| مقـالات
يبقى تحقيق درجة مقبولة من الانضباط السلوكي في مدراسنا هما ثقيلا على كل التربويين الذين يعنيهم استمرار تلك المدارس في تقديم تعليم نوعي راق, أما لماذا يعتبر هذا الامر هما ثقيلا فلأننا نعلم يقينا ان المعلمين الذين يجاهدون ليقدموا مستوى متميزا من التدريس في وسط مناخ مدرسي يتسم بالعنف وضعف الانضباط هم أشبه بمن يؤذن في مالطة, ولعل هذا هو السبب الاول الذي يجعل المعلمين يقبلون على مهنتهم وهم في حالة متأزمة من القلق والارتباك، وعموما، يبقى الانفلات السلوكي الطلابي في حد ذاته احد اهم التحديات الذي يجب ان تكسبه المدرسة.
ولقد بدأ يظهر مؤخرا في سماء التربية والتعليم لدينا مشكلات وقضايا سلوكية مقلقة ذات نمط جديد في النوع والكم, ويرى البعض من التربويين ان المؤشرات الجديدة المتعلقة بظاهرة العنف وسوء السلوك لاتزال في حدود المقبول، خصوصا اذا ما نظرنا اليها في سياق الطفرة الكبيرة في أعداد الطلاب والمعلمين, في حين يرى البعض الآخر ان المشكلة بدأت فعلا تأخذ منحى جديداً، الأمر الذي يفرض على القياديين والتربويين ضرورة التدخل العاجل لإصلاح ما يمكن اصلاحه, والحقيقة انه في ظل غياب بيانات موثقة تأتي من المدارس نفسها وفي ظل غياب بحث هذه المشكلة )Action Research( بحثا علميا موثقا فسوق يبقى الامر يدور في مجال الانطباعات والتخمينات والآراء الشخصية.
معلوم ان كل مدرسة تحرص (في اطار توجيهات لديها) ان ترصد وتوثق كل ما يحدث على ارضها من مشكلات وقضايا سلوكية، بيانات هذه المشكلات يتم عادة تدوينها في سجلات معروفة لدى المدرسة, دعونا نتصور لو انه تم جمع مثل تلك البيانات من جميع مدارس المملكة وتم تحليلها (نوعا وكما) على فترة زمنية طويلة, ان نتائج تحليل مثل هذه البيانات سوف تكشف حتما ليس فقط عن حدة الظاهرة بل وحتى وعن تطورها الزمني وعن اي نمط تتبعه.
سوف نتناول في ما هو قادم بعض الاستراتيجيات التي يمكن للمعلم ان يتبعها ليواجه مشكلة فقدان الانضباط السلوكي التي لا تكاد تخلو منها مدرسة وهذا الامر قد يعني المعلم المستجد بالدرجة الاولى.
Email:Alomar@Yahoo.com
|
|
|
|
|