|
| مقـالات
وللتاجر ان يذهب للمدى الذي يود في الترويج لبضاعته، وله ان يوظف كل ما بين يديه كي تنتقل بضاعته من مستودعاته الى بيوت وجيوب الآخرين، وفي العصر الحديث اتاحت الشاشة الاعلامية الواسعة ان يتحرك كما يحلو له، تحت مظلة وحماية مجتمعات الوفرة الاستهلاكية وبداخل هذا المضمار الكبير الواسع انخرط كل شيء في مهرجان الترويج، ابتداء من جسد المرأة، وبراءة الاطفال وصولا الى القيم والمعتقدات!!
وليس هناك من جبل يعصم من الماء,,؟! ويذكر (نعوم تشومسكي) في كتابه الغزو مستمر (من الذي يستطيع متابعة الشركات العابرة للقارات، والمصارف الدولية وشركات الاستثمار التي تسيطر على الانتاج والتجارة وشروط الحياة في طول العالم وعرضه،؟؟ ستكون لاتفاقية التجارة الحرة في امريكا الشمالية عواقب واسعة النطاق وكارثة مرجحة للعمال والبيئة).
ولكن التوجيهات الانسانية في العالم مثل اصوات تشومسكي، وجماعات الخضر ومظاهرات (سياتل)، وسواها من النجوم التي تبرق عبثا تحت وطأة ليل دامس ومستتب، تبدو وكأنها تحمل نبرة طفولية ساذجة امام بوابات المصارف العالمية، وامبراطورية (بيل جيتس)!!؟؟
ونعود الآن الى التاجر وادواته التي يقتحم فيها السوق، والتي تعتمد على الغالب على تكريس المفاهيم السائدة ومداعبة الغرائز المكبوتة، وركوب أي موجة من الممكن ان تؤدي الى الربح حتى لو كانت من نوع (سيذهب ريال من ثمن هذه الوجبة الى اطفال الانتفاضة) فالانتفاضة التي كونت مدا شعبيا مرتفعا وعارما ولامست الكثير من الأفئدة، باستطاعتها ان تتحول الى (كوبون) ترويجي يدخل المزيد من الاموال الى جيوب (نادي الاغنياء)، طالما ان هناك وسيلة متاحة لاخراج النقود من جيوب الآخرين.
ويضيف (تشومسكي) في موقع آخر من كتابه (إنه منطق بسيط: من حق الاغنياء ان يحكموا العالم الذي يملكونه وليس بمقدورهم التساهل ازاء اية عملية اجرامية محتملة من شأنها تعكير (الاستقرار) يجب القضاء على الخطر فورا، وعندما يتخذ شكلا واضحا فمن حقنا ان نقوم بما يلزم لاعادة الأمور الى نصابها) وهكذا فالغزو مستمر,,,!!
** ردود: الاستاذ زيدون: شكرا على كلماتك العميقة والمعبرة وأظنك اعطيتني حجما كبيرا جدا لا أظن انني استحقه، فما زلنا جميعنا نحاول.
مقالك الذي بعثت لي هو هيكل قصة،بل بذرة مفعمة بالاخيلة والصور التي جاءت على صهوة لغة متينة ومتماسكة تتجاوز محاولات المبتدئين فإذا كنت ترغب بنشرها فأخبرني بذلك لانها وبحسب تصوري الخاص تستحق النشر,, وتقبل فائق تحياتي.
Omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|
