروط يقبلها المرء كي يصبح عضوا، لكنه ملزم باتباعها.
ومن المعلوم أن المنتديات السعودية من أكثر المنتديات العربية تمسكا وأكثرها قيودا على المستوى العربي, ويأتي على رأس ما تشترطه المنتديات السعودية الالتزام بالآداب الإسلامية وتجنب الفحش في القول والتعرض السافر للآخرين, كما ان شرطا يتكرر وجوده في المنتديات السعودية هو منع الكتابة في الموضوعات السياسية، وهو شرط طالما كان سببا في إلغاء عضوية بعض الأعضاء, ونظرا لاتساع رقعة المملكة وتعدد لهجاتها، فإن الملاحظ على المنتديات السعودية اتجاه الكثير منها إلى خدمة أبناء منطقة بعينها دون المناطق الأخرى, بل إن بعضها يتسمى باسم المنطقة، ويكتب الأعضاء في تلك المنتديات بلهجة محلية لا يتحدثها سوى أبناء تلك المنطقة.
وهنالك ظاهرة أخرى تنتشر بين أعضاء المنتديات السعودية وهي الاشتراك في أكثر من منتدى ثم التنقل بينها بحثا عن الجديد والممتع, فقد وجدت على سبيل المثال أن بعض الكتاب قد اشترك في أكثر من خمسة منتديات بنفس المعرف، وحين يرغب المشاركة بموضوع ما، فإنه يكتب نفس الموضوع في مختلف المنتديات، مستغلا خاصية النسخ واللصق التي تيسر عليه هذه المهمة.
وأخيرا، فالذي يظهر أن المنتديات تمثل النشاط الأكثر رغبة لدى الشباب السعودي لشدة إقبالهم عليه، ولا ينافسه منشط إلكتروني آخر سوى التخاطب الحي في غرفة الدردشة الحية صوتيا أو نصيا عبر مواقع تقدم هذه الخدمات ومن أهمها خدمة مايكروسوفت للدردشة وقنوات التخاطب المتناوب lrc ومواقع التخاطب الصوتي hearme, ويظهر من هذا المسح الانطباعي أن غالب شبابنا لايزال يبحث عن السوالف والدردشة على الإنترنت، ولم يرغب بعد في استكشاف الجانب الأكبر والأهم والأجدى من الإنترنت، ألا وهو الجانب المعلوماتي والتجاري الذي لا يزال خارج دائرة الاهتمامات.
khalid@4u.net

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved