|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
كتبت فيما مضى على صفحتك الغراء عن الإملاء في المرحلة المتوسطة وكيفية علاج أخطاء الطلاب في هذه المرحلة، وقد قلنا ونقول ان الحل في وضع دروس تعطى للطلاب في كل مرحلة محاولة شبه يائسة (وليس جميعها)، وأثبت ذلك ميدان العمل فنحن في الفصول لا نجد تلك الفائدة التي يرجوها المؤلفون, عموما إذا كان لابد من هذه الدروس مشتملة على تدريبات وتمارين أرجو أن تكون هذه التدريبات متجهة بالطالب لفائدة مضمونة حيث نطلب التركيز على التمارين التي تشتمل على كلمات خاطئة يطلب من الطالب تصحيحها مع توضيح السبب وهكذا، إضافة إلى أنه لا استغناء عن النصوص الإملائية التي هي الأساس في الإملاء، وبالنسبة للتمارين التي نجدها في كتب الطلاب مثل (استخرج ضع خطا) وماشابهها فالفائدة منها عقيمة، ونحن لانجد في كتب الإملاء إلا صفحة واحدة في آخر الكتاب تشتمل على أخطاء يطلب من الطالب تصحيحها، فلماذا هذا البخل على أبنائنا الطلاب؟ هذا من جهة منهج الإملاء في المرحلة المتوسطة.
أما الإملاء بشكل عام وضعف الطلاب في المرحلة المتوسطة فأساس هذا الضعف هو مستوى الطالب في المرحلة الابتدائية، وهذا الضعف أمر خطير وعلى المعنيين الانتباه لذلك، وبالنسبة للإلمام بأسباب ودواعي الضعف الإملائي لدى الطلاب فهذا يحتاج إلى اهتمام شامل من المعلمين وخاصة في المرحلة الابتدائية وليس فقط معلم اللغة العربية، أضف إلى ذلك أن حصة واحدة في الأسبوع لا تكفي لحل مشكلة الضعف المتعدد والمتفرع لدى الطلاب لذا نريدها حصتين، والأهم من ذلك يجب الإشارة هنا إلى أن بعض المعلمين للأسف كتابتهم للطلاب بها بعض الأخطاء، وإن لم تكن خاطئة فهناك عدم اهتمام بالكتابة على السبورة أمام الطالب, وعدم المتابعة الدقيقة لما يكتبه الطالب، إذاً كيف يطلب منا طلابٌ يكتبون كتابة املائية صحيحة وهم ينقلون من السبورة في كراساتهم أخطاء فادحة ارتكبها المدرس؟ وهذا الحكم ليس عاماً بطبيعة الحال، هذا المدرس الذي أخطأ أليس قدوة عند الطالب؟! فإذا رآه يكتب كلمة معينة بشكل معين فهو يحفظ كتابتها بالشكل الذي رآه على السبورة لمدة (45) دقيقة، ثم ينقلها في الدفتر وبعد ذلك يأخذ في قراءتها فصلا دراسياً كاملاً كمعلومة، فإذا كانت مكتوبة على الشكل الصحيح فهذا أمر محمود، أما إذا كانت خاطئة فهذه مصيبة، إذاً كيف نعالج هذا الخطأ والطالب يعتقد بصحته فصلا كاملاً؟ هل باستطاعتنا أن نقضي على هذا الخطأ في حصة واحدة أسبوعياً؟! لا أعتقد ذلك, إذاً مدرس الإملاء يعاني من مشكلتين:
ضعف الطالب أولاً، وعدم اهتمام المدرس الآخر بالإملاء ثانياً, إذاً مشكلة أخطاء المدرس الإملائية من يتحملها؟ هل هو مدرس الإملاء أم الطالب نفسه؟ لا أعتقد ذلك لكني متأكد أن الطالب هو الذي سيدفع الثمن، لأن هذه المادة متواجدة مع الطالب في كل حصة من الصباح حتى بعد الظهر فإذا لقيت هذه المادة الاهتمام من جميع المعلمين سهلت مهمة معلم الإملاء وأدى دوره على الوجه المطلوب.
ومن هنا لابد أن يكون هناك اهتمام باختيار معلمي المرحلة الابتدائية وخاصة الصفوف الأولية حيث إنها الانطلاقة الأولى للطالب في الكتابة خطا وإملاء, ولابد أن يكون معلم هذه المرحلة متخصصا خاصة اللغة العربية ونكرر التخصص فقط ونطالب به لأن ذلك يسهل الإملاء على الطالب في المراحل المتقدمة وبهذه الطريقة قد لا يحتاج الطالب إلى معلومات مدرس الإملاء في المرحلة المتوسطة إلا القليل منها جداً.
وفي النهاية ما زالت مشكلة الإملاء قائمة، ومسوغات المشكلة متوافرة ومتعددة، وحلول هذه المشكلة في المناهج غير كافية وأحياناً قد تكون غير مقنعة.
عبدالرحمن هذال الدوسري محافظة الأفلاج الأحمر - متوسطة بدر
|
|
|
|
|
