أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th December,2000العدد:10299الطبعةالاولـيالسبت 13 ,رمضان 1421

رمضانيات

بلوت رمضان!
سلمان بن محمد العُمري
أخيرا تفتحت أذهان بعض العباقرة عن فكرة جهنمية الا وهي اقامة دوري احترافي ذي قدر كبير من التقدير والتكريم على حد تصور المبدعين ذوي الفكرة الذين ارادوا من الدوري الجديد ان ينافس دوري كرة القدم وحتى كل انواع الدوري.
الدوري الجديد هو دوري لمحترفي لعبة البلوت التي لا اعرف عنها من فضل الله شيئا الا زعيق لاعبيها وادعو الله ان يعافي الجميع منها، وستكون هناك جهة راعية لهذه المسابقة وستكون اوقات اقامة هذه المباريات خلال شهر رمضان الجاري بعد الانتهاء من صلاة التراويح وحتى قبيل البدء في صلاة القيام وتم اشتراط تواجد جميع المتبارين في موقع اللعبة قبل 15 دقيقة من المباراة.
وهناك لجنة منظمة وغير ذلك من توابع التنظيم والادارة اما جائزة الفريق الفائز فهي عبارة عن سيارة تقدر قيمتها ب80 الف ريال.
القضية ليست مزحة وانما خبر نشرته احدى المطبوعات السعودية الصادرة في لندن مؤخرا وكان العنوان: سعوديون يرصدون سيارة فاخرة للفائزين في دوري البلوت .
وهل وصل الفراغ عند ابنائنا الى هذا الحد المهين؟ هل لم يعد لديهم ما يشغلون به وقتهم سوى تلك اللعبة؟ ولا نعرف ان كانوا بعدها سيتابعون الواجبات ام ان التعب سيمنعهم؟ وماهي نظرة الآباء والأبناء على حد سواء لهؤلاء الذين اجتمعوا على لعبة، وتفرقوا عليها وارادوا الربح من خلالها؟ هل هذا ما ينتظره منه وطنهم وامتهم، وانتفاضة الاقصى تسمع صوتها لكل ارجاء المعمورة هل هكذا يرفع اسم البلد؟ وماذا سيقول العقلاء عنا؟ بالله عليكم فكروا بالزمان والاوان، فكروا باسم امتكم العريقة ومجتمعكم مجتمع الخير، للأموال سبل اخرى تنفق فيها وللوقت طرق أخرى ينتفع بها عبرها.
اننا نعيش في عصر العلوم والتطورات والتكنولوجيا الحديثة وعصر غزو الفضاء ولا يجوز بأي حال من الأحوال ان تكون أيامنا وليالينا مكرسة لألعاب وأمور لا تغني ولا تسمن من جوع ناهيك عن الامور الدينية التي يتوقف عليها مستقبل اي منا في الدنيا والآخرة.
وأمر آخر لا يجوز التهاون به على الاطلاق، الا وهو اختيار الشهر الكريم رمضان الخير لاجراء الدوري المشؤوم، اهكذا تعاملون شهر الخيرات؟ ذلك الشهر الذي اوله رحمة واوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار ولا ادري ان تهيأ لكم ان الدوري المذكور يوصلهم للرحمة أو المغفرة او العتق من النار لا والف لا، ان الصحوة مطلوبة، واليقظة واجبة والعمل النافع هو المقصود المطلوب وعلى كل انسان ان يفكر بكل أعماله، عليه ان يستفيد من هذا الشهر بالشكل الذي اراده رب العباد.
بصراحة ذلك الخبر وصمة عار على جبيننا وكم كان بودنا لو جاء نشره بسياق التندر ليس الا، على كل يبقى الابتكار له طبيعته الخاصة، والابداع له شروطه ومقوماته، وهذا الدوري لا يجوز أن نطلق عليه أي صفة من تلك الصفات الغالية.
كلمات أرجو ان تصل الى من يهمه الأمر، وكلي أمل بأن يكون للعلماء وللأئمة والدعاة كلمة بهذا الموضوع والله المستعان.
alomari1420@yahoo.com.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved