| متابعة
اعداد:هدى عبد المحسن المهوس
مساهمة منها في النشاط الثقافي بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م، وعلى هامش فعاليات مهرجان جائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتفوق العلمي والإبداع,, أقامت وزارة المعارف ممثلة بوكالة الآثار والمتاحف والإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية المعرض الأول المتنقل لآثار المملكة بالمنطقة الشرقية.
وقد أقيم المعرض بمجمع الراشد بالخبر .
وقد احتوى المعرض على عدد من الأجنحة المشاركة كالجناح الخاص بوكالة الآثار والمتاحف، وجناح الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية ممثلة بمتحف الدمام الإقليمي, كما تساهم أيضاً بهذا المعرض قاعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتراث، إضافة إلى متحف عبدالله الأسمري أحد المتاحف الخاصة بقاعدة الملك عبدالعزيز بالظهران وجناح مركز الأمير سعود بن نايف لتأهيل الإناث، وجناح لعبدرب الرسول احد مصممي التراث، وجناح لبعض الفنانات التشكيليات.
ولقد كان لالجزيرة جولة داخل أروقة المعرض، أجرينا على هامشها عدداً من اللقاءات مع بعض المسؤولين والمهتمين بهذا الجانب:
خمس قاعات
* كان لقاؤنا الأول مع مدير المتحف الإقليمي بالدمام عبدالحميد بن محمد الحشاش الذي سألناه عن قاعات المتحف ومحتوياتها فأجاب:
- يعد المتحف الإقليمي بالدمام واحداً من ضمن سلسلة المتاحف التي قامت وكالة الآثار والمتاحف بإنشائها داخل المملكة الذي تم افتتاحه تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وذلك في يوم الأربعاء الموافق 24/7/1405ه الذي ويقع بمبنى المكتبة العامة بالدمام بالدور الرابع وأيضاً يضم قاعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد للتراث التي تقع بالدور الثالث التي افتتحت مؤخراً تحت رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية الكريم.
ويحتوي المتحف على خمس قاعات رئيسية وهي:
1 قاعة ما قبل التاريخ العصر الحجري الحديث النيوليثيك : وتحوي مجموعة من الأدوات الحجرية والصيوانية تمثل مكاشط وشفرات ورؤوس سهام ومدقات وغيرها من الأدوات التي كان يستخدمها إنسان ذلك العصر.
2 قاعة الفترات الانتقالية: وتضم فترات تاريخية مختلفة مثل فترة حضارة العبيد 5000 سنة قبل الميلاد وتعرض فيها نماذج من الأدوات الحجرية والكسر الفخارية وغيرها، وفترة فجر السلالات في بلاد الرافدين التي تعرض فيها مجموعة من الأواني المصنوعة من الحجر الصابوني، وفترة ديلمون بمراحلها الثلاث من 2500ق,م 500ق,م، كما يوجد نموذج لمدفن على الطبيعة من مدافن جنوب الظهران مع مرفقاته الجنائزية، كما تعرض مجموعة من الشواهد الكتابية بالخط المسند القديم.
3 قاعة فترة ما بين 350 ق,م حتى فترة ما قبل الإسلام: وهي فترة الهلينستية والساسانية وتعرض فيها مواد مختلفة كالفخار وبعض العملات والتراكوتا الدمى الفخارية وغيرها التي ترجع لتلك الفترات.
4 قاعة المأثورات الإسلامية: تشتمل على صورة توضيحية للأماكن المقدسة في المملكة وخرائط التوسع الإسلامي وانتشار الإسلام، كما تحوي على خزائن عرض لفخار يعود لفترات تاريخية إسلامية مختلفة وكذلك بعض العملات النقدية القديمة والإسلامية، كما توجد بعض الشواهد الكتابية الإسلامية بالخط الكوفي.
5 قاعة التراث الشعبي: وتشتمل على أبواب خشبية وأدوات الضيافة وأدوات الركوب وأدوات الحلي والزينة وبعض المنسوجات البدوية القديمة وبعض الأسلحة القديمة وبعض الخوصيات والصناعات المعدنية والخشبية.
