| عزيزتـي الجزيرة
سبحان من خلق الخلق وجعل مآلهم الموت وسبحان من جعل موت بعض الناس ذا وقع محزن على الجميع مع أننا نؤمن بأن الموت حق وكلنا راضون به وكلنا سائرون على هذا الطريق, لقد كنت من المتابعين لمرض الأخ العزيز مقدم/ عبدالله بن محمد بن غازي السيحاني مدير مركز المعلومات بمرور الرياض وكان رحمه الله مؤمنا بقدر الله وراضيا بما أصابه رغم أن مرضه لم يمهله طويلا، وكان رحمه الله يطمئن كل من يسأله ليطمئن على صحته من أصدقائه وأقاربه, وبعد أن سافر إلى امريكا للعلاج طرأ عليه تحسن طفيف ولكن قضاء الله لا راد له حيث وافته المنية بالمستشفى هناك وكان لخبر وفاته صدمة قاسية أذهلت الجميع فقد عرفت فيه الخلق الطيب والتعامل الحسن مع المراجعين من خلال عمله بالمرور وحرصه على صلة أقاربه وأصدقائه ومعارفه وكان رحمه الله يتمتع بمحبة الجميع ولا أصدق على ذلك من الأعداد الهائلة من المصلين والذين بدا على وجوههم الحزن والتأثر لوفاته أثناء الصلاة عليه بجامع الراجحي بالرياض إن ما تحتويه سيرته من خلق وحب لفعل الخير لم تأت من فراغ فقد كان والده محمد بن غازي السيحاني رحمه الله رجلا ذا ورع وتقوى مشهود له بالكرم وكان منزله مفتوحا لأقربائه وجماعته طوال الأربع والعشرين ساعة وكان منزله مقرا للقادمين إلى الرياض ومراجعي المستشفيات والطلاب يتناولون فيه وجبات الطعام ويبيتون فيه فترة اقامتهم بالعاصمة آنذاك كمقر ضيافة لهم.
إن المغفور له المقدم عبدالله ووالده وأسرته واجهة خير وكرم وسخاء لأقربائهم وجماعتهم وقت الحاجة آنذاك ونحسبهم الآن كذلك، فرحم الله المقدم عبدالله وأسكنه فسيح جناته ورحم الله والده مضرب المثل في الكرم والسخاء وعزاؤنا لعمه العميد متقاعد راشد بن غازي السيحاني وأشقائه بدر وعروة وخالد وأبنائه والله المستعان وإليه المعاد.
محمد المسفر العتيبي شقراء
|
|
|
|
|