أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th December,2000العدد:10299الطبعةالاولـيالسبت 13 ,رمضان 1421

مقـالات

في الأفق التربوي
أ,د, عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر *
تدور في المجالس والمنتديات التربوية مقولة أن البحث العلمي في المجال التربوي ما هو إلا تنظير يصعب تطبيقه ان لم يكن يستحيل تطبيقه,, ومنطلق تلك المقولة من وجهة نظر كاتب هذه الاسطر القناعة التامة لدى بعض التربويين بالنهج التربوي القائم، وان الأخذ بتوصيات ومقترحات الدراسات العلمية التربوية مجازفة قد تؤدي إلى خلخلة في البنية التربوية, والواقع أن المشكلة تكمن في الفجوة المفتعلة بين الباحثين في المجال التربوي وبين من هم في مراكز القيادة في المؤسسات التعليمية التربوية, وكثيرا ما نتعرض نحن التربويين لتساؤلات البعض عن واقع التربية في عصرنا الحاضر، ولماذا هذا التغير وليس التطور في المفهوم التربوي الذي حدث في إطار التغيرات العصرية المصاحبة مما أدى كما يرى البعض إلى التباعد بين التربية والواقع المعاصر, والحقيقة ان التربية لدينا ما زالت وستظل ترتكز على قاعدة صلبة قوامها ونهجها القرآن الكريم والسنة.
والتغير أو التطور الحقيقي يكمن في أساليب وطرائق تناول وعرض المفاهيم التربوية, وقد فرض هذا التطور معطيات العصر التقنية وليس هناك ما يعارض الأخذ بهذه الأساليب والطرائق طالما انها توصلنا إلى نتائج أفضل في ظل عصر اتسم بالانفجار المعرفي وتدفق المعلومات وتطور وسائل إيصالها.
عندما أتعرض لمثل هذه التساؤلات عن واقعنا التربوي، أحاول أن أستشرف المستقبل التربوي الذي يدعونا إلى النظر في واقعنا التربوي وتلمس منطلقات استيعابه للمتغيرات القادمة، ان كان ذلك في أسلوب اعداد المعلم أو أسلوب تصميم المنهج أو اختيار القائد التربوي للإدارة المدرسية ولا أقول المدير الإداري ونحو ذلك,, وان كان يصعب علينا ادراك ما سيأتي به المستقبل التربوي في ظل هذه المتغيرات المتتالية في شتى مناحي الحياة، إلا اننا ندرك أن ثمة تغيرا سينتاب البنية التربوية التعليمية وسينال العملية التعليمية النصيب الأكبر من هذه التغيرات باعتبارها أهم مقومات التغيرات السلوكية لدى الأفراد ومن ثم المجتمعات.
والمؤشرات التي يلحظها التربويون توحي بأن إعادة بناء وتوزيع أدوار العناصر الهامة في التركيبة التعليمية التربوية هي التي سوف ينالها التغيير أو إعادة الترتيب، فدور المعلم لن يظل كما عهدناه ملقنا ومتصلا في اتجاه واحد، والكتاب المدرسي لن يظل بشكله المترهل المثقل بعبارات هي أقرب إلى الطلاسم التي يصعب تفسيرها واستيعابها من قبل الطالب، حتى المدرسة نفسها لن تكون بشكلها الحالي بحجراتها المنعزلة ومقاعدها الرتيبة وجدرانها المزينة بعبارات ورسوم صرف الطلاب على معظمها الكثير في المكتبات ومحلات الخطاطين وغيرهم.
يلوح في الأفق التربوي العديد من التغيرات التي أصبحت مطلباً بعد أن كانت تحاول فرض دورها على العملية التعليمية وجميع النظم التربوية في العالم تسعى حثيثة إلى تبني معطيات العصر التقنية وتطويعها, وتنظر النظم التربوية العالمية إلى هذا التبني كمطلب هام للرقي بأسلوبها التعليمي حتى يواكب العالم الذي جعلت منه التقنية الحديثة خاصة تقنية الاتصال قرية صغيرة لا يحافظ على الخصوصية فيها إلا تربية مرتبطة بعقيدة وقيم المجتمع وتعليم يرقى إلى درجة المنافسة, هذا ما يجب أن نعيه عندما نترك لانظارنا العنان لندرك ما في الافق التربوي.
*وكيل معاهد العالمية للحاسب والتقنية
shae@Anet.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved