| مقـالات
يتهاون الكثيرون بالوصية ويرون أنها أمر لاأهمية ولا ضرورة له,, بل إنها تحمل فألاً سيئا وشؤما عليهم,, وكأنما هي التي ستودي بهم الى القبر ولا صحة لهذا الأمر!
فالوصية سنة نبوية ,, واذا كانت أمرا ضروريا وهاماً أيام النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته فهي اكثر أهمية في عصرنا هذا,, حيث اصبحت الحياة اكثر صعوبة وتعقيدا,, الأمر الذي ترك بصماته الواضحة داخل النفوس بحيث اصبحت اكثر انعزالية وأكثر حبا للذات وللمال,,!
الوصية امر هام لصاحبها مهما كانت تركته، سواء كان غنيا أو فقيراً ففيها يتم وضع الأمور في نصابها وترتيبها وتوزيع الحقوق على أصحابها,.
وقد كان المال ولا يزال هدفا للكثير من الناس يتهافتون عليه تهافتا ويتصارعون ,, وبعضهم على استعداد للتضحية بالكثير من اجل ان يستحوذ على ما هو اكثر وأكثر,, وكم من الجرائم حدثت بسبب المال والتي نقرؤها ما بين يوم وآخر في الكثير من الصحف العربية والأجنبية او تصلنا من خلال وسائل الاعلام الاخرى,.
أذكر منها جريمة حدثت في أمريكا حيث أطلق أحد الأزواج اربع رصاصات على زوجته لأجل ان يستولي على ذلك المبلغ الذي رصدته تأمينا على حياتها (علما بأن التأمين على الحياة غير مباح في الدين الاسلامي) ولم تمت الزوجة بل سببت تلك الطلقات لها شللا رباعيا جعلتها مقعدة طوال حياتها لتكون الشاهدة الوحيدة على ذلك القاتل (زوجها),.
وأذكر ان احد الشبان في احدى الدول العربية قتل أخاه الأصغر لأجل (مطبخ) حيث اختلفوا على ملكيته بعد وفاة أبيهم فاستشاط الاخ الأكبر غضبا وقتل أخاه لأجل أن تؤول ملكية المطبخ إليه!!
قرأت أيضا عن خلافات حدثت في عائلات ورثت الملايين ولعدم وجود وصية لتنظيم هذه التركة فقد اشتدت الخلافات بين الاخوة,, من اب واحد أشقاء وغير أشقاء,, وصلت هذه الخلافات الى المحاكم,, هذا ناهيك عن أولئك الذين بقيت تركتهم هكذا مجمدة لاختلافهم في توزيعها ولعدم وجود وصية يستندون عليها!
خلاصة القول أن الوصية قضية حتمية لابد من التقيد بها وليست أمرا هامشيا يترك لاجتهاداتنا الشخصية وللظروف الطارئة!!
بريد الكتروني: Fowzj@hotmail.com ص,ب: 61905 الرياض الرمز البريدي 11575
|
|
|
|
|