أما قاعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد للتراث فقد افتتحت تحت رعاية سموه الكريم في 10/11/1420ه دعما من سموه الكريم لقطاع الآثار والاهتمام به، والقاعة شملت على مجموعة من المسكوكات والمخطوطات والزخارف الجصية والأبواب المحلية القديمة وبعض الأسلحة القديمة وعلى بعض الصور القديمة من بيئة المنطقة الشرقية وبعض النماذج الحياتية التي تجسد واقع ماضي أجدادنا المشرق.
* ما الهدف من إقامة المتاحف الإقليمية والمحلية؟
- الهدف هو ان الجزيرة العربية تعد من الدول الغنية في المواقع الأثرية والتاريخية في العالم وبخاصة لما تمتاز به من موقع استراتيجي عظيم بين حضارات عريقة وقديمة كحضارة بلاد الرافدين وحضارة الفراعنة المصريين وحضارة بلاد الشام وحضارة جنوب الجزيرة العربية لذا فإن هذا الموقع أوجد فيها كثيرا من الحضارات والمواقع الأثرية والتاريخية على مراحل تاريخية مختلفة منذ فجر التاريخ في العصور الحجرية إلى العصر الإسلامي وتراث الآباء والأجداد، وعليه وبفضل من الله أصبحت بلادنا مليئة بأنواع حضارية مختلفة قديمة وسبب ذلك راجع لتنوع أقاليمها واختلاف بيئاتها وسعة رقعتها وبذلك أصبح لكل منطقة تاريخها وآثارها وتراثها الخاص وبالتالي أوجد فيها الطابع المميز لكل إقليم ومنطقة.
ونتيجة مانملكه من هذا الرصيد الأثري والتاريخي والتراثي العظيم الضخم فلا بد من إيجاد متاحف إقليمية ومحلية لاستيعاب هذه الآثار وابرازها للمواطنين والأجانب ليعرفوا تاريخ وحضارة وعراقة هذا الوطن.
* المعرض في مجمع الراشد التجاري بالخبر, احتوى على مقتنيات قليلة جداً وبسيطة, بحيث لم تشد بعض الزائرين, إلى ماذا ترجع قلة هذه المقتنيات وهل كانت المعروضات بحجم الأهداف المنشودة؟
- إن هذا المعرض يعد الأول من نوعه في المنطقة الشرقية وقد تم اختيار هذا المعرض داخل مجمع الراشد التجاري بالخبر باعتباره اكبر مركز أسواق في المنطقة، وقد كان الهدف من هذا المعرض نشر الوعي الثقافي والأثري والتعريف بها لدى المواطنين من حيث القلاع والحصون والقصور والسدود والبرك والشواهد الأثرية والمتاحف المنتشرة في هذه البلاد الطيبة، وكذلك من أهدافه الرغبة في تفعيل دور القطاع الخاص من أجل النهوض بالآثار والتراث وتطوير المناطق السياحية واستغلال بعض المعالم الأثرية والتراثية المنتشرة في بلادنا في هذا المجال، أما قلة المعروضات في المعرض في الحقيقة فراجع إلى ضيق المساحة المتاحة لنا للمعرض وذلك لوجودنا بين المحلات وكذلك ما قد تتعرض له القطع التراثية والأثرية من أذى لكثرة رواد السوق وعدم السيطرة على حمايتها، وما تم عرضه حالياً من معروضات وبما صدر من كتيبات عن المعرض أعتقد أننا قد نجحنا في الهدف وهو تعريف المواطنين بالآثار والتراث والتاريخ وكيفية المحافظة عليها وحمايتها، وقد تلقينا كثيراً من المكالمات تثني وتشكر الجهود التي بذلتها وكالة الآثار والمتاحف والمتحف الإقليمي بالدمام على إقامة مثل هذه المعارض في المنطقة.
* بماذا تساهم قاعة سمو الأمير محمد بن فهد للتراث في هذا المعرض المتنقل؟
- لقد ساهمت قاعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد للتراث ببعض القطع التراثية داخل المعرض كالمخطوطات والزخارف الجصية والأبواب الخشبية وبعض القطع الصغيرة داخل المجسمات ذات الصور الحية للحياة الاجتماعية القديمة كشباك الصيد والفوانيس، كما أعدت بعض القطع للعرض من صور تراثية للعمارة التقليدية في المنطقة وبعض المسكوكات إلا أنها لضيق المكان لم نستطع عرضها في المعرض.
* كيف يتسنى لإمارة المنطقة الشرقية تطوير مشاركتها السنوية بالجنادرية؟
أولاً: بإيجاد مبنى خاص لإمارة المنطقة الشرقية داخل المهرجان الوطني في الجنادرية من البيئة المحلية التقليدية القديمة المعروفة في المنطقة.
ثانياً: إصدار المزيد من النشرات والكتيبات المتعلقة بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية وبخاصة ماعرف من أن عروض المنطقة الشرقية دائماً في كل مهرجان تعد من أميز المشاركات والعروض في كل عام، فإيجاد هذه الوسائل في المهرجانات سوف يؤدي إلى تطوير مشاركة الامارة وتميزها عن باقي المناطق الأخرى.
نحرص على مقومات النجاح
* والتقت الجزيرة بمدير العلاقات العامة والتسوق بمجمع الراشد التجاري عبدالحميد السعدون وسألناه عن مدى تجاوب الجمهور مع مثل هذه المعارض فأجاب:
- الجمهور دائماً يتجاوب مع المعارض التي تقام بمجمع الراشد، لأنه على ثقة تامة بأن موضوع المعرض ونوع المعروضات محل دراسة مستفيضة لجدوى المعرض لأن ادارة مجمع الراشد لا تقبل بأي شيء للعرض إلا إذا كان ذا فائدة لجمهور الزوار ولابد من تسليط الضوء عليه.
ومرتادو المجمع من جميع الطبقات والفئات, وعلى كل المستويات الاجتماعية يشكلون خليطاً اجتماعياً لذلك نحرص كل الحرص على مقومات النجاح للمعرض.
* هل لاحظتم ازدياد عدد زوار المجمع عند إقامة هذا المعرض؟
- في العادة تكون المعارض عامل جذب للزوار, وترصد زيادة لمرتادي المجمع، فمثلاً معرض المئوية الذي أقيم بالراشد كانت الزيادة كبيرة بعدد الزوار لأنه المعرض الأول من نوعه والمعروضات تستحق الإطلاع عليها, إضافة إلى الاعداد الجيد الذي كان عليه المعرض, وكذلك معرض الصقور الأول والثاني ومعارض الفن التشكيلي ومعارض حملات التوعية قبل يوم البيئة ومعرض امراض القلب ومعرض أمراض السكري, فالزائر لهذه المعارض متلق جيد ويطلب الاطلاع والفائدة وتجده يسأل ويستفسر وهذا المعرض مثله مثل البقية السابقة له جمهوره ومرتادوه, فنحن دائماً نبحث عن كل ما يستحق العرض وتسليط الأضواء عليه, ونحن سباقون لعرض ماندر وإقامة المعارض المتميزة لتأكيد رسالة المجمع الحضارية والاجتماعية والثقافية إضافة الى كونه مجمعاً تجارياً لذلك لا نستغرب الزيادة في عدد الزوار لأن الغالبية العظمى متعطشون للمعرفة, وبذلك يكون المجمع قد حقق جزءاً من رسالته في خدمة ماهو مفيد في اروقته وطرحه أمام زواره ومرتاديه.
* هل استطاعت المعروضات الحالية أن تغطي الهدف الحقيقي والمقام من أجله المعرض؟
مما لاشك فيه أن الرسالة المتوخاة بإقامة هذا المعرض هي تسليط الضوء على حضارة هذا البلد التي تمتد لآلاف السنين, وقد حقق المعرض الهدف المنشود بعرضه صوراً لمواقع أثرية وبعض القطع النادرة من المتحجرات واسنان الحيوانات التي عاشت في هذه المنطقة قبل 30 مليون سنة, وهذا يدل دلالة قاطعة على عمق حضارة هذا البلد.
* هل أعطت وسائل الإعلام هذا المعرض حقه في تسليط الضوء على اهدافه ومحتوياته!!!
* أود أن أشير هنا الى ان المعارض ومهما كان نوع المعروضات فلا بد من دور للإعلام المقروء والمسموع والمرئي في ابرازها وتسليط الضوء عليها, ومن أجل أن تعم الفائدة المنشودة من العرض وسط الجمهور لابد من حملة إعلامية واسعة يرتب لها مسبقاً للإشارة له قبل العرض والتغطية أثناء العرض.
وأعتقد أن المعرض لم يعط حقه من وسائل الإعلام علماً بأنه المعرض الأول للآثار الذي يخرج الى النور بين الجمهور.
|
|
|
|
|