| مقـالات
ما السر وراء نجاح أفراد وأفراد عبر التاريخ بادعاء القدرة على انقاذ البشر وفي نهاية المطاف الالقاء بهؤلاء البشر الى التهلكة تحت مظلة خلاصهم وانقاذهم؟! ما رأيك فيما تحمله أسفار التاريخ قديمها وحديثها من حوادث أبطالها أناس من الجنسين ممن اضطلعوا زعما ووهما بمسؤولية انقاذ الآخرين، لتتمخض النهايات عن مأساوية منقلب ومصير هؤلاء الآخرين! فكرا وعقيدة وجسدا, ماذا عن سجاح؛ تلكم المرأة التي ورطت قومها حين ادعت أنها قد بعثت إليهم!، وماذا عن مسيلمة الكذاب والذي ادعى النبوة بل وتزوج من سجاح فما كان من هذه النبية! المزعومة إلا أن قامت بدفع مهر الزواج! باسقاط صلاة العصر عن قومها تخفيفا عنهم،حتى إن الجاحظ والذي جاء بعد عصر سجاح بسنين وسنين يذكر أنه قابل أناسا من قبيلة سجاح ممن أنكر والعياذ بالله صلاة العصر اقتداء منهم بتعاليم مهر زواج نبيتهم سجاح!.
إن أمثال سجاح ومسيلمة قديما وحديثا أكثر من أن يعدوا ولنا مثال في الشيوعي كارل ماركس الذي بشر الانسانية ببديل ينقذهم من براثن الرأسمالية ويحررهم من ويلات الفقر والجوع والعوز والاضطهاد وفي النهاية تكبلهم عقيدة الخلاص! هذه في أغلال الوهم والفقر والعوز، وكما تشهد الحقائق التي تجلت في أعقاب التجربة السوفياتية في عصرنا هذا؟ بالطبع ما يسري على ماركس ينطبق كذلك على أمثاله من المنقذين الوهميين الواهمين كهتلر والذي تسبب بحرب عالمية قتلت الملايين من البشر وأحرقت الأخضر واليابس تحت ذريعة نقاء وتفوق العرق الجرماني الآري!!
بل إن عصرنا هذا شهد ويشهد العديد من هذه الترهات القاتلة!! والتي من ضنها على سبيل المثال ما قام به الأمريكي جيمس جونز ، في نهاية الستينيات الميلادية، وذلك حين ادعى بأن الله قد أرسله بمهمة انقاذ وخلاص البشرية, الغريب أن هذا الشخص استطاع جذب العديد من الأمريكيين الذين آمنوا به فتركوا الدنيا وزخرفها طمعا في الآخرة! فقط لينعزلوا معه في إحدى غابات احدى الجزر النائية وليموت الجميع قتلا بالسم، بل إن من لم يمت منهم بالسم مات رميا بالرصاص على يد نبيهم المزعوم والذي أفناهم عن بكرة أبيهم؟ ويستمر مسلسل الخداع بقيام شخص يدعى ديفيد كوريش بادعاء النبوة في أمريكا عام 1992 الميلادية وينجح هذا المزيف باقناع العديد من الاتباع بأن الله تعالى الله عما يصفون قد أرسله اليهم لينقذهم من ظلمات الدنيا ويطهرهم من رجس الانسان! هذا وقد آمن به ما يناهز الخمسمائة من الأتباع الذين اختاروا العيش معه بإحدى المزارع النائية في بلدة واكو بولاية تكساس الأمريكية وكما هي النتيجة دائما انتهى الأمر بموت الجميع حرقا ليموت المنقذ الزاعم والمنقذ الواهم هربا من آلام الوجود وطمعا بجنات الخلود!
يتبع
في المقالة القادمة ستجيب شدو على ما يلي:
ما السر وراء تكرار هذه الأحداث التاريخية؟,, أنى لفرد واحد القدرة على خداع الآلاف المؤلفة من الأفراد حتى الموت؟,, وكيف لهذه الآلاف المؤلفة من الأفراد الوقوع ضحايا للوهم والزيف حتى الفناء؟
ص,ب 454 رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|