أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 6th December,2000العدد:10296الطبعةالاولـيالاربعاء 10 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

صرخة فتاة خلف معاناة التربية
أبي بعدما سمعت أخي يبكي قبل عدة أشهر، يبكي لتضييعك إياه في الشوارع وإهمالك له بين الارصفة، يبكي ويتحسر بالدموع لأنك ألقيت به بين الذئاب,, حتى صار يتنقل بين أرجاء بلدتي، أبي,, بعدما سمعت مصيبة أخي وسبب ضياعه سارعت لكي أعرض عليك مصيبتي، فهلا سمعتها لتجد لها حلاً؟
بدأت حياتي كابنة مدللة يفرح بها أهلها في بداية حياتها، حتى عشت فرحة في منزل أهلي، ما أطلبه يوفر وما أريده يحضر، حيث كانت تلك الخادمة دائماً ماتحملني وتضحك لي، فهي التي ربتني حتى كنت أظنها أمي، كنت أتعلم منها أشياء غريبة، منها أمور عرفت فيما بعد أنها تخل بعقيدتي بعدما كبرت، فهي أكثر من أراه في المنزل، وماذا يظن أبي بتلك الخادمة التي طالما تربت بين أحضان الهندوسية أو طقوس النصرانية.
ومع مرور الأيام: بدأت أحرص على مشاهدة التلفاز فكنت أدمن منذ صغري على أفلام الكرتون وهي مخطط غربي يغزو أبناء المسلمين منذ الصغر، فماذا تظن يا أبي بالغرب أن يعلموننا؟ وعلى ماذا تتوقع أن تكون تربيتهم لنا؟ أعلى الإسلام وتربية أبطال الأجيال لا يا أبي إنهم يشككوننا في وجود الله وأن هناك من هو أقوى منه والعياذ بالله.
أبي,,, بعدما كبرت قليلاً ,, بدأت أقرأ قصص الخيال والكذب، وهي قصص مليئة بالقتال من أجل شيء اسمه الحب وكذا قصص الارهاب انتحار واختطاف، وبعدها ركضت خلف تيار الموضة عن طريق تلك المجلات الخليعة، المليئة بصور فتيات في ريعان الشباب عبر مخطط يهودي يريد القضاء على الحياء والغيرة لدى بلاد المسلمين، حتى اني يا أبي تمنيت أن أكون مثلهن، فهل يرضى أبي بذلك فهذا ما أحضرته لي في المنزل! ولم تحضر لي قصص النبي صلى الله عليه وسلم أو قصص الصحابة أو قصص الأبطال والمخلصين في العبادة والعمل وبعدها يا أبي,,, أحضرت لي ذلك الطبق الفضائي الدش المليء بالأخلاق الرديئة أتنقل بين موجاته لا أشاهد فيه إلا المسلسلات والراقصات والمغنيات، فليلي سهر وضياع ونهاري نوم وإشباع، فيا أبي ألا تخاف علي من العهر والفجور بعد ثقتك العمياء بي, أبي ألم تسمع قصة تلك المرأة التي قبلت ذلك الرجل من خلف الشاشة، لأنها لم تتمالك نفسها فهكذا عبرت عن حبها له, فألا تخاف من أن أكون مثلها دون أن تعلم فذاك الرجل يطربها من خلف الشاشة بحسن المعاملة والابتسامة صحيح أنها غش ساعات ولكن هذا ما نراه.
وبعد هذا كله يا أبي بدأ الفراغ يلاحقني مرة أخرى فأنا أريد أن أطبق ماشاهدته في حياتي، فانا أرى أنهم هم السعداء.
فبدأت فراغي برفع سماعة الهاتف بالساعات حتى أني وجدت من يسمعني الألفاظ العذبة المليئة بالحب والغزل، فرحت فصرت أتجاوب معه، فهذه الكلمات لم أسمعها من أهلي منذ فترة، فأبي نهاره عمل وليله سهر، وأمي صباحها في الوظيفة والظهر متعبة والعصر في السوق مع فلانة وليلها هاتف وتلفاز.
أما أمي المزيفة أعني الخادمة فهي التي تقوم بشؤون المنزل من طبخ وغسيل، وتربية لباقي إخواني الصغار فهي أكثر من يجلس معهم.
وبعدها,, خرجت من المنزل إلى السوق أركب مع ذلك السائق الذي ملأ وجهه بالمكياج وحسن المعاملة معي, فأين أبي وأخي؟! خرجت متطيبة معطرة أمشي بغرور وتكبر، فهل يرضى أبي لي أن أكون كذلك, وخرجت كغيري إلى قصور الأفراح,, ألبس البنطلون الضيق والقصير الشفاف, وعجبت من انقلاب تلك الفطرة السليمة فكيف تلبس النساء القصير دون غيرة وحياء بعكس أغلب الرجال, ثم خرجت يا أبي أبحث عن وظيفة، فوجدتها بين رجال,,, وكيف تظن يا أبي بي بين تلك الذئاب؟! والعجيب أن أخي في المنزل بلا وظيفة؟!
وحينما كبرت,, وحان وقت زواجي، بدأت ترد الخطاب بحجة إكمالي للدراسة وطمعاً في راتب وظيفتي الليلية أو بالمغالاة في المهر حتى أعرض عني جميع من أريد، فكنت فتاة عنوسة تحترق في قلبها دون أن تعلم؟!
وأنا هنا لا أعاتب تلك الفتيات اللاتي يطالبن بقيادة السيارة، فهكذا كانت تربية آبائهم لهن وهذا مايفعل الفراغ بهن، ولا أعاتب من يطالب بنزع المرأة المسلمة لحجابها فهكذا كانت تربيتهم لبناتهم، ويريدون وللأسف قياس بنات الآخرين على بناتهم.
أما أختي الصغيرة فتزوجت برجل ذي أموال ضخمة ولكن حياتهم مليئة بالمشاكل.
أما أنا فبعد عدة سنوات جاء رجل يريدني زوجة ثانية، فوافق أهلي لكبر سني ولأني أصبحت عالة على أهلي في البيت.
فخرجت مع زوجي سلعة مغشوشة لأن أبي لم يعرف كيف تكون تربيتي.
خرجت معه فعلمني الحياة من جديد، أحسن معاملتي، ,, فتبت على يده وكأني ولدت من جديد، وأنا أعلن توبتي فالله عز وجل يقول: ((قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)).
وأذكر جميع الآباء بقوله تعالى: ((ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون)).
فهذه حياتي وحياة بعض بنات جلدتي، فأنقذوهم مماهم فيه.
اللهم فهل بلغت اللهم فاشهد
حماد بن سلطان السلطان

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved