| متابعة
* الأراضي الفلسطينية نيس واشنطن الوكالات
واصلت الشرطة الإسرائيلية أمس الجمعة سياسة الحرب والحصار ضد الشعب الفلسطيني ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى.
وقد نشر ثلاثة آلاف عنصر من الشرطة أو وضعوا في حال تأهب، وتركز انتشارهم بشكل خاص في المدينة القديمة وعلى مشارف الحرم.
كما تمركز عناصر من الشرطة وعسكريون في السوق الكبير في القدس الغربية وغيره من الأماكن العامة.
وعلى غرار الجمعة الأول من رمضان، لم تسمح السلطات الإسرائيلية إلا لسكان القدس الشرقية وعرب اسرائيل بالقدوم إلى الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى,
واحتجت السلطة الفلسطينية الخميس على قرار المنع معتبرة انه يشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
وكانت الشرطة الإسرائيلية رفعت الجمعة الماضي القيود المفروضة على سن الاشخاص الذين يسمح لهم بالمشاركة في الصلاة في الحرم القدسي من بين فلسطينيي القدس الشرقية وعرب اسرائيل فقط.
وقد دعت 13 منظمة فلسطينية، بينها الحركات الإسلامية، إلى يومي غضب في الأراضي الفلسطينية اعتباراً من أمس الجمعة بمناسبة ذكرى الانتفاضة الأولى التي انطلقت في 1987.
وكانت الانتفاضة الفلسطينية استؤنفت في 28 ايلول/ سبتمبر في أعقاب الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها زعيم المعارضة اليمينية الإسرائيلية ارييل شارون إلى باحة المسجد الأقصى.
واعتبر مسؤول فلسطيني كبير قرار الشرطة الإسرائيلية منع فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى المسجد الأقصى في القدس لتأدية صلاة يوم الجمعة الثاني من شهر رمضان استمراراً للحصار والحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قرار اسرائيل منع المسلمين من الوصول إلى الحرم القدسي الشريف لأداء صلاة الجمعة هو استمرار للحصار وسياسة الخنق والحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني .
وأضاف هذا هو الأسبوع العاشر الذي تمنع فيه اسرائيل المصلين المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى كما تمنع المسيحيين من الوصول إلى المقدسات المسيحية في القدس فيما لا يزال الحصار الإسرائيلي يخنق المدن والقرى الفلسطينية .
من ناحيه أخرى قال ناطق اسرائيلي أمس: ان اسرائيل قررت اعادة فتح منطقة ايريز الصناعية التي يعمل فيها خمسة آلاف شخص من قطاع غزة، اعتباراً من الأحد بعدما اغلقتها الخميس اثر شجار ادى إلى مقتل فلسطيني وجرح اسرائيليين اثنين.
وقال الناطق باسم الادارة العسكرية شلومو درور في تصريح لوكالة فرانس برس سيعاد الاحد فتح المنطقة الصناعية التي اقفلت بعد هذا الحادث .
وهي المرة الأولى التي تغلق فيها هذه المنطقة الواقعة في شمال الضفة الغربية والتي تشرف عليها اسرائيل بمفردها، منذ بدء الانتفاضة في 28 ايلول/ سبتمبر.
وأفادت الشرطة الإسرائيلية ان فلسطينياً قتل بالرصاص بعدما طعن اسرائيليين اثنين في المنطقة الصناعية.
وفي غزة قالت مصادر فلسطينية مطلعة مساء الخميس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يجري حالياً مشاورات مع عدد من أعضاء القيادة الفلسطينية لوضع موعد نهائي لاجتماع المجلس المركزي بغية اتخاذ قرار نهائي بشأن مسألة اعلان الدولة الفلسطينية.
وتوقع قيس السامرائي أبو ليلى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان يتخذ الرئيس عرفات قراره في غضون اليومين القادمين.
واضاف ان ثلاثة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هم تيسير خالد، وعبدالرحيم ملوح، وسمير غوشة وجهوا رسالة مشتركة للرئيس عرفات يطالبونه بدعوة المجلس المركزي الفلسطيني للانعقاد بغية اعلان الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران / يونيو من عام 1967.
وكانت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين طالبتا في بيان مشترك لهما يوم الخميس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بدعوة المجلس المركزي الفلسطيني الى الاجتماع بغية اعلان الدولة الفلسطينية.
