| تحقيقات
إعداد: خالد الدوس
من وحي الذكريات,, زاوية نسلط الضوء فيها على مجموعة من الصور الرياضية القديمة والنادرة لأحد اللاعبين السابقين هذه الصور بالتأكيد تمثل حدثا تاريخيا في حياة الضيف وتبعا لذلك حرصنا على توثيقها ورصد احداثها ومناسبتها من باب الأمانة التاريخية.
وقبل الشروع في التعليق على احداث ومناسبة هذه الصور المنشورة,, نتناول شيئا من سيرة الضيف الرياضية بنبذة مختصرة.
ضيف هذه المساحة مدافع فريق النصر الدولي السابق ومدرب منتخب المملكة الأول الكابتن الخلوق جدا ناصر الجوهر,, فتعال عزيزي القارىء نغوص في أعماق سيرته في هذا القالب المختصر,,!!
مشوار ألف ميل في قالب مختصر!
تفتحت عيناه على كرة القدم في حي العطايف,, أحد الأحياء الشعبية بوسط العاصمة الرياض في النصف الثاني من عقد السبعينات الهجرية حيث ولادته ونشأته داخل داهليز تلك الحارة العتيقة والمشهورة بعبق ماضيها,, لتحتضنه مع أبناء الجيران في فريق الحي الذي ضم كل الفئات السنية آنذاك.
كان اللاعب الخلوق ناصر الجوهر أحد تلك المواهب التي تخرجت من نادي الحي لينضم لفريق النصر شبلا عام 1382ه وذلك بتأثير قوي ومباشر من شقيقه الأكبر سعد الجوهر,, صاحب لقب الجمجمة الذهبية وواحد من أفضل الكباتنة الذين مروا على تاريخ الكرة السعودية وممن جمعوا بين المستوى الفني البديع والخلقي الرفيع,, وعقب التحاقه بفريق النصر تجلت موهبته الفطرية كمدافع فذ ينتظره مستقبل باهر في عالم النجومية واللمعان,, فمثل فارس نجد في مركز الظهير الأيمن بصورة مبكرة من عمره الرياضي واستطاع أن يملأ مركزه بكل براعة واقتدار نظرا لقدراته الفنية العالية وامكاناته الفائقة فضلا عن طوله الفارع وبنيته الجسدية الجيدة وخلال فترة وجيزة من تمثيل فريقه,, تم اختياره ضمن صفوف منتخب الوسطى وشارك معه في كأس المصيف لمنتخبات المناطق التي كانت تقام فعالياتها بالطائف عامي 1386ه 1387ه وجاءت مشاركته الفاعلة والناجحة مع منتخب الوسطى,, لتعزيز حظوظه في الالتحاق بصفوف منتخب المملكة الأول في أواخر عقد الثمانينات الهجرية,, واستمر في ارتداء شعار منتخب بلاده حتى عام 1396ه حيث شارك في دورات الخليج الأولى والثانية ثم حمل شارة القيادة في الثالثة والرابعة لتميزه من الناحية الأخلاقية والفنية من جهة وتقديرا لمكانته العالية لدى الجميع من جهة أخرى.
وبالمقابل يعتبر الكابتن ناصر الجوهر واحدا من أبرز النجوم الذين عاصروا أول جيل نصراوي يقود المسيرة الصفراء بعد تأسيس هذا الكيان الكبير جيل سعود أبوحيدر، وميزرامان، وعبدالله أمان ومحمد بن نفيسة ومحمد بلال وناصر كرداش يرحمه الله ومحمد العربي وسعد الجوهر وأحمد الدنيني يرحمه الله وغيرهم,, ثم لعب مع الجيل الذهبي جيل خالد التركي ومحمد سعد العبدلي وعيد الصغير ومبروك التركي والأمير ممدوح بن سعود وحسن أبوعيد ويعقوب مرسال وبقية الأسماء النصراوية الذهبية التي قادت فارس نجد للحصول على العديد من البطولات الذهبية والانجازات الرفيعة وابرزها الفوز بكأس ولي العهد عام 1393ه وتلا ذلك احراز كأس جلالة الملك لموسم عام 1394ه ثم بطولة الدوري عام 1395ه كأول ناد سعودي يفوز بالدوري العام بنظامه الجديد المتمثل في تصنيف الأندية الى درجتي ممتاز وأولى,, وهذه الانجازات الذهبية بلا ريب شارك في رسم ملامحها المدافع الفذ ناصر الجوهر بكل فعالية واخلاص,, وكان أحد نجوم خارطة الصفراء آنذاك المؤثرين فيه.
ففي أواخر عام 1397ه ودع المدافع الدولي الخلوق ناصر الجوهر الملاعب وأعلن اعتزاله الكروي بعد مشوار طويل امتد لأكثر من 14عاما كان حافلا بالعديد من الألقاب العظيمة والمكتسبات الذهبية التي تمخضت من تجربته الرياضية المثمرة,, ويكفيه فخرا واعتزازا أنه ترك وبعد رحيله عن الملاعب سجلا نظيفاً وسمعة طيبة كونه أحد اللاعبين المثاليين الذين لم يصدر بحقهم قرار ايقاف أو ابعاد أو حتى نال بطاقة ملونة مدركا في هذا الجانب أن السلوك الحميد والأخلاق العالية يمثلان نبراسا يضيء له طريق النجومية متى ما تمسك اللاعب بهذا المبدأ القويم.
وعقب اعتزاله ابتعد عن الساحة الرياضية ثلاثة أعوام,, ففي أوائل عقد الثمانينات الميلادية عاد الكابتن ناصر الجوهر مهرولا لميدان الكرة وهو أكثر اشتياقا ولهفة ليس كلاعب إنما كمدرب حيث أراد أن يخوض تجربة جديدة في هذا المجال المفعم بالأسرار المهنية والفلسفة الفنية,, فعمل في البداية مدربا في قطاع الناشئين والشباب ثم مساعد مدرب للفريق الأول بنادي النصر حيث أسند اليه تدريب الفريق لياقيا تارة وتدريب حراس المرمى تارة واستمر في ذلك قرابة عقد ونيف من الزمن,, حتى طرح النصراويون الثقة المطلقة في مدربهم الوطني القدير ناصر الجوهر الذي تفوق وبامتياز في تحقيق العديد من النجاحات لفارس نجد وأبرزها وصول الفريق الأصفر وتحت اشرافه الفني لنهائي كأس ولي العهد الأمين لموسم عام 1411ه وتلا ذلك بلوغه أيضا لنهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وغيرها من النجاحات التي جسدها على الساحة الرياضية كمدرب وأمام تلك المعطيات الايجابية والقدرات التدريبية الكامنة التي يحملها الجوهر في حقيبته الاشرافية تم ترشيحه ليصبح مساعدا لمدرب منتخب المملكة الأول ماتشالا قبل المشاركة في نهائيات كأس الأمم الآسيوية في لبنان غير أن اخفاق الأخضر في لقاء الافتتاح أمام المنتخب الياباني وتلقيه خسارة كانت كبيرة بحق حامل اللقب في أول مشواره جعلت أمير الشباب يتخذ القرار السليم والايجابي المتمثل في اسناد المهمة لابن الوطن خلفا للمدرب التشيكي ماتشالا الذي سجل فشلا ذريعا في اظهار قدرات المجموعة الخضراء البارعة وتوظيفها التوظيف الأمثل داخل أرض الملعب,, هذه الثقة التي نالها الجوهر من المسؤولين اججت الحماس بداخله ودفعته لتحقيق النجاح تلو الآخر,, حيث فجر طاقته التدريبية الكامنة في هذا المضمار وتمكن من قيادة منتخب بلاده للوصول لنهائي كأس الأمم الآسيوية للمرة الخامسة على التوالي فخسرنا اللقب بشرف بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالكأس الغالية والمحافظة على الزعامةالقارية لولا سوء الطالع الذي عاند الصقور الخضر كثيرا وابتسم الياباني على طريق اعطني حظاً وارمني في البحر .
وأمام هذا النجاح الكبير الذي جسده ابن الوطن البار ناصر الجوهر تم اختياره كأفضل مدرب في آسيا مؤكدا في الوقت ذاته علو كعب المدرب السعودي وقدرته على اظهار نجاحه في أي محفل رياضي أو ملحمة كروية في خضم الدعم الكبير والاهتمام اللامحدود الذي يلقاه قطاع الشباب والرياضة من لدن سمو الرئيس العام ونائبه,!!.
|
|
|
|
|