|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة:
طالعنا أحد المواطنين والذي بخل بذكر اسمه من على صفحات العزيزة في جريدة الجزيرة العدد 10294 يوم الاثنين الموافق 8/9/1421ه باقتراح انشاء معهد شرطة الحرمين الشريفين يستقبل خريجي الثانوية العامة وبمواصفات محددة مثل المستوى الثقافي وحسن السيرة والسلوك والوزن والشكل الحسن المقبول، وتكون الدراسة فيه دراسة أكاديمية وسلوكية وبدنية ولمدة سنتين وقد نسي تصنيف خريجي ذلك المعهد المقترح والذي يوازي الكليات المتوسطة بمعنى يحصل الخريج على درجة الدبلوم أقل من البكالوريوس، ومقترح آخر بتغيير الزي الرسمي لمنسوبي شرطة الحرمين الشريفين وان يكون مميزاً بألوان الطيف!!.
والقارىء لذلك المقترح يلاحظ ان الأخ قد لمس مشكلة معينة أدت إلى الاقتراح الأول واستميحه عذراً بالقول بان الجميع يعلم مكانة وقدسية الحرمين الشريفين وان كان هناك قصور من شرطة الحرمين فبالتأكيد أنها حالات فردية ولايجب التعميم مطلقاً والواجب العرض الصريح والواضح للمشكلة لمن يحق له معالجتها في حالة لمس أي خلل، أما ان نسرح بالخيال باقتراح انشاء معهد مخصص للحرمين الشريفين وننسى ان الطاقة الموجودة كافية ان لم تكن زائدة، كما ان هناك مبادىء يعلمها المختصون في اقرار العدد المطلوب من الأفراد العاملين مقابل أعداد المصلين، فمثلاً في الدوريات الأمنية عالمياً فرد واحد مقابل خمسمائة أو ألف شخص ويتغير ذلك طبقاً لحالة الأمن وطبيعة المنطقة ونوعية المكان وهكذا، فماذا نعمل بالأعداد المتكدسة أو التي ستتخرج سنوياً من ذلك المعهد والذي لن يستوعب الحرمين الشريفين أعدادهم فضلاً عن المصلين والمعتمرين والزوار والحجاج.
ولعلي أعذر الأخ لأنه ربما خانه التعبير بأن المشكلة ليست في العدد وإنما في النوعية وقد نوافقه على ذلك إلا أن المسؤولين وعلى رأسهم سمو سيدي وزير الداخلية حفظه الله حريصون كل الحرص في عملية اختيار العاملين في شرطة الحرمين بل في تنمية مهارات رجال الأمن عموماً.
ولعلي أقترح بتخصيص دفعة معينة وبعدد محدود من الأفراد والضباط بتحديد الاحتياجات التدريبية لهم وتصميم برنامج تدريبي خاص وإشراك مجموعة من منسوبي شرطة الحرمين بإعادة وتأهيل تلك الكوادر العاملة بما يعرف بالدورات الإنعاشية ويكون البرنامج المعد من قبل المختصين معداً إعداداً جيداً ومشتملاً على جميع النواحي الثقافية والدينية والأمنية والاجتماعية والسلوكية والنفسية وحسن التعامل مع الجمهور، واهمس بملاحظة بان الجميع يتمنى التشرف في خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار وأن لايقتصر على من يقيم في المنطقة وان هناك معايير خاصة يجب الأخذ بها ويا حبذا بالأخذ باستشارة معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين وإن تتدخل النواحي الدينية في عملية الاختيار.
والتصرفات اللامسؤولة لاتقع من رجل الأمن إلا إذا تنصل من مسؤوليته وعندها يكون مثله مثل أي مواطن عادي وعند المحاسبة ينال الجزاء، وليتذكر الأخ ان رجل الأمن ماهو إلا مواطن ونأمل من جميع المواطنين العاملين في الحرمين الشريفين ان يكونوا على قدر المسؤولية لاسيما وأنهم يعلمون أن جميع الشعوب في العالم وخاصة المسلمة تنظر إليهم نظرة الإجلال، ولنحقق ذلك بالتعاون والتعامل بالحسنى وان نجعل الله نصب أعيننا في جميع اعمالنا ونتشرف بخدمة الحجيج.
وهذا الاعتقاد نتشرف به ونفتخر إذا أخلصنا النية وراقبنا الله في السر والعلن وان كان خاصاً بسكان المملكة العربية السعودية فهو يضم في دائرة أضيق سكان مكة وطيبة الطيبة وينحصر في دائرة أضيق فيمن يعمل في الحرمين الشريفين من السعوديين.
ولذلك فالواجب لايقع على رجال الأمن فقط بل على جميع من يعيش على هذه الأرض المباركة وتقع المسؤولية على العلماء والوعاظ بالتوجيه والإرشاد وعلى المعلمين والمربين وخاصة في منطقة الحرمين الشريفين فنريد ان تكون مكة المكرمة وطيبة الطيبة مدينتين فاضلتين إلى جوار أنهما مقدستان وان نرى ونسمع بتصرفات الصحابة ومن سار على نهجهم فيهما.
أما المقترح الثاني للأخ بان يغير الزي الرسمي بألوان الطيف؟! فياليته اقترح بان تستبدل البدلة الرسمية الافرنجية بالزي السعودي وبشعار شرطة الحرمين وان يكون قريباً من زي ادارة المجاهدين والأخوياء بالحرس الوطني.
هذا ما وددت المشاركة به وعتبي على الأخ الكريم لعدم ذكر اسمه لان ماتقدم به من مقترحات تستحق الذكر وماتعليقي إلا تدعيم لفكرته لنخرج سوياً إلى رأي ربما يكون مشروعاً والمشاريع عموماً تبدأ بفكرة بسيطة ماتلبث إلا وتصبح تنظيماً معيناً وهكذا سنة الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إبراهيم بن عيسى العيسى
|
|
|
|
|
