أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th December,2000العدد:10299الطبعةالاولـيالسبت 13 ,رمضان 1421

تحقيقات

ضاعت جهودهم بين متابعة طلابهم صباحاً والدراسة مساءً
المعلمون الدارسون معاناة وتقصير في حق طلابهم وأُسرهم
معلم دارس يقطع 210 كم ما بين المدرسة والكلية ويعمل 14 ساعة يومياً
* تحقيق : عبدالعزيز العيادة
يواجه المعلمون صعوبات جمة في حقل التدريس والدراسة عندما يلتحقون بالدراسة لرفع مستواهم العلمي نظرا لأن أنظمة وزارة المعارف ما زالت قاصرة بشأن مراعاة ظروفهم ومنحهم الأجواء الدراسية المريحة أو تفريغهم للدراسة حيث يعاني المعلم من ضغط الحصص التي في نصابه لتدريس الطلاب صباحا بالاضافة الى ضغط حصص الدراسة ما بعد انتهاء عمله بالمدرسة وحيث أن هذه المشكلة عامة ويتضرر منها عدد كبير من المعلمين في كل مناطق المملكة فإننا قمنا بزيارة سريعة لكلية المعلمين بحائل والتقنيا بعدد من المعلمين الذين يواصلون دراستهم بالكلية والذين رفعوا مناشداتهم للمسؤولين حتى أن أحدهم يعاني من ظروف خاصة ويقطع أكثر من 210 كيلومترات ما بين المدرسة التي يقوم بالتدريس بها والكلية التي يواصل دراسته فيها وتستغرق معه الدراسة والتدريس يوميا 14 ساعة مشيرا الى ضياع واجباته الأسرية والاجتماعية وتهديدات الوضع القائم على مستقبل أبنائه الذين لا يستطيع متابعتهم طوال مشواره الدراسي بالكلية فضلا عن أثر ذلك على مستوى أداءهم الوظيفي لمهنة التدريس ومدى استيعابه الدراسي للمواد التي يدرسونها وانعدام الوقت الكافي الذي يستطيعون من خلاله المراجعة والتحضير للاتجاهين اللذين يقومون بأدائهما يوميا,, نترككم مع هذا الاستطلاع للتعرف على أبعاد المشكلة والمعاناة وما اقترحوه من حلول نضعها أمام الجميع:
كلفنا فوق وسعنا
تحدث الأستاذ تركي مبروك سليمان الشمري مشيرا الى أن عدد الحصص التي يقوم بتدريسها 26 حصة وعدد الساعات المسجلة له هذا الفصل بكلية المعلمين 22 ساعة وان عدد سنوات الدراسة بالكلية أربع سنوات بعدد ساعات 153+8 ساعات تطبيق ويقول إن أبرز الصعوبات التي يواجهها يوميا هي متطلبات المدرسة من تحضير والكلية من مذاكرة والأسرة وحقوقها ومتطلبات المنزل ويلاحظ على النصاب التدريبي بالمدرسة أنه متعب ولا يساعد على الوفاء لكثرة النصاب بينما يلاحظ على نظام الدراسة بالكلية أنه أكبر من الوقت الذي يحتاجه الدارس بالمذاكرة.
بينما يقول أحد المعلمين الذين شاركونا هذا الطرح دون ذكر اسمه أن عدد الحصص التي يقوم بتدريسها 24 حصة بالاضافة الى 22 ساعة مسجلة للدراسة بالكلية.
ويشير إلى أنه توقف بناء وتجهيز منزل المستقبل بسبب الدراسة بالكلية لانعدام الوقت الكافي لمتابعته بسبب ارتباطي المزدوج بالدراسة والتدريس وعدد الساعات المبالغ فيها على الجهتين!!.
واقترح أن يكون نصاب المعلم الذي يواصل دراسته وهو غير مفرغ من الوزارة على الأكثر نصف نصاب ووجه رسالته للمسؤولين: اتقوا الله في المعلمين الدارسين بالكليات وحلوا مشكلتهم!!.
في حين أوضح الأستاذ ابراهيم فريح العيسى أنه من الذين أولعوا بحب الدراسة ومواصلتها حبا لطلب العلم وقال: كنت أُمني نفسي بالكلية ولم أكن أعلم أنها ستقطع الشخص عن أسرته ومجتمعه بل انها ستجعله يكون في عالم آخر فالله المستعان، ووجه نقده للمسؤولين عن الكليات قائلا: كيف بالله عليكم يقارن الدارس الذي يعمل في حقل التعليم من الساعة 7 وحتى الساعة 12,30 ظهرا,, ثم من الساعة 1,30 ظهرا وحتى الساعة الثامنة مساء في الكلية ثم العودة الى المنزل ليقع ما بين مذاكرة الدروس وحاجات الأولاد والمنزل والمشاغل الخاصة والراحة وكيف نقارنه بشباب خال من المشاغل ونطالبه بما يطالب به الطلاب.
معبرا عن أمله بأن يتم تخفيض المناهج وتكون اختباراتهم بمعزل عن الطلاب أو أن يفرغ الدارس من التدريس أو يكون نصابه نصف نصاب أي 12 حصة فقط.
من جهته قال الأستاذ سالم بن خليف المطني كفى ظلما يا هؤلاء,, نصاب 24 حصة ودراسة مسائية من غير تفرغ وأولاد وواجبات وتحضير وتصحيح واختبارات ووالدين كبيرين لهما حق مع الأسف اهتم المسؤولون بالكم واهملوا الكيف يجب تفريغ الدارسين وحل مشاكلهم يا تربويون.
وطالب الأستاذ صنوخ مضحي صنوخ الشمري باعفاء المدرسين الدارسين بالكليات من تدريس الحصة السادسة ليأخذوا جزءا من الراحة قبل الذهاب للدراسة بالكلية وكذلك الاعفاء من الاشراف والاحتياط والريادة ومنح المعلم الدارس اجازة أسبوع في الامتحانات الشهرية بالاضافة الى تفريغ المدرسين خلال الاختبار النهائي بفترة كافية.
كما طالب كلية المعلمين بحائل انشاء فصول صيفية وتفريغ الدارسين فصلا بعد فصل, كما طالب الكلية بالسماح لهم بدخول سياراتهم داخل مبنى الكلية.
210 كم و14 ساعة يومياً
في حين أكد الأستاذ ناصر بن سعود المهوس أن نصاب المعلم الدارس في التدريس ظالم جدا وقال إن الصعوبات تكمن بحرماني من الراحة النفسية والجسدية وقطع المسافة من المنزل الى الكلية وهي 210كيلومترات ذهابا وإيابا والتدريس صباحا والدراسة مساء وضيق الوقت بينهما.
وعن ملاحظاته عن المناهج التي يدرسها بالكلية قال:
بالنسبة للمناهج ممتازة لكن المشكلة بهيئة التدريس في بعض المواد, المعلم أوجد من أجل تبسيط المادة، لا لتصعيبها وهناك بعض المواد التي تعتبر مواد بسيطة ومشوقة ولا استهين بالمادة عندما أقول بسيطة لا لكن هذه المادة تعتبر معنا ومرتبطة بنا في حياتنا اليومية والعملية وكثير من الأمور يعتبر فيها واضحا, تجد أن المعلم يحاول استعراض معلوماته فيها حتى يجعل للمادة هيبة بعكس بعض المواد الصعبة وخاصة العلمية والعربية نجد أن هيئة التدريس فيها قاموا بتبسيط هذه المادة لنا وأصبحت من المواد المشوقة , وحب المعلم معروف مرتبط بحب المادة التي يؤديها وتعامله معها ولا ينكر هذا أحد في العملية التربوية.
كذلك أرجو من المسؤولين في الكلية صرف بطاقات لدخول مبنى الكلية وذلك بحكم بعد المسافة بين العمل والكلية مما يجبرنا على التأخر في بعض المحاضرات, أكرر رجائي بصرف هذه البطاقة.
نداء عاجل
ووجه المهوس نداءه لمعالي وزير المعارف بقوله: أما بعد فإنني اوجه نداء الى المسؤول الأول عن الهرم التعليمي في وطننا معالي وزير المعارف حفظه الله, نحن معلمون لنا خبترنا بالتعليم ولاقينا الصعاب في بداية حياتنا التعليمية حيث خدمنا في مدارس نائية جدا ولا يوجد بها اي خدمة لا ماء ولاكهرباء ولا تلفون ولا اي نوع من الخدمات وذلك حرصا من حكومتنا على القضاء على الأمية وتعليم ابنائها في جميع ارجاء الوطن ونحن في هذا الوقت وبعد خدمة (16 سنة) ست عشرة سنة وفي عصر التقدم والتطور نُطالب بما هو إعجازي ان تدرس 24 حصة x 2 أي فصلين داخل فصل واحد يعني (48 حصة) مجموع ما نؤديه ويحسب 24 حصة فقط.
وادرس دراسة مسائية واقطع يوميا من منزلي الى الكلية مسافة (210) كيلومتر مائتان وعشرة كيلومترات ذهابا وإياباً فأين موقف الوزارة من هذا اخرج من منزلي في الصباح الباكر وأتوجه الى عملي وبعد نهاية يوم شاق من العمل في المدرسة والإرهاق وبعد الظهر اي الساعة الثانية ظهرا اتوجه الى مقاعد الدراسة مرة ثانية في الكلية وحتى الساعة الثامنة مساء, وتصوروا كم قضيت من ساعة في الدراسة لهذا اليوم المدرسة حوالي 6 ساعات + الكلية حوالي 6 ساعات ومسافة الطريق حوالي ساعة ونصف المجموع = حوالي (14 ساعة) واليوم والليلة 24 ساعة تصور كم بقي معي بقي فقط 10 ساعات فقط لا أكثر, وهل الساعات العشر الباقية للتحضير ام للمذاكرة ام لمراجعة دروس أبنائي ام لمتطلبات المنزل ام للنوم والراحة حتى تستعد ليوم دراسي وكابوس جديد, فأين القلوب الرحيمة يا معالي الوزير ونحن في مجتمع يدين بالاسلام حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن), اين القلوب التي تدرك ما نحن فيه, ولكم تحياتي
ارحموا من في الأرض!!
وابدى الاستاذ سالم علي الزيدان استغرابه من عدم تخفيض نصاب المعلم الدراسي مؤكدا أن ذلك متعب جدا للدارس ويتطلب جهدا من المدرس وتحضير وتصحيح الدروس وطالب بأن يعطى الدارس على الاقل نصف نصاب دون انشطة اخرى واشراف موجهاً رسالته للمسؤولين عن التعليم قائلاً ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وقال للمسؤولين عن الكليات لا تعتبوا علينا كثيرا فنحن نتمنى ان نقدم اكثر مما تطلبون منا ولكن انتم والمدرسة في كفة وبيوتنا واطفالنا في الكفة الاخرى وقال ارجو ان لا تعاملونا معاملة الطلاب ففترة الانقطاع عن مقاعد التعليم طويلة مشيراً الى اهمية ان تكون امتحاناتهم بمعزل عن الطلاب.
اما سليمان عقيل الفهيد الشمري فقد اكد ان لا فائدة من دراسة المعلم بسبب الضغوط التي تحاصره سواء من ادارة المدرسة بشأن التدريس أو بشأن الدراسة من قبل المدرسين وسط احتياجات يومية للاسرة.
وطالب بأن يعطى المعلم الدارس فرص اكثر للغياب دون مساءلة وان تكون اسئلة الكليات بطريقة (صح) أو (خطأ) كما اشار الى مشكلة كبيرة تواجه المعلمين الدارسين تتعلق بتزامن امتحانات المدرسة وامتحانات الكلية ومتطلبات كل منهما,,
واشار الاستاذ مقيم رجا الثويني الشمري المحاضر في الكليات يلقي للاسف محاضرته على انه يلقيها لطالب ثانوية حصيلته العلمية جيدة دون مراعاة للدارسين الذين رجعوا للكلية بعد انقطاع طويل عن الدراسة!! مناشداً الكليات الى تنسيق مواعيد الامتحانات وخصوصا الشهرية ومراعاة ظروف المعلم الدارس عند وضع المواعيد حتى يكون هناك وقت كاف للاستعداد لكل امتحان!!
