|
| شرفات
حرفة الأرابيك من الحرف القديمة الموروثة عن الأجداد، ويحافظ عليها الآباء والأحفاد، وقد اشتهرت سورية بها منذ القدم، وهي من الحرف الدقيقة والنادرة في العالم، وتضاهي نظيراتها في مصر وتونس والمغرب والعراق، وفي الآونة الأخيرة، كان ثمة جهود حثيثة لتطوير هذه الحرفة والحفاظ عليها من الزوال.
وفي لقاء وحوار مع الفنان محمود النقار، الذي سبق أن شارك بجناح الأرابيك الإسلامي في مهرجان المحبة باللاذقية، طرحنا عليه السؤال:
* من أين كانت البداية,, وما هي آخر الأعمال؟
لقد بدأت العمل منذ خمسة عشر عاما، ولا أزال، وكانت البدايات لوحة تجسد سيفا، وحاولت من خلال هذه اللوحة أن أرصع الخشب بالنحاس، وكتابة أسماء الله الحسنى ضمن السيف.
ولاشك أن التعامل مع الخشب يجعل الانسان يمتلك كل شيء كون الخشب مطوعا للانسان، ونستطيع ان نصنع منه المعجزات إذ نحوله من جماد صامت الى كيان ناطق.
وبعد هذه اللوحة قمت بانجاز مجموعة لوحات أخرى مزينة بالخط الكوفي التربيعي بتنقيط وغير تنقيط للآيات القرآنية.
وآخر الأعمال التي نفذتها كان مجسما للمسجد الأقصى المبارك، واستمر انجاز هذا الجسم أكثر من أربعين يوما، وهو مصنوع من مادة الخشب السويد، ونوافذه من الزجاج المعرّق، والقبة مطلية بمادة مذهبة، وفي داخل المسجد ستائر على النوافذ، اضافة الى منبر خشبي، ورجال دين يطالعون لكتاب الله، وقد حرصت على أن أجعل من هذا المجسم بصورة عامة، مسجدا مصغرا عن المسجد الأقصى الذي يتعرض الآن لأبشع هجمة شرسة من الأعداء، وعملي هذا أقل ما يمكن تقديمه لشهداء الانتفاضة.
وحول المواد المستخدمة في حرفة هذا الفنان، قال:
** أنا استخدم الخشب بأنواعه، والنحاس، والألوان الذهبية والطبيعية، والزخارف، وطلاء اللكر لحماية الخشب في تأثيرات الطبيعة.
* من المعروف عنك كفنان أنك قمت بانجاز معجزة القرآن في منازل الشمس والقمر، وقد نلت عليها جائزة بمعرض الباسل للاختراع المنعقد بدمشق عام 1999م, هل تحدثنا عن هذه المعجزة؟
هذا العمل هو عبارة عن عدة اثباتات منها أن القمر له 28 شكلا، ويمر ب28 منزلة، وظهوره لأول مرة يكون في اليوم الثاني من الشهر.
* ماذا تقدم المعارض لفنان محترف مثلك؟
انها تقدم الكثير،وتأتي أهمية مشاركة الفنان في هذه المعارض، من كونها تفسح المجال لاطلاع الناس على أعماله وجها لوجه، والتعرف على فن الأرابيك مجسدا في لوحات أو أعمال مختارة أو منتقاة، كما أن تقاليد هذه المعارض تحفظ التراث والفلكلور الشعبي للبلد.
وأتمنى على المستوى العربي الاهتمام أكثر بحرفة الأرابيك، ومد يد التعاون لكل فنان في هذه الحرفة الفريدة، ليتمكن من إبراز موهبته الكامنة، وبلورة ابداعه بما يرضي كافة الأذواق.
|
|
|
|
|
