** من الأشياء الجميلة في بلادنا,, أن عدداً من الوجهاء يخصصون موعداً محدداً في الأسبوع أو الشهر,, ليفتح منزله أمام الجميع,, ضيوفاً وزواراً وأصدقاء ومعارف ومحبين.
** هذه المجالس الجميلة,, ليست وليدة طفرة,, ولا وليدة مركز,, أو وليدة مصالح,, بل هي مجالس يسودها الحب والإخاء والوئام والتواصل وعلوم الرجال .
** هذه المجالس,, عُرفت منذ القدم وليس نتاج اليوم,, ومع ذلك,, فهي في تزايد,, وروادها في تزايد,, وفوائدها ومكاسبها لا تعد.
** هي نابعة من بيئتنا وأصالتنا وشيمنا,, وفيها يجد كل إنسان بغيته.
** هي ليست تجمع لسعة الصدر والضحك وفَلَّة الحجاج وتناول أطراف الحديث,, بل هي تحاور وتشاور وتناول أمور اجتماعية تهم المجتمع,, وفيها تواصل ومحبة وتعاطف وتعاضد وتلمس لاحتياجات بعض الأسر ونصرة مظلوم ونجدة محتاج وإغاثة ملهوف,, والتواصي بالمعروف.
** لقد شدني العديد من هذه المجالس,, وكنت وما زلت من رواد أكثرها.
* أحرص كل الحرص أن أكون على تواصل معها,, وعلى حضور هذه الجلسات لأستفيد مما يدور فيها من مكاسب كثيرة,, خصوصا وأن روادها,, هم الصفوة.
** لقد شدني مجلس معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر,, ذلك المجلس الذي نعرفه منذ سنوات ويعرفه معنا القاصي والداني.
** ورغم عمره الطويل,, فإن رواده في تزايد وتزايد,, مع أن معالي الوزير لا خيل عنده يهديها ولا مال ومن المعروف عنه أنه يترفع دوما عن التدخل في وسائط وواسطات,, وانه لا يحبذ مثل هذه الأمور.
** ومع هذا كله,, فقد ظل هذا المجلس العتيد من حسن الى أحسن ومن كبير إلى أكبر.
** فمعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر شخص معروف بوفائه وأخلاقه الدمثة,, وبحنكته وكلمته وعقله الذي يزن بلداً,, بل بلاداً.
** عُرف عنه,, الاخلاق والصدق والموضوعية.
** وعُرف عنه,, فوق كل ذلك كله,, تدينه وخوفه من الله.
** أما الشيء الذي اشتهر به الخويطر أيضا,, فهو إنصافه فهو منصف للآخرين,, حتى من نفسه.
** في عمله,, لا يعرف صديقاً ولا قريباً ولا واسطة.
** لا يعرف إلا العمل,, ولهذا,, عندما تحدثت عن هذا الجانب في معالي الدكتور قيل لي هل تعلم أن الدكتور الخويطر تفصاله تفصال قاضي .
** هو بالفعل,, قاضٍ منصف عادل لا يعرف شيئا غير ذلك,, وهذا الجانب فيه,, جعله يكسب مساحات ومساحات في قلوب عباد الله.
** لن استطرد في الحديث عن هذا الرجل,, فهذا ليس مجاملة,, لكني أقول,, إن مجلسه من أروع هذه المجالس,, وتشاهد فيه أصدقاء وزملاء ورجالا لا تشاهدهم إلا في مثل هذا المجلس.
** ومعالي الوزير رغم كل شيء,, هو الذي يستقبل الضيوف,, وهو الذي يودعهم واحداً واحداً,, بابتسامته الجميلة المعهودة.
** إنني أعرف ان كتابتي عن الدكتور الخويطر لا شأن لها عند هذا الرجل,, فهو إنسان لا يلتفت لهذه الأمور على الاطلاق.
** وأعرف أنها لن تضيف له أي شيء,, لكني أريد أن أؤكدها باعتبارها حقيقة,, مع إدراكي التام,, أنه ليس هناك من يجهلها.
|