| العالم اليوم
بعد أيام تحل ذكرى معركة بدر الكبرى,, المعركة التي تعد بداية الانطلاقة لانتصارات المسلمين التي نشرت كلمة الله فوق ثلث اليابسة,, البداية التي اعلنت قدوم قوى الخير وانكسار قوى الشر,, هذه المعركة التي اكدت معجزة الإيمان وكيف يفعل فعله، ففي هذه المعركة التي كان عدد المسلمين لايتعدى ال313 ولايملكون سوى سبعين بعيراً وجوادين ويواجهون أكثر من الف مقاتل من عتاة شر ممن يمتلكون مئات الأبل والجياد,, في تلك المعركة انتصر الخير وانكسر الشر,,وكل ذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل ايمان المسلمين وتمسكهم بعقيدتهم وايمانهم المطلق بالله وبالعقيدة الاسلامية.
واليوم ونحن نسترجع هذه الذكرى الخيرة اين نحن المسلمين من كل ماحدث في بدر,, اين نحن من دروس وعبر تلك الانطلاقة الاسلامية المباركة؟!.
والله ان المسلم ليخجل من نفسه ومن الواقع الذي تعيشه الامة الاسلامية هذه الايام اذ أن اخواننا الفلسطينيين يقتلون كل يوم,, وهم محاصرون في مدنهم وقراهم من قبل اليهود الأنجاس,, فماذا فعلنا,,؟
ان المقارنة بين واقع المسلمين في هذه الايام,, وبين المسلمين وقت معركة بدر تجعل المسلم المعاصر يتوارى خجلا.
313 مسلما مؤمنا يدحرون قوى الشر ويبدأون مسيرة تغيير وجه التاريخ,, وأكثر من الف مليون مسلم يعجزون عن تقويم التاريخ ووضعه موضعه الصحيح وإنهاء الظلم المفروض على الاخوة الفلسطينيين من قبل أرذل اقوام الارض.
القلة المسلمة، الكبيرة بايمانها وقوة عقيدتها تصنع المجد,, والكثرة القليلة الضعيفة بعد تخليها عن عقيدتها تعجر عن رد حقوقها وحماية حتى مقدساتها.
ان الانسان ليخجل ان يذكر كل هذا ولكن وللأسف هذه هي الحقيقة,, ففي الوقت الذي تزايد فيه عدد المسلمين وتضاعفت قوتهم وهنت عزيمتهم فتكالبت عليهم قوى الشر والكفر والظلم، وبدلا من ان ينهض المسلمون من كبوتهم ويعالجوا اخطاءهم بالعودة الى ينابيع الاسلام، الى العقيدة الاسلامية، زاد شقاقهم وعظم بأسهم فيما بينهم، اينما توجه النظر ترى المسلمين مشتبكين مع بعضهم البعض يوجهون السلاح الى صدور اشقائهم مثل ما يحدث في افغانستان والجزائر.
هل هناك أسوأ من هذا الحال؟,, تمر المناسبات والذكريات المملوءة بالدروس والعبر والمسلمون لايتعظون ولايبالون بواقعم السيىء فقط نجتر الذكريات ونتكئ على أرائك التاريخ دون أن نستفيد من دروسه!!.
والله انه لعجب عجاب، فالامة الاسلامية ذات التاريخ المجيد,, الامة الاسلامية التي حباها الله بكل هذه النعم والثروات,, الامة الاسلامية اكثر امم الكرة الارضية عددا,, الامة الاسلامية التي من الله عليها بأقدس كتاب، وأنقى عقيدة,, وجعلها الله خير امة اخرجت للناس,, هذه الامة ماذا اصابها,, ما الذي جعلها هكذا؟,, مستضعفة، مهينة الجانب من ارذل امم الارض قاطبة.
لاشيء,, فبعد ان ابتعد المسلمون عن ايمانهم,, عن العقيدة الحقة,, وعن تمسكهم بالدين الاسلامي لا عجب ان يصبحوا هكذا,, بل يمكن ان ينحدروا الى اكثر من هذا اذا ما استمروا في الابتعاد عن تعاليم الاسلام، فبالعقيدة انتصر المسلمون في بدر وفي اليرموك وفي القادسية، وبالتخلي والابتعاد عن العقيدة انهزم المسلمون واصبح حالهم على ما هو الآن.
وإذ تتاح لنا الآن فرصة فريدة في هذا الشهر المبارك المليء بالعبر والدروس ومنها درس معركة بدر، فالأجدر ان ننتهزها ونبادر لشد أزر مجاهدينا في فلسطين رجال الانتفاضة الفلسطينية المباركة الذي يقفون الآن بكل قوة وايمان يجابهون جبروت اليهود ومن يقفون معهم,, فهل نفعل أضعف الايمان ونسند المجاهدين ليتواصل جهادهم أم نتركهم يواجهون الطغاة وحدهم,, وندعم لخطط الاجتماعات السرية,, والركض وراء السلام المزعوم,؟!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|