| محليــات
تقوم الآن البرامج التعليمية المختلفة، بعد دراستها ووضع أهدافها ومضامينها واستراتيجية تنفيذها، وفق ما تتطلبه الحاجة إليها، انطلاقاً من المتغيرات العامة ومعها,,، ونشرت هذه الصحيفة في عدد أمس الجمعة 12/9 تحقيقاً هاماً يتناول برنامج وزارة المعارف بشأن دمج الطلبة الأكفاء المكفوفين مع الطلبة العاديين المبصرين ، مع بدء تطبيق هذا البرنامج، وتمكين التجربة فيه من أخذ فرصة الواقع.
وكما أشار التحقيق إلى أن دمج فئات المبصرين مع المكفوفين يهدف في الأساس إلى وجود التكامل التعليمي والاجتماعي للطالب مما يساعده على إزالة القلق عنه، والمساعدة على تمهير مهاراته، وتمكين إمكاناته، ومنحه الشعور بالاستقرار، وإشاعة روح العضوية الاجتماعية بتوطيد علاقات الطالب الكفيف بمجتمعه، وبمن يُتاح له أن يكوِّن علاقات به من أفراده، وممارسة ما يمارسونه من أنشطة,, وثقافة,,
وفي ذلك تعديلٌ لسلوكهم، وأخذٌ بخبراتهم السابقة الى حيِّز التحديث,.
ودمج الكفيف مع الإنسان الآخر، ليست من الأفكار الحديثة، وإن كانت قد أخذت هذا الوضع مع ما يؤخذ دائماً من حضارتنا القديمة في مجالات مختلفة ومن ثم إسنادها للغرب أو الشرق أو أقصى أمريكا,.
فالمسلمون أول من بدأ الاهتمام بذوي الظروف الحرجة أي المكفوفين ، وتلك آيةٌ في سورة عبس تشهد بذلك في مشهد تعليم وتربية، شاهِدُوه ثُلَّةٌ من الصحابة السابقين رضي الله عنهم، ومجموعات من أولئك الذين درسوا على يده صلى الله عليه وسلم، وتخلّقوا.
ولم يُقتصر دور المربين على المكفوفين,, في عهود إشراقة الإسلام والمسلمين، بل تخطى ذلك إلى جعلهم في الصفوف الأولى، وتمكينهم من علم الحديث، تجويد القرآن وتعليم الناس الشريعة,,.
وأُخذ برأيهم، ودُرِّبوا على تفاصيل أمورهم, وما كان من الشريعة.
ولعلَّ التجربة قد أثبتت نجاحهم وتمكُّنَهم إن مُنِحوا الفرص، وعُرف كيف التعامل الإنساني يتم معهم في غير حرج,, وفي غير مساس,, ذلك لأنهم فئة قوية ونشيطة، بل حريصة على تقديم الأفضل والأكمل.
غير أن هذا البرنامج قد وضع شروطاً ذات تقنين كي يُقبل الطالب فيه منها:
اجتياز الاختبار الذهني والفكري، وأن تكون له القدرة على تنمية حاسة اللمس,,
والاختبار الذهني والفكري، إن كانا بهدف معرفة القدرة الذهنية ومستواها، فإنه عندالخضوع لمحك تقنينه بما يناسب طالب هذه البيئة، فإن النتيجة بلا ريب ليست تتناسب وتطلعات الوزارة وتطلعات سواها ما لم يتحقق لاختبارات الذهن والفكر التقنين الوطني ، أي الذي يتناسب مع هذه البيئة وفق معطياتها، ووفق ثقافتها، وحضارتها، وقواعدها المجتمعية المنبثقة من قيم الدين، وقيم المجتمع.
وعهدي بمثل هذه الاختبارات لا تقوم على ذلك، وإنما هي تأتي ترجمة لمفرزات بيئات أخرى,, إلا في حالة استحداث أو ترجمة مع تخليص ما يترجم منها
أعود فأقول إن كانت البرامج التربوية تقوم من أجل التحديث، والتطوير,, من جهة، فإنها من جهة أخرى من أجل الجيل، ومن يأتي من بعده، لمواكبة أساليب التعليم ومن ثم التعلم بما يخدم الإنسان.
لكن: متى يكون تراثنا التربوي التعليمي هو المنطلق في وضع البرامج وفق معايير الفكر، ووفق معايير الممارسة العملية في المجتمع,, يوم لم يكن هناك ما يقلق البال عن النوم، من أجل معرفة تجارب الآخر، ومن ثم محاولة تطبيقها.
أقول قولي هذا,, وكلِّي ثقة في أن أخي القدير معالي الدكتور محمد الرشيد هو خير من يعلم كيف كان صاحب الظروف الخاصة سواء من ذوي الإعاقة البصرية أو السمعية، أو البدنية في المجتمع المسلم، فنأخذ منه ولا نغفله، مع العلم بأن الوقت القادم هو في صالح أية تقنية عندما يضع في حسابه كم من ذوي الإعاقات سيأتون,,؟!
و,, تُرى كيف سيتعامل الكفيف، أو الأصم، أو الأخرس، في عالم كل ما تقدم له الإلكترونيات الحديثة هو خندقة من هم سواهم في أسرها؟!.
|
|
|
|
|