| الاقتصادية
خلال الأشهر الماضية وفي الأسابيع الأخيرة بالذات يلاحظ قيام العديد من أصحاب الأقلام في بعض الصحف المحلية بحملة معلنة، مرة على خدمات الجوال وتارة على الفواتير وتارة أخرى على تسعيرة المكالمات في شركتنا شركة الاتصالات السعودية , ولو أني أعاتب الشركة بين الوقت والآخر بسبب ما ذكر أعلاه، الا ان حبي لهذا الوطن وللشباب السعودي الطموح يجعلني أكتب لهؤلاء ولجميع القراء، بأن علينا النظر بعين من الواقعية للمشاكل التي تصدر من شركة حديثة المولد فقط سنتان ونصف ، بالمقارنة للانجازات الكبيرة التي حققتها الشركة أثناء عمرها القصير, وعلينا التذكير بأن لدى الشركة أهدافا كثيرة وعملاقة ومطالبة من الدولة ومن المواطنين بالتعجيل في تنفيذ الأهداف الكثيرة والمتشعبة.
ويفضل الكثير من المديرين والاستشاريين في أغلب دول العالم ان ينفذوا مشروعاً جديداً وتجهيزه للواقع بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف وحسب المواصفات المقررة مع تجهيزه بالكفاءات البشرية والعمل على بناء بيئة وثقافة عمل سهلة ومرنة وبأقل نسبة من الأخطاء، بدلاً من تطوير وتنظيم منشأة حكومية قائمة منذ عشرات السنين أصلاً تابعة لوزارة البرق والبريد والهاتف ، وحولت حديثاً الى شركة شركة الاتصالات السعودية وذلك للأسباب التالية:
* تأخر الهاتف عندما كان مع وزارة البرق والبريد والهاتف ولسنوات عن تلبية حاجة المواطنين والمقيمين لخدمات الهاتف، حيث كانت هناك مناطق وقرى وهجر لا تحلم بخدمة الهاتف، وفي مدن رئيسية مثل الرياض وجدة والدمام ومناطق رئيسية كثيرة أخرى كان هناك من ينتظر لسنوات للحصول على خط هاتف واحد, أيضاً تعثر الشركة في ذلك الوقت في مواكبة التطورات في عالم الاتصالات مما أثر على مستوى خدماتها سلبياً وعدم اطلاع موظفيها على المجالات والتطورات الحديثة في عالم الاتصالات.
* وجود الكثير من موظفي الشركة السعوديين غير القادرين على تلبية وتنفيذ مهام وظائفهم والمحتاجين الى دورات تدريبية مكثفة، ويصعب على الشركة الاستغناء عنهم، علماً بأنهم لم يعينوا بمعرفة الشركة.
* صعوبة تقبل وأحياناً فهم ثقافة وبيئة عمل الشركة من قبل الكثير من موظفيها القدامى مما تجد بعضهم يعمل عكس اتجاهاتها وطموحاتها.
* تعدد مشاريع الشركة الجديدة وكثرة المشاريع التطويرية للبنية التحتية وفي مجالات مختلفة وفي مناطق كثيرة من المملكة مما يجعل متابعتها أمراً صعباً جداً.
* كبر حجم الجهد المستثمر من قبل الادارة العليا في تطوير أنظمة الحاسب الآلي في الشركة الذي يستغرق وقتاً طويلاً للتنفيذ.
* تعدد احتياجات وكبر مسؤولية تأسيس وتوسعة شبكة الانترنت.
* صعوبة ادارة مئات من مكاتب وفروع الشركة المنتشرة في مناطق ومدن وقرى وهجر المملكة التي يزيد عدد موظفيها عن 22 ألف موظف.
* صعوبة استقطاب الكفاءات من القطاع الخاص للعمل في صفوف ادارة الشركة وذلك للأسباب التالية:
* كبر حجم المسؤوليات والمهام وتعددها.
* عدم وجود المغريات المادية الكافية من رواتب وحوافز لاستقطاب هذه الكفاءات.
* تخوف بعض الكفاءات من العمل مع الشركات المساهمة.
* الحاجة الكبيرة لتعديل اجراءات وأنظمة الشركة الادارية والمالية والتشغيلية وصعوبة تأقلم الكثير من الموظفين القدامى معها مع وجود اختلافات في رواتب الموظفين بسبب مشكلة روتينية التي تسعى الشركة لحلها منذ تأسيسها مع وزارة المالية وهي متسببة في بروز مشاكل نفسية عند الكثير من موظفي الشركة.
هذا علماً بأن هناك الكثير من البلدان التي خصخصت قطاع الاتصالات وما يزال بعضها يعاني من مشاكل متشابهة للمذكورة أعلاه، وعلى سبيل المثال نذكر شركة الاتصالات البريطانية التي حولت الى شركة مساهمة منذ أكثر من 10 سنوات وما تزال تعاني من المشاكل الفنية والادارية.
أما عند ذكرنا لانجازات الشركة منذ تأسيسها فيتطلب علينا وضعها في كتاب، ولكن ومن باب التلخيص نذكر الانجازات التالية:
* تركيب وتشغيل 1,268,765 خطاً هاتفياً ثابتاً وهذا الرقم يعادل ما تم تركيبة خلال عشرات سنوات قبل التحويل.
* تشغيل 686,601 هاتف جوال ضعف ما تم تشغيله من أرقام خلال خمس سنوات قبل التحويل.
* حل مشاكل جميع الشبكات المحلية للمقاسم المزدحمة وذلك باستقدام تقنية الاسقاط اللاسلكي.
* دعم قطاع الأعمال من شركات وبنوك وذلك بتوسعة دوائر وصلات التراسل الرقمية عالية السرعة حيث بلغت الدوائر أكثر من 5738 دائرة.
* زيادة الدول التي يمكن الاتصال بها مباشرة الى 242 دولة مع تشغيل خدمة التجوال الدولي مع 61 دولة.
* تدريب عشرات الآلاف من الشباب السعودي في مجال الاتصالات والادارة والتسويق والمبيعات,, الخ.
* التخفيض في أسعار الخدمات واقترابها من الأسعار في الدول المجاورة.
* التوسع في المنتجات والخدمات التي تناسب حاجة شرائح مختلفة من المجتمع مثل الجوال العائلي وخدمة مرسال الجوال.
هذا ويجب علينا التأكد بأن شركة الاتصالات من الشركات الوحيدة التي حققت الأهداف الوطنية التالية:
* دعم الاقتصاد الوطني من خلال الزام المقاولين بالتعاقد مع المقاولين السعوديين من الباطن ب30% من قيمة العقود.
* نقل التكنولوجيا المتقدمة في قطاع الالكترونيات وذلك بالزام المقاولين بالتعاقد مع شركة الالكترونيات المتقدمة احدى شركات التوازن الاقتصادي بما قيمته 35% من قيمة المواد المستوردة.
وعليه فإن علينا دعم الشركة ومساندتها في هذه الفترة من التطور والتوسع في الخدمات بدلاً من التقليل من حجم انجازاتها والتشهير في قصور بعض من خدماتها حيث إن التهويل سيكون مقصوداً لشباب سعودي يعمل جاهداً لاثبات قدراته وامكانياته في تحمل المسؤوليات, علماً بأني أتطلع من الشركة بالاستمرار في تخفيض أسعار الخدمات وأجور المكالمات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة.
E-mail:al-araj@al-araj.com
|
|
|
|
|