| وطني
* تحقيق : صيغة الشمري
أعرب عدد من المعلمين والمعلمات عن سعادتهم بمشروع وطني وأجمعوا على أهمية الحاسب الآلي وضرورة توظيفه في العملية التربوية والتعليمية.
واستدرك عدد منهم إلى أن المشروع يحتاج إلى إمكانات هائلة، وإلى حملة تدريب لأكثر من 300 ألف معلم ومعلمة، وإلى آلية عملية وعلمية لتوظيفه في التعليم، وبالتالي فإن هذه الضرورات مهمة جداً ليحقق المشروع أهدافه بالشكل الذي يرضي طموحات الوطن وأبنائه.
الأستاذ نبيل كعكعي معلم مادة الفيزياء بثانوية المدائن بالرياض، وأحد المعلمين المشاركين في برنامج دروس على الهواء يقول : لقد قدر الله تعالى للمعلمين والمعلمات أن يتولوا مسؤولية من أعظم وأنبل المسؤوليات على ظهر البسيطة المتمثلة في رسالة الأنبياء والرسل جميعاً، إنها أمانة التبليغ وتعليم الناس الخير والهدى، وقيادة قافلة التطوير في كل زمان ومكان.
ومشروع وطني الذي انطلق هذا العام مستهدفا مدارس التعليم العام بنين وبنات يعد إضافة جديدة لتطوير التعليم، والمعلمون معنيون بهذا المشروع أكثر من غيرهم؛ إذ ان نجاحه متوقف على مدى حماسهم وتطوير قدراتهم، ولكن الأمر يحتاج إلى وقفة جادة، فلا يحمل المعلمون فوق طاقتهم، فقبل أن ندخل الحاسب الآلي علينا التفكير في محتوى المناهج، وفي الطريقة التي يمكن ان تقدم بها المناهج إلكترونيا، إضافة إلى مراعاة نصاب المعلمين من الحصص.
ويقول الأستاذ صالح بن خضران الحارثي مدير مدرسة جبير بن مطعم الابتدائية: ان مسؤوليتنا أن نعمل سوياً على إبراز هذا المشروع التقني التربوي، ويكون مجالا للعطاء القادم، وطريقا جديدا للتعليم والتعلم والحوار من خلال مدارسنا، ومن خلال أحاديثنا الجانبية والمنبرية وأنشطتنا الثقافية، ونسعى لتوظيف مخرجاته بشكل علمي مدروس؛ إذ ان مهمة المعلمين أن نربي الأبناء على طرق الحوار، والبحث عن المعلومة وتمحيصها، والتعرف على خفاياها وأسرارها في إطار من الالتزام بالثوابت التي هي أساس تواصلنا مع ثقافات الآخرين، ولا أظن أن هناك وسيلة تجاري الحاسوب للقيام بهذه المهمة بما يحمله من ملايين المعلومات والمصادر العلمية، وما يوفره من سهولة في التعامل وسرعة في الحصول على المعلومة.
وتساءل المعلم الحارثي عن مدى قدرة المشروع على تدريب كل هؤلاء المعلمين والمدة الزمنية التي يمكن أن ينتهي خلالها من هذه المهمة، فالتقنية تحتاج على الأقل إلى معرفة بمبادئ عامة تمكن المعلم من التعامل مع الحاسب الآلي، وبالتالي توظيفه في العملية التعليمية، وأي تكاسل في تنفيذ هذا الأمر فسيؤدي ذلك حتماً إلى خلل في عوائد المشروع وفوائده المتوقعة، وتناول عدة أمور أخرى تتعلق بمدى شمولية المشروع لجميع المدارس خاصة التي لا يوجد بها كهرباء، إضافة إلى عملية صيانة الحاسبات الآلية بعد انتهاء عمرها الافتراضي أو حصول خلل ما بها.
وتقول مساعدة مديرة الإشراف التربوي بغرب الرياض أ, نورة بنت عبدالعزيز العبيكان: إن مشروع وطني الذي انطلق هذا العام بمباركة كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله لدليل قوي على اهتمام وحرص حكومتنا الرشيدة على تحقيق النهضة التنموية الشاملة في بلادنا الحبيبة في مجال أضحى ضرورة وطنية ملحة لا يمكن الاستغناء عنه في عصر التفجر العلمي والمعرفي الذي نعيشه، ولا يمكن بالتالي التكاسل في استثماره في جميع أوجه نشاطاتنا الحياتية، ألا وهو مجال التقنية بصفة عامة والحاسب الآلي بصفة خاصة.
ولا شك أن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حفظه الله ميدان التربية والتعليم لتطبيق آلية هذا المشروع، يعكس مدى حرص سموه الكريم على استثمار التقنية في العملية التربوية والتعليمية وترشيد الإمكانات المادية والبشرية المتاحة في هذا المجال، على اعتبار ان التعليم وتطوير طرقه وأساليبه وتنويع مصادره يعد أساسا حيويا هاما في عملية النهضة التنموية المنشودة.
ومن ناحية أخرى، فإن توجيهات سموه الكريم بأن يشمل المشروع مدارس التعليم العام للبنين والبنات وأن تستفيد مدارس الرئاسة من شبكته الضخمة ومن خدماتها ومزاياها المتعددة بطرق علمية وفق خطط استراتيجية موحدة، سيتيح الفرصة لطالباتنا ومعلماتنا وجميع العاملات في المدارس للاستفادة من الحاسب الآلي والمشاركة بفعالية في خدمة الدين ثم المليك والوطن، الأمر الذي يحملنا مسؤولية ضرورة التعاون والتكاتف وتوحيد الجهود بين مختلف الجهات التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات من أجل إعداد خطة عملية لتدريب جميع المعلمات والموظفات للتعامل مع الحاسب الآلي وحسن استخدامه وتنمية كفاياتهن الخاصة بهذا المجال كالقدرة على الحصول على المعلومات المناسبة، والتأكد من صحتها، وتحليلها، وتوجيهها الوجهة السليمة.
وتقول الأستاذة هيا حزام القحطاني مشرفة مادة الرياضيات بغرب الرياض: ان الجميع يتحدث اليوم عن الثورة الإعلامية والمعلوماتية الهائلة، ووفقا لمقاييسها فإن العالم الكوني الصغير يمر بمرحلة جديدة تخرجه عن الطريقة المعتادة في تجميع المعطيات وطرق التلقي ومنهجية العمل التعليمي والتربوي والثقافي، لذلك فإننا ننتظر من هذا المشروع الوطني الإسهام في حل هذه المعادلة المغايرة لما تربينا عليه وألفناه في حياتنا المدرسية القديمة.
وأضافت :تتضاعف المسؤولية إذا علمنا أننا في الوطن العربي وفقا للوقائع نخرج أعدادا من الطلبة والطالبات الذين تتجسد خبراتهم في تذكر واستدعاء المعلومة بصورة أساسية، وبالمقابل فإنهم يفتقرون إلى القدرة على استخدام ما تعلموه في التوصل إلى خيارات أو بدائل أو حتى خطوات عملية جريئة ومستنيرة لحل المشكلات، وهم نتيجة لذلك يقفون مشدوهين عاجزين أمام بعض المواقف مما يولد الشكوى المحزنة والتبرم المتوارث من المواجهة.
وتساءلت المعلمة هيا القحطاني عن مدى قدرة شبكة المشروع على الانتقاء، لأن كل ما تبثه شبكة الإنترنت صالح للاطلاع عليه من الشباب والشابات، وهي مسؤولية خطيرة ينبغي التنبه لها والعناية بها.
|
|
|
|
|