أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th December,2000العدد:10299الطبعةالاولـيالسبت 13 ,رمضان 1421

الثقافية

الغربال
تنطوي بيئات الفكر والأدب بجنوبي المملكة العربية السعودية عبر القرون الهجرية الغريبة الماضية على حال من الثقافة والقيم فهي دار العلماء، ومباءة الفكر في بعض مراكزها العلمية، مثل: أبها ورجال ألمع، وضمد، وابي عريش، وصبيا وبعض قبائل عسير الاخرى، وهي منطلق لتباشير الدعوة الاصلاحية السلفية في رحاب الدولة السعودية الاولى، وعند توحد اجزاء المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود 1294 1373ه كانت قي مقدمة البلدان قبولا لهذا التوحيد السياسي اذ نالت بتوفيق الله تعالى رعاية هذا المليك واهتمامه حيث نهض التعليم النظامي مذ اوائل العقد السادس من القرن الرابع عشر الهجري واستقام امر القضاء وشاع داعي الحسبة وتوحد المذهب واتصلت النقلة وعاش الناس في مستقبل ايامهم حياة مطمئنة آمنة.
وفي رحاب المد الحضاري الذي غشى بلدان تهامة، وعسير، وقراها اضحى التعليم الجامعي مطلبا ملحا لتلبية طموحات طلاب العلم وبخاصة الذين انهوا تعليمهم الثانوي، وودوا البقاء في مواطنهم وقراهم حين فضل الكثير من مواطنيهم الهجرة الى حواضر البلاد من اجل العلم، او طلب الرزق ونحوها فالرحلة خارج هذه الانحاء أضحت حينئذ من مظاهر الحياة الاجتماعلية المحلية وعندئذ تم تأسيس فرعي جامعة الملك سعود وجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية عام 1396 1397ه وانطلق الدرس العلمي يؤدي دوره اذ صحب هذا الواقع الجامعي حياة علمية ظاهرة عبر العقدين الاول والثاني من القرن الخامس عشر الهجري، حيث عقدت الندوات وألقيت المحاضرات وأسهم أبناء الكليات ببحوثهم العلمية المميزة وحصل العديد من أبنائها على درجات علمية من مثل الماجستير والدكتوراه وأصبح عدد منهم في درجات علمية عليا، ناهيك عن غبطة المجتمع بثمرات هذين الفرعين من خريجي الكليات الذين عمروا بتخصصاتهم ميادين مجتمعهم الادارية والتعليمية وغير ذلك.
وفي سنة 1419ه رأى أهل المشورة والرأي في هذه البلاد ضرورة تأسيس جامعة في هذه الانحاء، اذ حملت تباشير هذا الشأن زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز لمنطقة عسير حيث اعلن سموه وفقه الله انشاء هذه الجامعة تحت مسمى جامعة الملك خالد، حيث اذن تأسيسها بعهد علمي جديد، انطلق في رحابه أبناء هذه المنطقة يعمرون حياتهم العلمية والفكرية والادبية باسهاماتهم الحضارية المختلفة وتم انشاء المجالس العلمية والكليات المختلفة واخذت هذه الاجزاء من بلادنا الغالية تحيا حياة فكرية جادة مما دلل على توفيق الله تعالى لهذه البلاد اذ احترمت الانسان ورعت مصالحه واهتمت بشؤون حياته العلمية والاجتماعية والاقتصادية وتلك شجون حملها هذا الأمل بتأسيس جامعة الملك خالد وقيامها، فلقد استراح طلاب العلم من الترحال الذي أتعبهم، وشق عليهم، اذ هم بالفعل بحاجة الى دوحة علمية وارفة يتفيئون تحت ظلالها ويقطفون من جناها، وهو الحلم الذي تحقق.
أ,د, عبدالله أبو داهش

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved