| الريـاضيـة
* كتب سامي اليوسف
ارتكب الحكم الدولي الإماراتي علي بوجسيم خطأ جسيما في مباراة قمة الدوري الإماراتي في اسبوعه التاسع بين فريقي الوحدة والوصل والتي انتهت لمصلحة الأول المستضيف 3/2 ,, وانفراده بصدارة الدوري دون منافس، وكاد ابو جسيم بخطئه الفادح وبعض قراراته الخاطئة أثناء سير المباراة ان يحول الملعب إلى حلبة مصارعة لولا تفهم اللاعبين والتواجد الإداري في الوقت المناسب رغم خروج جماهير الوصل غاضبة على الأداء المتواضع للحكم ابو جسيم الذي قاد المباراة بتعال وشد واضحين!,.
ويتركز خطأ الحكم المونديالي كما يحلو للأشقاء الإماراتيين ان يلقبوه باحتسابه لركلة جزاء لمصلحة الوصل عندما تعرض مهاجمه رقم 7 محمد عمر لعرقلة واضحة من قِبل المدافع الوحداوي رقم 24 عبدالرحيم جمعة رغم وقوع الخطأ خارج منطقة الجزاء الوحداوية بخطوتين على الأقل وكانت نتيجة المباراة حينها تقدم الوحدة 3/1 على الوصل وكاد لاعب الأخير ان ينفذ ركلة الجزاء لولا تدخل المساعد الثاني لأبي جسيم الحكم عليش راشد بجرأة وشجاعة تحسب له وابلاغه لحكم الساحة العالمي ان الخطأ وقع خارج منطقة الجزاء ليتجه ابو جسيم صوب الكرة ويحملها واضعا اياها بموقع الخطأ الصحيح ومنذرا المدافع بالكارت الأصفر ليتوقف اللعب نحو دقيقتين لاحتجاج جماهير الوصل على الغاء ركلة الجزاء.
كما ان ابو جسيم الغى هدفا للداودي من تسديدة من خطأ مباشر وانذر لاعبا وحداويا قبيل النهاية بالكارت الأصفر رغم تعرضه للضرب من لاعب وصلاوي!.
اعتراف
** لاشك ان قرار ابو جسيم كان خاطئا 100% باحتسابه لركلة الجزاء الوهمية وخطأه جاء بسبب عدم تركيزه ومتابعته ونتيجة بعده عن الكرة واللاعبين علاوة على ركضه في الملعب بصورة غير سليمة ادت إلى عدم وضوح زاوية الرؤية له مما انعكس على قراره بالسلب وهذه الأمور من البديهيات في مشوار التحكيم، كما ان ابو جسيم لم يحسن اتخاذ المواقع الصحيحة او التمركز السليم حتى عند تنفيذ الأخطاء المباشرة القريبة من منطقة الجزاء فهو يقف أمام حائط الصد البشري تاركا مساعده لضبط حالة التسلل,, ومن المفترض في مثل هذه الحالات ان يضبط هو التسلل ويؤشر لمساعده بالتوجه إلى زاوية الكورنر ليضبط بدوره تجاوز الكرة لخط المرمى او خروجها للآوت او ضربة المرمى,, وهذا ما أخذه عليه الحكم التونسي الدولي السابق والمحاضر الدولي الحالي ناجي الجويني في تقييمه لأداء ابو جسيم في إدارته للمباراة النهائية لكأس أمم آسيا 2000 في لبنان بين منتخبنا السعودي ومنتخب اليابان,, إلا ان ابو جسيم لم يعر هذه الملاحظة بالا رغم أهميتها ويبدو ان احتساب ركلات الجزاء اصبحت تشكل هاجسا يقلق الحكم الإماراتي الدولي علي ابو جسيم الذي اعترف بشجاعة تحسب له انه اخطأ في تقديره لقرار البلنتي وانه تراجع بناء على قرار مساعده لأنه القرار الأصح كما قال في اعترافه لقناة دبي الرياضية عقب المباراة مباشرة رغم ان مساعده قد نبهه لحظة اتخاذه القرار بإشارة البليب الذي يعلقه على ذراعه ليستدعيه إلا ان ابو جسيم كان منشغلا حينها، طبقا لأقواله في تسجيل رقم المدافع صاحب البطاقة الصفراء,, وكان ان توجه إليه متأخرا للاستفسار منه مما وضع المساعد في حرج شديد مع الجمهور والإعلام اللذين ظنا ان المساعد تأخر في إعلام ابو جسيم.
