| مقـالات
الأستاذ محمد الحبيب تخرَّج من جامعة قطر بامتياز، وحصل على دبلوم من جامعة البحرين ويعمل حاليا مراقبا لمكتبة المحرق العامة في البحرين ولديه عدة اصدارات كلها تدور في فلك الأسرة والمجتمع والتعليم,.
آخر اصداراته كتاب بعنوان,, الفتاة الخليجية ونظرتها الى القضايا الاجتماعية وتكوين الأسرة ,, ويقول إن مصطلح الأسرة جاء من أسر بمعنى قوَّى وشدَّد, وقديما كانت الأسرة كبيرة تضم عدة أجيال في منزل واحد في العصر الحديث تحولت الى أسرة نووية أي صغيرة العدد تتكون من الزوج والزوجة والابن وذلك نتيجة لما لحقها من تغيرات طالت مجمل الحياة الانسانية,, ثم تعلم الفتاة وخروجها للعمل أصبح لديها الحق في اختيار شريك حياتها, ويؤكد الأستاذ الحبيب أن الاسلام اهتم جدا بالأسرة لأنها أساس المجتمع كما خصها الله سبحانه في كتابه الكريم القرآن ,, بآيات بينات فصلت حقوق الزوجية وإن الله خلق الرجل والمرأة ليسكنا لبعضهما وينجبا الذرية الصالحة التي تعمر الكون, لقد رغب الاسلام في أن يختار كل من الزوجين شريك حياته عن علم وبينة وقد أباح الاسلام لكلا الطرفين أن يرى الآخر ويطيب له نفسا,, ويعتبر الاسلام تكوين الأسرة وسيلة لحماية الشباب خُلقيا.
كما ينشد الاسلام من تكوين الأسرة المسلمة صيانة صحة الشباب وقوتهم من أن تستنزف في المحرمات أو أن تفتك بها الأمراض والأوبئة, وحول سمات الأسرة الخليجية؟
يجيب الأستاذ محمد الحبيب: يوجد توافق كبير بين الأسرة في كل دول الخليج ولها ذات الخصائص من حيث الترابط والمصاهرة وعوامل مشتركة من اللغة والدين والعادات والتقاليد, ربما خضعت الأسرة في الخليج لتحولات جذرية في هيكلها وبعض وظائفها التقليدية بفضل الانفتاح على الثقافات العالمية,.
على سبيل المثال تشير إحدى الدراسات عن الأسر في المملكة العربية السعودية الى أن الأسر النووية الصغيرة تشكل 76% من المجتمع وهي بالتالي تمثل نمط الحياة السائدة الحضرية, وصارت الأسر الشابة تبدأ حياتها في السكن بالشقق بدلا من البيوت التقليدية, وهذه تنتشر أكثر بين الطبقات المتعلمة والمتمدنة, وحول فوائد هذا النظام يقول: شيوع جو ديموقراطي من المصارحة والتفاهم المباشر بين الزوجين بينما قبلاً كان لجميع أفراد الأسرة التدخل في مشاكلهم أو نمط تربيتهم لأطفالهم,.
ومن المساوىء يقول الأستاذ محمد: إن دول الخليج بأجمعها للأسف تقع في ذات الخطأ حين الاعتماد على المربيات الأجنبيات في رعاية الأطفال والعناية بالرضع، كما أصبحت الأسرة الخليجية استهلاكية بشكل كبير, وظهور الزواج من خارج نطاق الأسرة والاقتران بالأجنبيات أي غير العربيات نتيجة سفر الرجل ودراسته في الخارج ويضيف لا توجد مجتمعات حية ثابتة كذلك المجتمعات الخليجية طالها التمحور والتغير نتيجة التغيرات الحتمية الواردة من الخارج من خلال وسائل الاعلام المتعددة والصحف وسهولة السفر وتوفر فرص التعلم في جامعات عالمية في كل دول الأرض.
ويقول الحبيب: إن تعليم الفتاة في الخليج أدى الى تغير نمط تفكيرها وزاد ادراكها لحقوقها الانسانية وصارت أكثر تأهيلا للقيام بأدوارها الاجتماعية والتربوية, بالنسبة لسن الزواج يؤكد أن هناك ظاهرتين متلازمتين في المملكة العربية السعودية هما الزواج المبكر ويرجع ذلك لدافع ديني وخلقي والثقافة الاسلامية التي يتلقاها الطرفان في المؤسسات التعليمية.
أما السمة الثانية فهي الزواج من الأقرباء إرضاء للأهل, في البحرين هناك متوسطو التعليم والأميون يتزوجون مبكرا أما الحاصلون على مؤهلات عليا فيتأخر سن الزواج لديهم.
وفي النهاية ومع الاستبيان الواسع الذي أجراه في الجامعات والمعاهد وسؤال الفتيات حول الزواج والأسرة أجمعت الغالبية على رغبتهن في الاقتران بشخص من البلد أو قريب وبالطريقة التقليدية أي عن طريق الأهل,, وبذلك يظل الشرق شرقاً والغرب كذلك رغم كل التقدم والتحضر.
|
|
|
|
|