| مقـالات
مازلت في هذه الزاوية اتحدث عن الاسبوع الثقافي لإدارة الاشراف التربوي بمنطقة الرياض وبالتحديد ندوة الابداع الفني التشكيلي في ظل التطور الثقافي حيث قمت بإدارة الندوة ولا اخفيكم ان الاهتمام بالنشاط الثقافي مطلب اسعى له في كل عام من خلال قنوات التربية والتعليم والصحافة والفن التشكيلي وقد راعيت في هذه الندوة التعريف بدور المبدعة السعودية في الساحة التشكيلية وتفاعلها الفني والثقافي في تنشيط التظاهرة الثقافية لاختيار الرياض عاصمة الثقافة للدول العربية لعام 2000م وقد ساندتني زميلتي المشرفة التربوية هناء الشبيلي والمشرفة التربوية عائشة الحارثي وقد عنيت في هذه الندوة على اعداد مقدمة عن الثقافة وعلاقتها بالفن تذكرت فكرة (العواصم الثقافية) وعددت العواصم التي تم اختيارها من عام 1996م وحتى 2005م وأثر امتداد التجربة العربية في المساهمة الفاعلة وتثمين الرصيد الثقافي في المخزون الحضاري وتنشيط التظاهرة الثقافية ولان الثقافة عنصر اساسي في حياة كل فرد وكل مجتمع وهي حصيلة عمل اجتماعي مثمر في مختلف المجالات التي اتسع فيها أفق البشر نحو المجتمعات وحضاراتها فتعرف الثقافة في العلوم الإنسانية بأنها (ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل المقدرات الاخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع) وهذا يدلنا أن الثقافة قسمان أحدهما معنوي غير محسوس والآخر مادي وهو ما ينتجه الإنسان من ملابس وسيارات وغيرها والعلاقة بينهما تؤكد على خصائص الثقافة وهي:
1 الرجوع الى ثقافة الشعب يمكن من فهم الشخصيات والسلوكيات والمهارات والهوايات الخاصة بالافراد.
2 ان لكل مجتمعات العالم القديمة والحديثة ثقافات خاصة بها.
3 ان للثقافة صفة الاستمرارية بمعنى الانتقال من جيل الى جيل مما يؤدي الى ان التراكم الثقافي وهو العامل الرئيسي في مساعدة الافراد على التكيف مع البيئة.
4 تعتمد على الرموز الثقافية مثل اللغة التي تساعد على تعلم الثقافة فتأدية الادوار الاجتماعية.
5 الثقافة متعلمة أي انها مكتسبة ولها تأثير سلبي أو ايجابي على افراد المجتمع.
6 الثقافة نسق ونظم لجانبين مادي وغير مادي ثم تحدثت عن علاقة الفن التشكيلي بالثقافة من حيث كون الموهبة نتاجا تحتاج الى صقلها وتنميتها ورعايتها بالتعليم والممارسة والمران لها، ويعتبر التعليم عنصراً هاماً من عناصر الثقافة في اكتشاف الموهبة وصقلها دور التنشئة الاجتماعية واثرها على الميول وتذوق الجمال فيما يتربون عليه او يكتسبونه ثقافياً من خلال دور الأسرة والمدرسة والاقران والاصدقاء ووسائل الاعلام وذلك بممارسة الهوايات مع الاستعداد الفطري الذي يتاح في المدارس او البيوت أو الحياة العامة.
ان الفن التشكيلي المستوحى من البيئة المادية يساعد على الاستقراء والتأمل والتمتع بالجمال الذي يحث إعمال الفكر على التأمل والتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى من صور ابداعية في الكون والانسان والحيوان ومختلف الأشياء, كما ان الفن التشكيلي لغته تعبيرية من خلال الفرشاة واللون وهي من اهم وسائل الثقافة معادلة باللغة الناطقة ولغات الجسد والتأمل واللغات الصامتة الناطقة، وهناك علاقة بين الفن التشكيلي والثقافة بالعلاقة بين (الجمال في الحياة والجمال في الفن واستعارته شكلاً ليؤدي أدوارا ثقافية) اجتماعية من تربية وتهذيب سلوك وارتقاء بالذوق الحضاري والسلوك المدني لافراد المجتمع كافة من هنا انطلقت الزميلة هناء الشبيلي للتحدث عن الموهبة الفنية ونظرة المجتمع الى الفن التشكيلي وتمحور حديثها حول الموهوب كإنسان يعد من أغلى الثروات التي تعتمد على أي أمة ثم ذكرت معايير الكشف عن اصحاب الموهبة في الفن.