ولاشك فإن المساعد الإماراتي عيسى درويش كان جريئا وفي قمة الشجاعة وهو يستدعي وباصرار الدولي بوجسيم ليصحح خطأ وقع به زميله الذي يفوقه خبرة وثقة وهذا يعكس ثقافة وفهما تحكيميا متطورا من المساعد وثقة في النفس كبيرة.
ذكرى
** حادثة الحكم الدولي علي بوجسيم في مباراة الوحدة والوصل اعادتنا للوراء كثيرا عندما اتخذ الحكم المعتزل حسين بحيري قرارا مشابها لما اتخذه ابوجسيم وذلك في مباراة الهلال والقادسية بالرياض حيث احتسب ركلة جزاء قدساوية ضد الهلال من خطأ وقع خارج منطقة الجزاء وقبل ان ينفذ مهاجم القادسية صالح القنبر الركلة نحو المرمى الجنوبي تدخل المساعد الأول للبحيري آنذاك وهو الحكم المساعد الدولي الحالي خلف البقعاوي بإشارته مستدعيا البحيري ليلغي الأخير قراره الخاطئ رغم احتجاج لاعبي القادسية، وحينها صفقنا كثيرا للبحيري بعدم اصراره على الخطأ ورجوعه للصواب وصفقنا اكثر لشجاعة وجرأة البقعاوي رغم ان تلك الفترة لم تشهد منح الحكم المساعد مزيدا من الصلاحيات وكان وقتها يطلق عليه رجل الخطوط.
فائدة
** حادثة ابو جسيم وعدوله عن قراره الخاطئ في ظل شجاعة وجرأة وثقة مساعده عيسى درويش وقبله قرار الحكم العالمي سعيد بلقولة في نهائي البطولة العربية باحتسابه ركلة جزاء صحيحة 100% في الشوط الاضافي الأول لمباراة القمة بين الهلال والنصر التي جاء منها الهدف الذهبي لعبدالله الجمعان متوجا أفضلية الهلال وقبلهما ما حدث في نصف النهائي ليورو 2000 بين فرنسا والبرتغال,, كل هذه دروس واقعية على ارض الميدان يجب ان يتعلم ويستفيد منها الحكام السعوديون سواء حكام الساحة او المساعدين خصوصا الدوليين منهم في الوقت الذي اتاح الاتحاد الدولي لكرة القدم من خلال لجنة الحكام ادوارا اكبر للمساعدين تحقق لهم التفاعل بصورة أكبر مع أحداث المباريات وفي اتخاذ القرارات اللازمة من خلال الزوايا القريبة منهم خاصة داخل منطقة الجزاء لدرجة الحق في احتساب ركلة جزاء كما حدث في مباراة فرنسا والبرتغال في يورو 2000 إضافة إلى التفاعل من المساعدين مع الأخطاء القريبة من خط التماس مثل ابعاد اللاعبين مسافة العشر ياردات عند حدوث الخطأ وذلك لتخفيف العبء عن حكم الساحة، وهنالك قاعدة تحكيمية متفق عليها تقول بأن للحكم الحق في تغيير رأيه قبل بداية أو تنفيذ اللعبة ,ونذكر حكامنا الأعزاء بأن نص القانون واحد,, ثابت لا يتغير، فكما هو في الهند نجده تماما في إنجلترا والسعودية لكن الاختلاف بمن يطبق هذا القانون نصا وروحا وثقتنا بحكامنا لا تتجزأ وهذه مقولة صرح بها الأمير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله لكن على حكامنا مساعدة أنفسهم وتطوير قدراتهم وثقافتهم الكروية والتحكيمية لأن السبل جميعها متاحة لدعم هذا التطور,, فما يلقاه الحكم السعودي من دعم ودورات ومشاركات وإمكانات لا يملكها حكام عرب او خليجيون أو آخرون كثر.
|
|
|
|
|