لاصيحتي تغني,, ولا الأشعار
الخَطبُ أعظمُ,, فانطقي يانار
الموت مفتاحُ البقاء,, وفي الوغى
يحلو الفداء,, وترخص الأعمار
أرأيت عصفوراً يرفرف,, بينما
قد أحدقت من حوله الأخطار
وكأنَّ عيناً للمنية سددت
سهماً إليه,, وقد يعزُّ فرار
هو ذلك الطفلُ البريءُ مجندلاً
وأبوهُ فوق دمائه مُنهار
ماذا جنى إذ يستغيثُ كلاهما
ورحى المنون على الجميع تُدار
ماذا جنى ,, ويداه خاليتان,, لا
حجرٌ,, ولايحمي الصدور جدار
لاشيء ثمة غيرُ مرمى كُدية
من خلفها تتصارعُ الأقدار
والغاصبُ الملعونُ في احشائه
عطش إلى سفك الدما وسعار
أبتاهُ,, دعني في جناحك أحتمي
ويثور من قصف العدو غُبار
إني أمد يدي,, ويحضن طفله
بدداً,, ويعصف دونه الإعصار
إني أمدُّ يدي,, ويذهب صوته
يخشى عليه من الرَّدى ويغار
انظر إلى الحمل الوديع,, وحولهُ
يعلو النذيرُ,, ويستبد حصار
مستمسكاً بأبيه,, يصرخُ باكياً
ولأجله عقلُ الحكيم يحار
ماذا هناك ,, اتبلغُ الأضغانُ ما
بلغت ,, ويرفعُ للسلام شعارُ؟!
ماذا هناك ,, وأي عيشٍ يُرتجى
من بعدهم,, إذ تسقط الأقمار
أولادنا أكبادنا,, نحيا بها
هم للقلوب الحانيات ثمار
فعلام يقطفها الردى برصاصهم؟!
لا ,, لن يقر لمجرمين قرار
أبتاهُ! إني قد أموت,, فضمني
أبتاهُ,, لم يكمل,, وغاب نهار
قد مات في أحضانه,, وكلاهما
بدمائه تتلألأ الأنوار