ورغم اهتمامي شخصياً بالموهبة وأثرها على تطور وتغير المجتمع وإحساسي بأهمية الكشف عنها الا انني لم المس ذلك الدور المتميز في الرئاسة العامة لتعليم البنات في الكشف عن الموهوبات فنيا بل ان برنامج الكشف عن الموهوبات لا يوجد به مختصة في مجال التربية والفن وأعود مرة اخرى للندوة فقد تحدثت الزميلة هناء عن (عين الناقد الفنان الفاحصة التي تحمل دلائل بصرية تعتبر لدى الشخص الذي رسمها مجرد محفوظات يكررها وبين الاشكال التي تحمل دلائل بصرية تحتوي على معنى جمالي تشكيلي تبين حقيقة موهبة الشخص الذي رسمها) فهذا حقيقة ما يدلنا الى اهمية الجانب البصري ودور الثقافة البصرية على مفاهيم وانطباعات الموهوب التي تمتد بأثره على اسلوبه وتعبيره عن الفن فيما بعد ولعل من أهداف الندوة التعرف على نظرة المجتمع الى الفن التشكيلي في المجتمعات العربية والاجنبية وتحدد مفهوم الأمية الفنية (هي مصطلح مواز للأمية الابجدية التي تعني عدم القدرة على القراءة والكتابة وبالمثل فالأمية الفنية تعني عدم القدرة على قراءة لغة الاشكال والأحجام والألوان ويعني المصطلح عدم قدرة العين على الادراك الفني في عمومه وما نخصه هنا هو العالم المرئي).
ولعل ما يوضح هذا المصطلح هو تحديد التربية الفنية التي تدرس للطالبات في المدارس فهي ثقافة فنية وتعتبر جزءا من الثقافة العامة.
وفي هذه الندوة كنت أمارس دور الكابتن الذي يحاول البحث عن الراحة قليلاً بين كل محاضرة واخرى ومن الصعب جداً ان تكون مديراً للندوة ومشاركاً بها أيضاً ومع ذلك استطعت تقديم ورقة عمل حول ماهية الفن عبر الثقافات وضرورته حتى الوصول الى التطور التاريخي للحركة التشكيلية في المملكة وعرفت الفن على انه وسيلة التعبير واللغة الرمزية ومجال الصفة والابتكار والابداع وهو تعبير عن سلوك الفرد والجماعة فلم تعرف اي حضارة من الحضارات الا من خلال الفن فهو القاعدة الاساسية لفهم ثقافة الحضارات ثم أوضحت نشأة الفن مع بداية الحياة الانسانية في العصر الحجري وكيف انه كان بدائياً واستخدامه لمعتقدات ترتبط بطرد الأرواح الشريرة فصنعت الأقنعة التي لها دلالات رمزية تبعث الإطمئنان في نفوس مستخدميها ورغم اكتشاف الرسوم في قارات العالم (آسيا، اوروبا، أفريقيا) الا أنها تحمل سمات عبارة عن استخدام رموز لها مدلول عقائدي رغم بساطة وتلقائية التعبير الا أنها ترتبط بمخاوف واعتقادات تخضع البدائي لايدلوجية عصره من خلالها.
عزيزي القارىء ان الحديث عن ثقافة الفن وفن الثقافة,, ذو شجون إلى هنا سوف اتوقف لاتابع الاسبوع القادم في آخر مقالة حول الندوة مع خالص تقديري.
|
|
|
|
|