| عزيزتـي الجزيرة
المسؤولية إحساس نابع من الأعماق,, وهو إحساس جيد وظاهرة صحية لا بد من وجودها لدى النفس الإنسانية ذكوراً وإناثاً على السواء.
فالإحساس بالمسؤولية يرتفع بنا إلى الأمثل والأعلى ويرتقي بنا فوق جميع المخالفات, فهناك أمور كثيرة وقضايا تتعلق بالسلبيات والتقصير في عمل بعض المؤسسات ودوائر الخدمات والتجاهل في بعض الوزارات إما أن يكون هذا من بعض المسؤولين أو من بعض صغار الموظفين,, ولا هدف لي من هذه العجالة إلا أن أدعو كل أخ كريم أو أخت كريمة في مجال العمل سواء كان في الوزارة، أو المؤسسة أو الشركة أو البنك أو المدرسة أو المستشفى أن يكونوا على قدر كافٍ من المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن يضعوا نصب أعينهم أن المسؤولية أمانة، وأهدف من ذلك إلى مصلحة تلك الدوائر والمراكز والجهات التي لا نريد أن نراها إلا قمة في الأداء لتحقيق الأهداف ولمصلحة المواطن الذي نسعى أن نوفر له كل مقومات الحياة الكريمة.
وكما أن على هذه الجهات مسؤولية لا بد من أدائها على أتم وجه ونحن ننتقدها ونطالب لمحاسبتها عندما تقصر في أدائها,, فعلينا ألاّ ننسى أيضاً أن على المواطن أيضاً واجبات يفترض أن يؤديها ويلتزم بها,, لا تقل أهمية عن واجبات تلك الجهات بل تكملها وتعززها, فإذا طالبنا الدوائر الخاصة بالخدمات بتأمين النظافة العامة,, فإن الذي يتحمل مسؤولية ذلك المواطن والمقيم اللذان لا يتقيدان بمواعيد رمي القمامة، ولا بالأمكنة المخصصة لذلك,, رغم أن الحكومة تسعى جاهدة لصيانة البيئة والنظافة وإن بلادنا ولله الحمد من أنظف بلاد العالم على السواء,, لولا بعض ضعاف النفوس الذين يرمون المناديل وعلب البارد وغيرها من نوافذ السيارات,, او الحدائق العامة أو في الطرقات وهذا أداء مشين يجب القضاء عليه,وعندما نطالب بتأمين الهواتف العمومية في مختلف الأماكن والمدن والأحياء فإن مسؤولية الحفاظ على سلامة هذه الأجهزة وحمايتها من العبث والخراب والدمار تقع على المواطن والمقيم, وإذا كانت وزارة الزراعة والمياه مسؤولة عن تأمين وتوفير المياه لكافة الأفراد فإن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المواطن في الحد من الهدر والتخفيف من الإسراف,, وعدم قطع الأزهار والأشجار والعبث بالحدائق العامة وتشويه رونقها,وإذا كان توفير وسائل النقل العامة من واجب وزارة المواصلات والنقل الجماعي وغيرها,, فإن الحفاظ عليها من واجب المواطن والمقيم من حيث نظافتها والأمانة في دفع الرسوم اللازمة,, وإذا كانت الحكومة تزرع فعلينا ألاّ نقطع,علينا مسؤوليات كبيرة وجمّة,,, ولا بد أن نكون كمواطنين ومقيمين على قدر المسؤولية وإذا عرف كل إنسان ما له وما عليه فالدنيا بألف خير,, وكل شيء سيسير في مجراه الطبيعي.
وسيلة محمود الحلبي
|
|
|
|
|