أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th December,2000العدد:10299الطبعةالاولـيالسبت 13 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

بل الجنون إهمال المرض
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياتنا مليئة بالصعاب ومليئة بالمشاكل والظروف اللامنتهية حتى بموت الإنسان، بل إن بعض المشاكل لا تبدأ إلا بموت الإنسان ويا عالم متى تنتهي؟ ووسط تلك الظروف والمشاكل التي تعصف بحياة الناس تسوء الحالة النفسية للإنسان لتداهمه الأمراض النفسية وعلى رأسها القلق والاكتئاب، ويشرد ذهنه، ليبدأ في البحث عن مخرج ينقذه مما هو فيه من الزوابع، حتى لا يصبح أسيراً للمرض النفسي، والبعض ينجح، والباقي قد يفشل وينهار ليسلم نفسه للقسوة, فقوة التحمل تختلف من شخص لآخر، إلا إن الإنسان القريب من ربه هو الأقوى تحملا والله لا ينسى من هو معه.
فالمرض النفسي عندما يحاصر الإنسان قد يقتله وهو حي وقد يدمره ويحطمه تحطيماً كاملاً، لأن البعض قد ينحرف عن الطريق السوي، ويسلك طريق الجريمة، والبعض قد يقع في حبائل المخدرات لتكتمل نهايته وتكون مؤكدة، واهماً بأن المخدرات تنسيه ما هو فيه من الهم والغم، وهو في الحقيقة يهرب من مواجهة ما يعانيه في حياته، لأنه لو واجه ظروفه ومشاكله سيتمكن بإذن الله من حل جميع مشاكله، لأن الهروب ليس حلاً للمشاكل.
وهناك فئة من البشر وللأسف الشديد تراودها أفكار انتحارية للخلاص مما هم فيه، ظناً منهم بأن الانتحار هو الحل، بينما الإنسان إذا انتحر قد خسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله، فالانتحار حرام، حرام، حرام وللإنسان قوة تحمل محدودة، وعليه ألا يخجل أو يتردد في مراجعة الطبيب النفسي في حالة إصابته بمرض نفسي، وألا يهتم بالنظرات التي قد تلاحقه من ذوي العقول المريضة الذين سيتهمونه بالجنون ، فالجنون إهمال المرض لأن المرض قد يستفحل لا قدر الله، وحينها لا ينفع الندم ألا بذكر الله تطمئن القلوب ، فالإنسان المسلم والواعي هو من يقوِّي صلته برب العباد، لأن التقوى والقرب من الله هي المخرج مما يعانيه الإنسان، فالأفكار الشيطانية التي تراود الإنسان عند مواجهته لأي ظرف من الظروف لن يجني من ورائها إلى الندم والخسارة والعياذ بالله، وعلى الإنسان الصبر، ولا ننسى أن الله مع الصابرين، والظروف والمشاكل والصعاب ستنتهي بإذن الله لا محالة، فالحياة ما زالت حلوة وجميلة وعلينا أن نكون أقوياء ونقاوم، فليس هناك ما يصعب حله سوى الموت، فالضربة التي لا تميت تقوي، فلنبتسم ولنبدأ الحياة من جديد بعيدين عن الهموم والمشاكل وضيقة الصدر، فهيا ابتسموا,, اللهم أدم علينا الفرح والسرور يا رب العباد.
مفلح بن حمود بن مفلح الأشجعي
حي المحمدية

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved