| عزيزتـي الجزيرة
إن لهذا الإيمان العظيم حلاوة وطلاوة، وأُنسٌ وراحة وفرحة وبشاشة.
هذه الحلاوة التي من ذاقها تبدلت حياته من بؤس وشقاء إلى نعيم وهناء، ومن سقم وعناء إلى صحة وبهاء.
من ذاقها صفا عيشه واطمأنت نفسه وارتاح قلبه، ونال هدوء البال، والتنعم بما أعطاه الله وقسمه له من غير إشراف على دنيا أو طمع في مال.
من ذاق طعم حلاوة الإيمان لايهمّه ماصَرَفَ مِن وقت وما بَذَلَ مِن جهد وما أسهر من عين وما أتعب من جسد وما أعمل من فكر وما فقد من عضو وماترك من لذة عاجلة وفانية، لايهمه ذلك في سبيل ارضاء مَن بيده خزائن الأرض والسماء.
إذا دخل الإيمان في قلب امرىء قلب حياته رأساً على عقب، قلبها إلى خير وصلاح إلى نورٍ وهداية بعد أن كانت شراً ووبالاً وظلمة وشقاوة.
مَن ذاق حلاوة الإيمان فإنه يجعل حياته كلها لله رب العالمين يزهق روحه في سبيل إعلاء كلمة الله يخرج من ماله لنصرة دينه وابتغاء مرضاة ربه الأعلى، ومع ذلك هو مرح مستبشر راض بما رزقه الله ولو كان قليلاً، فالقليل يبارك الله فيه لمن شكر مولاه وأجاب رباً دعاه.
إن أهل القرآن والإيمان لأنعم وأشدُّ تلذذاً بعبادتهم وطاعتهم لربهم أشدُّ تلذذاً من أهل الشهوات بشهواتهم واقترافهم للذنوب.
خالد بن ناصر الفريدي كلية اللغة العربية الرياض
|
|
|
|
|