| الاقتصادية
تتعدد المؤتمرات والندوات والمنتديات الدولية التي تستضيفها مملكتنا الغالية في كل عام إن احد اهم الجوانب الأساسية التي يستند عليها نجاح مؤتمر أو منتدى ما انما يتمثل في دقة تنظيم ذلك المؤتمر او المنتدى في كافة مراحله بدءاً بوصول الوفود وانتهاءً بمغادرتهم لأرض الوطن مروراً بعشرات المراحل الاخرى والتي يحتاج كل منها لفرق عمل مدربة، ومما لاشك فيه ان صعوبة ذلك التنظيم إنما تزداد بزيادة اعداد الوفود المشاركة في ذلك المنتدى، ولا يختلف اثنان في ان مصير تلك الصعوبة هو الزوال متى ما توافر الإعداد السليم والتدريب المتواصل واختيار الرجال الاكفاء قبل انعقاد ذلك المنتدى.
إن ما دعاني لأن استهل مقالي اليوم بهذه الأسطر، هو ذلك التنظيم الرائع الذي شهده المنتدى الدولي السابع للطاقة والذي احتضنته عاصمتنا السعودية خلال الأيام الماضية تحت إشراف مباشر من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية, نعم لقد جاء ذلك المنتدى على درجة من الدقة في التنظيم لم نشهدها من قبل في غيره من المنتديات, لقد ابدع الرجال في وزارة البترول والثروة المعدنية وكافة المتعاونين معهم من أبناء هذا الوطن في إعطاء صورة مشرفة عن مواطني المملكة العربية السعودية.
فكيف استطاع هؤلاء الرجال في تحقيق ذلك الإنجاز التنظيمي الدقيق لمنتدى تشترك فيه سبع وأربعون دولة وتسع منظمات دولية؟ لقد استطاع هؤلاء الرجال تحقيق ذلك لأن هاجسهم الأول والأخير في كل جهد قاموا به واستغرق منهم سهر الكثير من الليالي هو الارتقاء باسم المملكة السعودية، وإظهار وطنهم بالمظهر المشرف الذي يليق به، لقد استطاعوا تحقيق ذلك لأن رئيس اللجنة المنظمة للاحتفال كان يتعامل مع كافة أعضاء الفرق العاملة تحت إدارته على انه هو المرؤوس وهم الرؤساء، لقد استطاعوا تحقيق ذلك لأنهم عاهدوا الله على تحمل الأمانة التي طرحها فيهم ولاة الأمر بأن يظهروا الجانب السعودي المشرق أمام ضيوف الدولة، لقد استطاعوا تحقيق ذلك بسبب إيمان القائمين على تنظيم هذا المنتدى بأن الرسالة التي يجب ان تصل لكافة ضيوف الدولة على الأوجه المشرقة لمملكتنا الغالية إنما تتجاوز الجوانب النفطية والتي كان عقد هذا المنتدى من أجلها، وقد نجحوا بالفعل في تحقيق ذلك.
وقد يصعب الحديث في هذه العجالة عن مختلف أوجه التنظيم الدقيق الذي شهده منتدى الطاقة سواء كان ذلك في آلية تشكيل فرق العمل ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب أو من خلال التنظيم الرائع الذي شهده المنتدى في كافة تفاصيله الدقيقة.
وختاماً فإن كان لي من رسالة أود توجيهها في نهاية حديثي فهي موجهة لكافة الأجهزة الحكومية والخاصة في المملكة العربية السعودية والتي تعتزم إقامة مؤتمر او منتدى في المستقبل, وتتلخص رسالتي في أهمية الاستفادة من التجربة التنظيمية الرائعة التي خاضتها وزارة البترول والثروة المعدنية في تنظيمها لهذا المنتدى الدولي والذي تم من خلاله إبراز الكثير من الجوانب التنموية المتحضرة التي طالما اقترنت باسم وطننا الغالي، وإن كان لنا من رجاء لدى المسؤولين في وزارة البترول والثروة المعدنية وعلى رأسهم سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول ورئيس اللجنة المنظمة فهو ان يوجه سموه بتوثيق وتدوين مختلف الجوانب التنظيمية التفصيلية التي شهدتها كافة مراحل المنتدى وأن يتم طبعها وتوزيعها على كافة الأجهزة الحكومية والخاصة ليتم الاستفادة منها عند عقد أي من المؤتمرات او المنتديات الدولية مستقبلاً، فمن خلال تنظيم تلك المنتديات يمكن لنا ان نبرز الوجه المشرق لوطننا الغالي.
د,محمد بن عبدالعزيز الصالح
|
|
|
|
|