وقال عبدالكريم بن محمد الشمري انني متعب جدا حقيقة خصوصاً وانني اجتهد واخلص مع طلابي ويقول ان استمر الوضع على ما هو عليه فقد اضطر لعدم اعطاء الطلاب حقهم الكافي من المعلومات لعدم تمكني من التحضير الجيد للدرس.
واوضح فهد الموكاء ان الكلية خذفت اكثر من 30 ساعة دون وجه حق من المعلمين الدارسين بالكلية وقال ان ابرز الملاحظات هو عدم العدالة في المعادلة في حساب الساعات التي تم دراستها في الكلية سابقا، وأنه لا يوجد تنظيم في الامتحانات فتارة تصبح كل الامتحانات في اوقات متقاربة ولا يراعى فيها ظروف المعلم بتاتاً.
وقال الاستاذ طلمس الشمري ان الوضع الحالي ظلم للمعلم وظلم للطالب الذي يدرسه.
التفريغ الكلي والجزئي
في حين اعلن الاستاذ خالد محسن الغازي صعوبة التوفيق بين مهام المدرس ومهام الطالب في ظل الظروف الحالية للمدرس الدارس حالياً وقال كل ما نرجوه هو تفريغ المدرس تفريغا كليا او جزئيا او تقليل النصاب في المدرسة ومعادلة بعض المواد التي درسناها في الدبلوم.
وقال الاستاذ سعود بن مطلق القفيعي ان عدد الحصص 24 حصة بالاضافة الى ريادة واشراف واسكن في قرية تبعد عن مدينة حائل حوالي 50 كلم واشار ان الصعوبات كثيرة ومنها ان الوقت غير كاف وبعض المحاضرين للاسف بالكلية لا يسمح لك بدخول المحاضرة عند التأخر 10 دقائق.
وقال المناهج طويلة جدا ويصعب استيعابها بعد التعب والعناء في التدريس الصباحي وقال ان الذين وضعوا المناهج لنا لم يراعوا ظروفنا ولا وقتنا ولا وضعنا الحالي بعد انقطاعنا عن الدراسة كل هذه السنوات ويجب لفت النظر الى ذلك وتعديل الوضع الى الوضع الصحيح.
وطالب عمادة الكلية اعطاء المعلم الدارس ورقة اذن خروج من مدرسته عند الامتحانات لان بعض مديري المدارس لا يسمح للمعلم احياناً بحضور الامتحان خصوصاً اذا كان صباحيا!!
وقد وافق جميع ما سبق كل من ابراهيم الجلعود وسعد موسى الشهيل الذي قال ايضا الطريق الذي اقطعه يومياً (70) كيلومترا من المدرسة الحامدية الى الكلية ومنها الى مكان السكن (100) كيلومتر بقرية الوسيطاء.
وبيّن الاستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الحميد ان القلق الدائم جراء ضغط الواجبات الوظيفية في الصباح ومحاولة ادائها بشكل جيد اضافة الى ازدحام فترة الدراسة المسائية وما يترتب عليها من واجبات ومذاكرة التي يؤكد انه لا يجد لها وقتاً لا بد ان يكون للمسئولين وقفة لكي ينتهي هذا الصراع الذي نعاني منه مؤكدا انه حصل العام الماضي على جائزة الاداء المتميز وهذا ما دفعه للاجتهاد واكمال دراسته.
وطالب بتهيئة الاجواء المناسبة كي يستفيد من الفرصة التي اتيحت له لاكمال دراسته وقال رفقاً بالمعلم الذي يشقى كي يسعد ابناؤكم بالعلم النافع.
كلمة المحرر:
وهكذا لا نجد كلمات نختم بها إلا الدعاء بان يعين هؤلاء المعلمين الطموحين الراغبين بالعلم على اكمال دراستهم رغم الصعوبات التي يواجهونها وان يخفف الله الضرر الذي يلحق بطلابهم الذين يدرسونهم والذين اعترفوا انهم مقصرون معهم وان لا تكون الدراسة سبباً في اي مشاكل اجتماعية لا سمح الله مع ثقتنا بأن المسؤولين لن يتركوا هذه المشكلة دون حل وان تدخلهم سيكون سريعاً كالعادة باذن الله مع كل ما من شأنه فائدة الوطن وابن الوطن,.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved