يا ربى الشعر,, غاض منك الرواءُ
عاث فيك الجهال,, والغوغاءُ
طال ديجورك الكئيب فقولي
هل لهذا الدجى الطويل انتهاءُ
ما لقلبي الذي عرفتُ طليقاً
كالطيور,, يحطُّ حيث يشاءُ
كبّلته الأوجاع حتى تداعى
وابتلته الهموم والأرزاءُ
وعنائي,, اطوي الليالي حزيناً
يشعل اليأس حيرتي والعناءُ
بين قومي,, لكن كأني غريب
يا فؤادي جلّ الأسى والبلاءُ
قد يثور الابيّ ان سِيمَ خسفا
ويعفُّ الكريم حين يُساء
كل حر بحزنه,, يتوارى
فمشيح وفي العيون انطواء
ومهيض,, اعياه صرف الليالي
فانزوى يضني قلبه الاعياء
وحقود في غيظه يتقلّى
هو والفدم,, في الذكاء سواء
كل فسلٍ لم يدر ما الشعر يوماً
حاول النقد,, فالدروب وطاء
حسب النقد نزهة للكسالى
منطق العاجز البليد,, الهُراء
لست كفئاً للنقد فهو شموخ
فلسفيُُّ,, يروده الأذكياء
أنت تهذي بما تردِّد فاحذر
منبر النقد صخرة شماء
فاترك النقد,, فالعوالي صعاب
يعتليها الفحول والأكفاء
واستعر طبعاً انما الشعر طبع
في النفوس,, وفطره,, قعساء
لا سطور من ميت النظم مسخ
وحروف يصفُّها الأغبياء
والقريض العظيم ليس سخاماً
يُشتري ليلوكه الجهلاء
والنبوغ العظيم ليس رداءاً
يرتديه البليد حين يشاء
فاجبني ان كنت تفقه شيئاً
كيف بالشُّم يسخر الأدعياء
كيف يعوُ على الحصيف سخيف
كيف تقوى على الفهود الجراء
ومتى كان الجذب يورث خصباً
أم متى أورث النماء,, الخواء
ما اضطباري مكبلاً بين رهط
كالدُّمى جهلاً,, والعقول هواء
همهم وأد كل فكر جريء
واجتراء على الأذى وافتراء
لا يحيدون فعل شيء جميل
كيف يصبو الى الجمال الغثاء
كلما شئت تكسب القوم حمداً
راح يثنيك منهم السخفاء
كيف تهفو الى المعالي نفوس
الحجى والطموح منها براء
الذكيُّ الذكي فيهم غبي
همه الهدم,, والحياة بناء
خلطوا الجهل بالعمى وتعالوا
وعمى القلب في العباد وباء
ان هجاك اللئام والكل,, لاه
فعلى الصفوة الكرام العفاء
أنت أغلى من ان يلوكك فسل
فارغ الروح,, ملؤه الخيلاء
فدع الشعر واهجر الحرف وأرحل
نام عنك الثقات والشرفاء
يا لقومي كيف الخلاص وروحي
اوهنتها الآلام والارزاء
أبلادي,, اباع فيها واشرى
واناسي,, اسرهم فاساء؟
كلما قلت خطرة ثم تمضي
زاد وطء الأذى,, وقلّ الوفاء
ايه,, يا أمة الضياع أفيقي
طال في حماة الدياجي الشواء
كلما لاح في الدياجير ضوء
راح يخبو,, فاستبسل الجبناء
غاب ارباب الفكر,, والشعر ولى
لم يعد في الربوع الا الهباء