وقد وجهت الجبهتان رسالة إلى عرفات تطلبان منه فيها دعوة المجلس المركزي الفلسطيني إلى الاجتماع خلال هذا الشهر للنظر في عدد من القضايا الملحة ومن بينها الانتفاضة ومتطلبات ادامتها واعلان تجسيد دولة فلسطين وبسط سيادتها على الأراضي الفلسطينية حتى حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967.
وقال أبو ليلى: انه لابد ان يأخذ المجلس المركزي واللجنة التنفيذية قراراً واضحاً في ظل الظروف الراهنة التي يواجهها شعبنا الفلسطيني ورسم السياسات المستقبلية لمواجهة العدوان الإسرائيلي والرد عليه .
وكان من المقرر ان يجتمع المجلس المركزي الفلسطيني وعدد أعضائه 921 في 31 ايلول / سبتمبر أولاً، ثم في 51 تشرين الثاني / نوفمبر، لمناقشة اعلان تجسيد الدولة الفلسطينية، ولكن هذه الاجتماعات ارجئت لأسباب تقنية وكذلك الضغوط الدولية على القيادة الفلسطينية.
ويقول ابو ليلى: انه لا يوجد أي شيء يشكل عقبة امام انعقاد المجلس وهناك امكانية كبيرة لتأمين النصاب القانوني بالرغم من الاجراءات التي قد تقدم عليها اسرائيل لمنع الأعضاء من الوصول إلى غزة .
وأضاف اننا امام معركة مديدة,, ومرحلة استثنائية قد تستمر لشهور ولابد من رسم سياسة جديدة واضحة للتعامل مع متطلباتها، وأهم هذه البنود هو اعلان الدولة الفلسطينية وبسط سيادتها على الأرض بأسرع وقت ممكن خاصة وان الردود العدوانية التي كانت متوقعة من هذا الاعلان قد وقعت بالفعل وتقوم به اسرائيل يومياً، أمام انظارنا وانظار العالم .
وقد أدت الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت شرارتها في ايلول سبتمبر الى مقتل ما يزيد على 300 شخص من الفلسطينيين واصابة الآلاف بجروح,ويأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه القوى الوطنية والاسلامية جماهير الشعب الفلسطيني إلى تصعيد الانتفاضة واعتبار يومي الجمعة والسبت من شهر رمضان المبارك يومي غضب شعبي ضد الجيش الإسرائيلي.
وقال مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية في تصريحات للاذاعة الفلسطينية يوم الخميس ان يوم الجمعة والسبت هما يوما غضب ضد الاحتلال الذي يواصل فيه البطش والحصار والاغتيالات والاعتقالات ضد شعبنا .
ودعا البرغوثي الذي تتهمه اسرائيل بأنه هو الذي يقف وراء العنف في الضفة الغربية إلى المزيد من التظاهرات والمسيرات الشعبية وتكثيف فعاليات الانتفاضة المختلفة عبر تصعيد المقاومة الشعبية في كل مكان .
ودعا إلى احياء الذكرى الثالثة عشرة للانتفاضة المجيدة الأولى والتي تصادف الأسبوع القادم بحيث تلتحم انتفاضة الأقصى مع الانتفاضة الأولى .
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فدرين يوم الخميس انه سوف يزور مصر واسرائيل والأراضي الفلسطينية في أواخر الأسبوع المقبل للدعوة إلى انهاء التصعيد المأساوي للعنف في المنطقة.
وقال فدرين للصحفيين عقب غداء عمل مع شركائه الأربعة عشر في الاتحاد الأوروبي في قمة الاصلاح الحاسمة للاتحاد في نيس ان مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن تبدأ بدون شروط مسبقة , وكان المسؤولون الأمريكيون قد قالوا في وقت سابق أمس الأول ان بريطانيا وفرنسا طرحتا بديلاً لطلب يدعمه الفلسطينيون بارسال مراقبين وقوات حماية تابعة للأمم المتحدة, يذكر ان فرنسا هي الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي.
وأكد فدرين ان الاتحاد الأوروبي يريد اشارات واضحة وملموسة لاعادة بناء السلام .
وقال وزير الخارجية الفرنسي ان الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يتعايشوا ويعيشوا مع بعضهم البعض، وليس هناك حلول محتملة باستثناء استئناف المفاوضات للسعي إلى سلام عادل يتضمن اقامة دولة فلسطينية.
واضاف فدرين ان وزراء دول الاتحاد الأوروبي الخمس عشرة قلقون للغاية من هذا الموقف.
|
|
|
|
|