أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th December,2000العدد:10301الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,رمضان 1421

مقـالات

وسميات
ركض,, في رمضان
راشد الحمدان
هل الناس لا يأكلون الا في رمضان,,؟ وهل رمضان شهر للجوع والجشع,, وحب المآكل والمشارب,, لماذا هكذا الناس يزدحمون على البقالات والأسواق وصناع الأطعمة لماذا هم يركضون,, كأن حرباً ستقوم,, أين هذا الركض والجشع في غير أيام رمضان,, ان الواحد ليحتار وهو يرى الكثيرين يتزاحمون بنفوس متلهفة.
أهل الأسواق لم يعودوا يرفعون أصابعهم عن أزرار الحاسبات,, والعمال في البقالات الكبيرة حفيت أقدامهم وزاغت عيونهم,, ينظرون بشغف وولع لأولئك الناس وهم يشترون ويطلبون كأن الساعة ستقوم ولابد من توديع الدنيا بطيب ملذاتها,, كما يتصورون.
المعروف ان رمضان هو شهر المحبة,, وشهر الاعتدال في المأكل خاصة, هو تطبيب زمني للمعدات المتعبة على مدار العام,, لكن الناس يعكسون الأحوال ان شهر رمضان يقوم العادات ويردها الى أصلها ويحسن الطباع ويريح النفوس ويطمئن القلوب ويرقى بالنفس البشرية الى مشارف الاصلاح والاستقامة والاعتدال, فلماذا نعكس هذا ونستبدله بالذي هو أشر وأدنى؟!
أمر الناس محير في رمضان,, يخلقون لأنفسهم ما هم ليسوا بحاجة اليه,, ولو أنك دخلت بيتاً من هذه البيوت التي يركض أهلها للأسواق بعد انتهاء الافطار لوجدت بقايا الموائد تؤكل أهل حارة كاملة, فلمَ هذا الجشع في المآكل والمشارب؟!
وعندما قال صلى الله عليه وسلم في جزء من حديثه: وإن لنفسك عليك حقاً كان قوله شاملاً لهذه النفس في جميع ما يؤلمها ويتعبها ويحملها ما لاتطيق سواء من العنت أو النصب في المأكل والتفكير والتصرف, وقد قال صلى الله عليه وسلم: ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ثم وضح ذلك بقوله: تكفيه لقيمات يقمن صلبه والاسلام نظم للانسان كل ناحية من نواحي حياته سواء في المأكل أو المشرب أو الكد أو الكسب أو التعامل مع الآخرين,, ولكن الناس يعكسون ذلك في كثير من مظاهر حياتهم.
ولقد تحدث الكثيرون عن ذلك الركض الجنوني قبل الافطار,, وربما تعرض الراكضون الى الهلاك قبل أن ينالوا طعام افطار,, ان العقل في تلك الحالة لا شك يغيب عن صاحبه والا لما أطلق لمركبته العنان ولاشك انه يفكر فقط في مائدة الافطار.
وقد جاء رمضان في فصل معتدل وسينتهي رمضان في فصل شتوي بارد أي ان الانسان,, يستطيع ان يمسك عن الطعام أياماً, لكنه لا يترك طبعه وعادته لذلك فهو يصاب بالنهم والجشع ويرى انه قد فك من قيد قُيد به وهو الصيام, وما ذاك والله بالصيام, فارفقوا بأنفسكم أيها الناس.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved