أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th December,2000العدد:10301الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,رمضان 1421

مقـالات

دقات الثواني
الوفاء في مؤسسة حمد الجاسر
عائض الردادي
أثناء اجتماعات اللجنة التأسيسية لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية طرحت فكرة دعوة من كتبوا عن الشيخ إثر رحيله لحضور حفل إعلان إنشاء مؤسسة حمد الجاسر، وكنا نتوقع أن العدد قليل، ولكن عندما حصرت أسماء من تم الاطلاع على كتاباتهم في الصحف والمجلات المحلية زاد عدد أسمائهم عن 300 كاتب، ولا شك أن هناك من لم تطلع اللجنة على ما كتبه لكثرة ما نشر عن الشيخ.
وعندما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن بدء التبرع لصالح مؤسسة حمد الجاسر مساء الثلاثاء 9/9/1421ه انهمرت التبرعات بما لم يكن متوقعا، فكان انهمار التبرعات ثانيا لانهمار نثار الأقلام رثاء أو تأبيناً لحمد الجاسر.
في التبرعات لمؤسسة حمد الجاسر تبرع الأمراء والتجار والوزراء والمثقفون في ظاهرة قليلة الحدوث، فكل هؤلاء عبروا عما في صدورهم من تقدير لحمد الجاسر، فكل تبرع بقدر طاقته، ولكنها في النهاية كونت مبلغا جيدا لبدء التبرعات لصالح إنشاء المؤسسة غير أن الشيء الذي أثلج صدر كل من حضر الحفل كثرة المتبرعين، وجود كل منهم بما يستطيع دون حرج في ذلك.
الحفل كان لمسة وفاء من كل الشرائح لعَلَم من أعلام بلادنا قدم من جهده عبر قلمه ما سيبقى إرثاً للأجيال، وتاريخاً للبلاد، وليت شعري، هل كان حمد الجاسر يعرف أن له هذه المنزلة في حنايا أبناء بلاده؟
حمد الجاسر جدير بكل ذلك الوفاء، فهو الذي أعاد الاهتمام بتاريخ بلادنا بعد انقطاع استمر قروناً، فنشر ما لقيته بلادنا من عناية بها في مؤلفات العلماء في القرون الأولى، ثم عني بما بعد ذلك، ووجه الباحثين إليه، ولذلك فكل هؤلاء الذين تدافعوا للتبرع لمشروع سيحمل اسمه إنما يعبرون واقعا لا كلاما عن رد الجميل، فهم الذين تتلمذوا عليه أو على كتبه أو على الأقل وجه اهتمامهم الى أن لبلادهم تاريخاً مجيداً هُجر إثر انصراف العلماء عن العناية بشأن الجزيرة العربية بعد سقوط دولة بني أمية.
حمد الجاسر تميّز بأنه مثال للمواطن الذي ملأ قلبه بحب هذا الكيان الذي وحّده الملك عبدالعزيز، فلا تمييز عنده في مؤلفاته وكتاباته وتعامله بين إقليم وإقليم، ولا بين قبيلة وقبيلة ولا بين أسرة وأسرة، فقد عني بالجميع، وكتب عن الجميع، ووزع حبه على الجميع، ومتى ما وُجد هذا المواطن الذي يملأ قلبه بحب كل جزء من بلادنا وأهلها فإننا سنبقى قوة موحدة بفتح الحاء مؤسسة على الأسس التي وضع قواعدها الملك عبدالعزيز وأناط بأعناقنا الحفاظ عليها.
هذا هو سر حب حمد الجاسر، فهو قد أحب كل أهل بلادنا، وكل اقاليمها، بل لم يكتب عن مسقط رأسه بلدة البرود إلا في آخر أيامه، فكل بلادنا مسقط رأس له.
إن التبرع لصالح مؤسسة حمد الجاسر سيستمر وليس الحفل إلا بداية حتى يتجمع المبلغ الكافي لإيجاد وقف يتكفل باستمرار المؤسسة، وستبقى غرفة الرياض مقراً مؤقتاً للمشروع ولاستقبال التبرعات.
للتواصل ص,ب 45209 الرياض 11512 فاكس 4012691
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved