دعني أُسطِّرُ من دمي ذكراكا
وأصوغُ من ألَقِ النجومِ سناكا
دعني أبوحُ بما تملَّكَ خافقي
حتى أُعطِّرَ عالمي بشذاكَا
العدلُ أُعجِبَ يومَ قمتَ وصافَحَت
يُمنَى الضعيفِ المشتكي يُمناكَا
وزَأرتَ يا أسدَ البلادِ وهَشَّمَت
نَابَ الظلومِ المُفتري ناباكَا
هيَّأتَ للأيتام صدراً حانياً
وفرشتَ دربَ المعتدي أشواكَا
أتقومُ للشاكي الضريرِ إذا أتى!
فإذا استوى ساءلتَ: ما شكواكَا؟
حتى إذا سَكَنَت جوانبُ نفسِه
سَمِعَت همومَ فؤادِه أُذُناكَا
فيقومُ عنكَ وقد تَلَهَّجَ باسماً
أبقاكَ ربي سيّداً وحماكَا
كم من بئيسٍ لا تَجفُّ دموعُه
مَسَحَت دموعَ شقائه كفَّاكَا
كم من ذليلٍ أظلَمَت أيَّامُه
أضحى عزيزاً بَعدما لاقاكَا
كم من عجوزٍ بيننا لكَ قد دعت
ودعاؤها قد جاوزَ الأفلاكَا
حقَّاً سَكَنتَ فؤادَ كلِّ مواطنٍ
ومُناهُمُ رَخُصَت لأجلِ مُناكَا
واللهِ سل ما شِئتَ منهم إنَّما
أرواحُهم في النائباتِ فِداكا
شابهتَ والدَكَ الموحِّدَ خِلقَةً
وطريقةً، فهو الذي ربَّاكَا
فيكادُ يَسألُ من رآكَ تعجُّباً!:
عبدَالعزيزِ! أربُنا أحياكَا؟
لا ريبَ أنكَ حُزتَ كلَّ فضيلةٍ
لمَّا مَشَت خَلفَ الكتابِ خُطاكَا
ووَزَنتَ ميزانَ العدالةِ كيف لا
أوَليسَ رأسُ العادلينَ أباكَا
صقرُ الجزيرة كان شمسَ عدالةٍ
وَهَبَتكَ يا قمرَ الزمانِ ضياكَا
هذي حروفُ الشِعرِ فيك تَحَيَّرَت
كيف الوصولُ إلى مقامِ عُلاكَا
يكفي القوافي أنها لكَ أُنشِدَت
يكفي لساني أنَّه حيَّاكَا
الشِعرُ إن لم يُلقَ فيكَ حَسِبتُه
عبَثاً وكاتبَ نظمِه أفَّاكَا
يا سيدي ما خلَّدتكَ قصيدةٌ
الشعرُ خُلِّدَ إذ حوى ذكراكَا