| عزيزتـي الجزيرة
ما نشاهده في جميع الفضائيات العربية وكذلك قنواتها الأرضية من برامج لا تسمن ولا تغني من جوع لا يمكن أن يهضمه المشاهد العربي المغلوب على أمره إنما يوجد شيء واحد تشكر عليه الفضائيات الا وهو نقل صلاة التراويح من بيت الله الحرام,أين تقبع الفضائيات العربية؟ وما هو الهدف الذي ترمي وراءه؟ لماذا هذا الاستخفاف بالعقول العربية؟ مع استهلال هلال رمضان المبارك كل عام نشاهد برامج اصبحت فريضة واجبة على القنوات مثل برامج الطبخ وإعادة بعض المسلسلات التاريخية التي أكل وشرب الدهر عليها إذ ان الفرق بينها وبين سابقاتها اختلاف الممثلين والديكورات والتحسن في نطق بعض الحروف العربية التي تعتبر صعبة على ألسنة الممثلين مازا جرا لك ودواليك.
وهنا سؤال لا يقل عن سابقه اهمية: ماذا أعدت القنوات العربية من المحيط إلى الخليج للمشاهد العربي؟ هل البرامج التي يتم طرحها حاليا يخرج بها الشباب والشابات بقيم وتعاليم تؤصل فيهم الجذور العربية الاصيلة خصوصا لمواجهة الغزو الفكري والهجمات الشرسة من قبل اعداء الاسلام الحاسدين لما نحن فيه من أمن واستقرار ويتربصون بنا عند كل ثغرة سلالة القرود والخنازير ؟ ولكن للاسف لا حياة لمن تنادي!
اكثر القنوات شهرة في الوطن العربي تبث المسلسلات المدبلجة التي لا علاقة لنا بها لا من قريب او بعيد ومع ذلك تلاحظ لها عشاقا ومشاهدين إلى درجة حفظ اسماء الشخصيات في المسلسل وحفظ الاغنية وإذا سألت احدا من المغرمين بها عن اسماء العشرة المبشرين بالجنة يجيب بأنه لا يعرف.
مثل هذه المسلسلات تحاول بعض القنوات بثها لجذب المشاهدين من اجل هدف مادي بحت دون النظر إلى الطرف الاكثر تضرراً من نفث هذه السموم في عقولهم البريئة التي لم تتجاوز مرحلة التعلم بالنظر والتعلم مما حولها.
هذه رسالة صادقة لجميع التلفزيونات العربية: أرقوا بمستوى ما يطرح واجعلوه ذا فائدة، فإن البذور الصالحة تكون في المستقبل شجرة مثمرة تطعم من حولها وتظللهم بظلها لا تهزها ريح ولا عاصفة هوجاء لأن جذورها تضرب عمقا في الارض تمنحها الاستقرار اللازم لمواجهة متغيرات الحياة المتسارعة يوما بعد يوم.
غازي القحطاني
|
|
|
|
|