أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th December,2000العدد:10299الطبعةالاولـيالسبت 13 ,رمضان 1421

الفنيــة

سرقة الأرض والتراث والفن
محمد عبده
شاهدت أثناء زيارتنا قبل أسابيع خلت للجرحى الفلسطينيين في مستشفيات جدة الذين أكرمهم الله برعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين وكبار منسوبي هذا البلد وجميع فئات الشعب هنا شاهدت ومن معي ملحمة عظيمة أبطالها عدد من الأسر والمواطنين والمقيمين الذين كانوا يقدمون الهدايا لهؤلاء الجرحى في مشهد يحكي عن روعته وروعة ذلك التلاحم.
وكان صديقي وزميلي الفنان محمد حمزة سباقاً في هذه الأثناء على دعوة بعض مرافقي الجرحى للاحتفاء بهم في منزله, ومن هنا بدأت هذه الفكرة تكبر وتتطور حتى اقترحت تكريم الأبطال الجرحى والمصابين وأسرهم في حفل كبير ومنظم بجدة كواجب منا لدورهم الكبير الذي قاموا به في حماية وطننا فلسطين, وتم ذلك بالفعل برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة اللذين قاما مشكورين أيضاً وكما هي عادة القيادة الحكيمة لهذا البلد بتكريم الجرحى خلال الاحتفال.
لقد عاصرت مراحل الكفاح الفلسطيني الباسل، وعايشت كغيري النكبات التي حدثت في الفترات الماضية منه، وحدث لدي نوع من الإحباط أثخنته جراحات هذا الشعب العظيم وأشير هنا إلى نقطة مهمة، فالعدو الصهيوني لم ولن يكتفي بسرقة الأرض، ولكنه يقوم الآن بسرقة خبيثة تتمثل في نسب التراث والفن والزي وحتى الرقصات الشعبية الفلسطينية لنفسه, لذلك يجب على الإخوة الفلسطينيين توثيق تراثهم وفنهم كما عليهم نشره للعالم أجمع وسنقف معهم في ذلك بكل ما نملك كفنانين سعوديين وعرب, كما يجب على أجهزة الإعلام أن تستغل كل ما هو متاح لها لنقل الواقع الفلسطيني للعالم أجمع وتفعيل هذه القضية على كل المنابر الدولية لبيان الممارسات الفاضحة للصهيونية, أقول هذا وفي بالي صورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة وهو يقتل أمام الملأ حيث كانت هذه الصورة ضربة كبرى لليهود تفاعل معها العالم أجمع وختاما أقول ,, إن الأطفال في فلسطين هم الآن في الواجهة,, لذلك يجب علينا أن نكون معهم في الواجهة.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved