أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th December,2000العدد:10299الطبعةالاولـيالسبت 13 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب
علامَ يحسدكم شعراء الفصحى أيها العاميون ؟
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشرتم في صفحة مدارات شعبية بالعدد رقم 10287 وتاريخ 1/9/1421ه مقالا للأخ بسام الفليح تحدث فيه عن مشكلة شعراء الفصحى مع الشعر الشعبي وحقدهم عليه حسبما زعم وأقول: صحيح ان الشعر الشعبي أدب مستقل وفن بذاته له أغراضه وشعراؤه وله فنونه ولكنه يبقى أدب فترة محددة ويخص منطقة معينة من الصعب انتشاره في الآفاق ومن المستحيل أن يعيش فترة مثل التي عاشها الشعر الفصيح.
ولا أدري علام تبجح الكاتب في أسلوبه بالشعر الشعبي وأكثر من النظر في عطفيه ومشى بين صفحات تراثنا العربي وبين أهله رافعاً هامته ينظر إلى موروثنا الأدبي بازدراء وإلى أهله وانصاره باحتقار وقال بكل أدب واحترام وبأسلوب سام أن شعراء الفصحى يسعون لإقصاء الشعر الشعبي من الأدب بأسلوب قليل أدب .
ولعل الكاتب كتب بقلم تملي عليه العاطفة غير آبه بما يراه العقل وما يمجه العرف في أسلوب الحوار وهذا الاندفاع عرض الكاتب لإخفاقات وهفوات بعضها مقصود أريد به تبديل الحقائق وبعضها كان سبباً لقلة المعلومات أجملها وأرد عليه مفردة.
1 يقول الكاتب (تلك الحماقات التي تمارس ضد الشعر الشعبي) ولا أدري ما هو القاموس الذي يسمي الغيرة على اللغة الفصحى والدفاع عن محارمها والذود عن حياضها حماقة وحرباً شعواء .
2 وقال (ان الشعر الشعبي يحظى باهتمام من أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة ناهيك عن الصحف والمجلات المختصة في هذا النوع من الأدب,, ولا أدري لماذا هذا الاهتمام يثير استياء البعض من شعراء الفصحى) إن تلك المجالات التي تهتم بالشعر الشعبي هي تهتم في الحقيقة بالشعر الغزلي فقط ولشعراء محدودين وما أثار استياء بعض شعراء الفصحى ليس حسداً للشعر الشعبي ولا لأهله ولكن حزنا على ما وصلنا إليه من انحطاط في الأدب والفكر حتى رغبنا عن لغتنا وتراثنا.
3 يقول (ان شعراء الفصحى يرون في الشعر الشعبي شذوذاً عن القاعدة ومخالفة للمنهج الذي تسير عليه اللغة العربية), ان الشعر الشعبي غصن يتفرع من الشعر الفصيح فقط استقى منه العروض والقوافي والأوزان والآن يرى في نفسه أدباً مستقلاً.


وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني

وقول الكاتب ان شعراء الفصحى يرون في الشعر الشعبي شذوذاً عن القاعدة، فأنا أخبرك عنهم إنهم لا يرون فيه من أصول اللغة شيئاً حتى يشذ عنها!.
4 وقال ( ان شعراء الفصحى زعموا ان انتشار الشعر الشعبي قد يؤثر على اللغة الأم وهو في الأساس لا يؤثر على اللغة بل على شعرهم الركيك الهش، واللغة سارت على مر العصور ولم تتأثر منذ العصور الجاهلية,,) وهنا جملة من الإخفاقات.
أولا: ان الشعر الشعبي لا يؤثر على اللغة وحسب بل هو خنجر في نحرها ففيه طمس لمفردات الفصحى وصرف النظر عنها لغيرها وإماتة لقواعد النحو وتخدير للسليقة السليمة و,,و,, من الأوبئة التي ينشرها الشعر الشعبي والدليل اسمع إلى عامة الناس كيف يستخدمون الفصحى كتابة وقراءة وستصاب بالصداع ان كنت ممن يتقنون الفصحى.
ثانياً: على أي أساس يحكم هذا الكاتب بركاكة الشعر الفصيح وهو ليس من أهله فالشعر الفصيح صعب وطويل سلمه إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه.
ثالثا: قال (إن اللغة لم تتأثر منذ العصور الجاهلية) ومن هذه الكلمات تيقنت أن الكاتب لا يبحث عن الحقيقة وإنما يريد إثبات ما يرنو إليه فقط، أو أنه لم يقرأ في النحو ولم يركب بحره لأن كتب النحو تشير إلى تاريخه وبدايته التي كان سببها تفشي العامية الناتجة عن اختلاط العرب بغيرهم مما أدى إلى ظهور اللحن في اللغة وموت السليقة السليمة.
ثم عرج الكاتب إلى أسباب هجوم شعراء الفصحى حسب زعمه على الشعر الشعبي بدأها بقوله: 1 ابتعاد القارئ عن قصائدهم التي لا ينبعث منها سوى الحقد والأفكار الساذجة التي لا تمت للشعر بصلة , أولا كيف حكم على شعر هذا العصر أنه لا يمت إلى الشعر العربي بصلة وقديما قالوا من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب , ثم كيف يقول إن الشعر الفصيح لا ينبعث منه إلا الحقد؟!! والأفكار الساذجة؟؟!! اقرأ المجلات والصحف اليومية والأسبوعية، وقلب ناظريك في فصيحها وشعبييها وقارن, فالشعر الفصيح لا نقرؤه إلا في فلسطين أو محمد الدرة أو ما كان قريبا من هموم الأمة، بيما لا يزال الشعر الشعبي في غيه يتغزل ويمتدح للتكسب وللمصالح الشخصية, هل أدركت الآن من يحمل الأفكار الساذجة, وابتعاد الناس عن الفصحى ليس دليلا على خلل فيها بل الخلل في الناس، وأنا أبرهن لك، ففي هذا العصر انصرفت اهتمامات الناس وخصوصا الشباب إلى أمور ملهية لا تعود بثقافة أو بمروءة مثل القنوات والانغماس في الرياضة، والإنترنت و,,و,,الخ, ولما ضعفت الثقافة بحث العوام عن أدب يلبي رغباتهم فهبوا إلى الشعر الشعبي الذي لا يحتاج فهمه إلى ثروة لغوية أو عمق ثقافة ووجدوا مبتغاهم والدليل أننا لا نرى إلا شعر الغزل ومن بعده شعر التكسب.
السبب الثاني الذي ذكره الكاتب أن الشعر الشعبي يتحدث بلغة بسيطة سهلة لا تحتاج إلى التدقيق في المعاني، وأظنه يقصد بقوله لا تحتاج إلى التدقيق في المعاني أي لا تحتاج إلى إتعاب الذهن في التفكير وفي تحصيل الثقافة ولذلك هرع إليه العوام كأنهم إلى نصب يوفضون.
ويذيل الكاتب مقالته بمقطع ذكر في أوله رسالة لأهل الفصحى يقول فيها: (أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسماءكم,, وخذوا ماشئتم من الصور كي تعرفوا انكم لن تعرفوا,,), وأقول له إن شعراء الفصحى لا يهمهم بالدرجة الأولى الظهور تحت الأضواء وتلميع الإعلام, ولم تجعلهم الأنانية يرتقون على ظهر اللغة الفصحى ليري نفسه النور ويقتل تراثه وأدب أمته.
وحضور شعراء الفصحى لأمسيات الشعر الشعبي دليل على أنه أدب يعترفون به ولكنه كما ذكرت أدب مؤقت يجب ألا نلبسه ثوبا أكبر منه فنظنه جسيماً وهو نحيل متهالك,ثم ان الكاتب يفخر بنزول بعض شعراء الفصحى إلى الشعبي، وهؤلاء شواذ والشاذ لا حكم له.
ولا تنس أن أكبر شعراء الشعبي لهم تجارب في الشعر الفصيح وقد نشرت هذه الجريدة مقال الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد بعنوان الهجرة إلى الفصحى وأظن ان في ذلك المقال ما يغني عن التكرار.
فائدة تعتبر منطقة الخليج أضعف الدول العربية في الشعر العربي وهذا من تبعات الشعر الشعبي الذي رمانا خارج مضمار المنافسة.
بيت القصيد:


ومن يتهيب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الصبيح

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved