| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
لقد شكلت انتفاضة ابطال الحجارة في ارض فلسطين العروبة مصدر رعب للكيان الصهيوني واثبتت الايام بأن استمرارها يزيد من توتر وقلق الكيان الصهيوني ويشكل ضغطاً رهيباً عليه في الداخل وتعبئة للرأي العام العربي والاسلامي والدولي في الخارج باعتبار الانتفاضة رداً بليغاً على الممارسات الدنيئة والاعمال الاجرامية والمسرحيات الهزيلة التي يمارسها العدو الصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني الاعزل من السلاح والدليل على ذلك تهديد رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بوقف عملية السلام مالم توقف السلطة الفلسطينية انتفاضة ابطال الحجارة وهذا بالتأكيد انعكاس للوضع النفسي الذي يعيشه الكيان الصهيوني من جراء استمرار الانتفاضة وعدم المقدرة على مواجهتهم بالرغم من وجود الآلة العسكرية التي يملكونها مقابل حجارة الابطال.
ان الشعب الفلسطيني الذي يقدم ارواح الرجال والنساء والاطفال انما يقدمها من اجل عزة وكرامة الشعب العربي والاسلامي وعلى الجميع من ابناء الامة العربية والاسلامية ان يقدم الدعم لهذا الشعب المناضل الأبي الذي يدافع عن الكرامة ويناضل بكل بسالة لاسترجاع الحقوق المسلوبة من قبل المغتصبين الصهاينة.
ان الدعم المادي للشعب الفلسطيني مهم للغاية وطالما نحن بصدد الحديث عن الدعم المادي ينبغي علينا التطرق الى اقتراح صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز رئيس وفد المملكة في اجتماع القمة العربية التي عقدت مؤخراً في القاهرة بانشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس برأسمال قدره 200 مليون دولار يخصص للانفاق على اسر الشهداء الفلسطينيين وصندوق آخر يحمل اسم الاقصى ويخصص له 800 مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس للحيلولة دون طمسها واعلانه بأن المملكة ستسهم بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين وهذا تأكيد ودليل قاطع على الدور الرئيسي والبارز الذي تلعبه المملكة في الشأن العربي والاسلامي، وخطوة جبارة على طريق الوقوف صفاً واحداً لتتوحد الجهود وتصب في قالب واحد هو نصرة الشعب الفلسطيني لاستعادة اراضيه المغتصبة، بالاضافة الى ذلك يؤكد هذا الدعم المادي وبما لا يدع مجالاً للشك بأن الشعب الفلسطيني لم يقف وحده في الساحة انطلاقاً من كون القضية الفلسطينية قضية الشعب العربي من المحيط الى الخليج وقضية الشعب الاسلامي في كافة ارجاء المعمورة.
ان مرور اثنين وخمسين عاماً من النضال في سبيل استعادة حرية وكرامة الشعب الفلسطين وسيادته على ارضه فلسطين العروبة وعاصمتها الابدية القدس الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تأكيد حي بأن هذه القضية قضية الامة العربية والاسلامية، وبمرور الزمن يزداد الحماس والعنفوان في نفوس وقلوب وعقول الشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي.
ان تضحيات الشعب الفلسطيني والدماء الزكية التي سالت على ارض فلسطين العروبة لن تذهب هدراً بل ان اولئك الشهداء بدمائهم وهؤلاء المناضلين بعرقهم يروون شجرة الحرية التي سينالها الشعب الفلسطيني عاجلاً ام آجلاً وان غداً لناظره قريب.
ان العدو الصهيوني يصاب بالرعب من جراء اسر او قتل احد جنوده بل انه لديه الاستعداد بالتنازل عن اضعاف الاسرى المحتجزين لديه مقابل اطلاق سراح احد جنوده، ويصاب بالتوتر والقلق من جراء الاسر أو القتل وعلى العكس من ذلك الشعب الفلسطيني المناضل الأبي والاعزل من السلاح المغروس في قلبه الايمان الكامل بعدالة قضيته يواجه الآلة العسكرية الصهيونية بالحجارة فقط وامامه طريقان لا ثالث لهما النصر او الشهادة باعتباره يدافع عن قضية شعب ووطن لذا فان المهمة الملقاه على عاتق الجميع توحيد الصف والكلمة للوقوف بصلابة امام الغطرسة الصهيونية وبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرة قضية القضايا في العالم العربي والاسلامي وهي القضية الفلسطينية.
محمد أحمد سويلم جدة
|
|
|
|
|