|
| متابعة
متابعة: عبد الرحمن المصيبيح
بمناسبة رعاية وترؤس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس لجنة جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام اجتماع لجنة الجائزة اليوم الاربعاء نستعرض اليوم وعبر هذا التحقيق أعمال مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي تعتبر جائزة الملك فيصل للخدمة الاسلامية جزءا من خدماتها للإسلام والمسلمين ولمختلف اعمال الفكر العربي والاسلامي حيث تظل مؤسسة الملك فيصل الخيرية واحدة من المؤسسات الخيرية الكبيرة التي أسهمت ومازالت تسهم في تقديم الاعمال الجليلة, تلك المؤسسة والتي تحمل اسم الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله تأتي تكريما وتقديرا وتخليدا لذكرى هذا الرجل العظيم وهو احد رجالات وقادة هذه البلاد ومؤسسة الملك فيصل منذ ان تم انشاؤها وحتى الان اكتسبت سمعة عالمية كبيرة من خلال ما قدمته من مشاريع برامج وانشطة شاملة في العالم العربي والاسلامي,ومن خلال السطور التالية نتناول مسيرة هذه المؤسسة وانجازاتها عبر مسيرتها الخيرة.
فلقد أنشئت مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمبادرة من ابناء الراحل العظيم جلالة الملك فيصل رحمه الله وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله حيث صدر الأمر الملكي رقم أ 134 في 19/5/1396ه بالمصادقة على انشائها.
والمؤسسة شخصية اعتبارية مستقلة مقرها الرئيسي مدينة الرياض ولها نظام اساسي يحدد اهدافها وادارتها ومواردها المالية والاوجه التي تنفق فيها هذه المواد ولها مجلس امناء يقوم بادارة شؤونها ورسم سياساتها العامة وتحديد استثماراتها وأوجه صرف مواردها وتقوم بالوظيفة التشريعية والرقابية لها جمعية عامة تتكون من عدد من الاعضاء لا يزيد عن تسعة واربعين عضوا من بين اهم اختصاصاتها تعديل النظام الاساسي والتصديق علىالحساب الختامي واقرار مشروع الميزانية ويعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله الرئيس الاعلى للمؤسسة
الاهداف
تتلخص اهداف المؤسسة حسبما نص عليها نظامها الاساسي في تبني البرامج والمشاريع الخيرية والانفاق عليها وتشمل النشاط التعليمي والعلمي واوجه البر المختلفة مثل المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات والمراكز الاسلامية ومراكز البحث العلمي وتوفير الخبرات الفنية وتقديم المعلومات والمنح للباحثين والدارسين في شتى العلوم والدراسات لتتاح الفرصة للمسلمين في الاستزادة من ألوان المعرفة والثقافة المختلفة والمساهمة في بناء النهضة العلمية العالمية.
كما تقوم المؤسسة بتقديم المساعدات وانشاء المستشفيات والمصحات ودور العلاج والرعاية والتأهيل التي تهدف بصفة عامة الى رفع مستوى الفرد في المجتمعات الاسلامية المعيشي والاجتماعي والاقتصادي.
ومنذ ان تم انشاء هذه المؤسسة وهي تحظى بعناية واهتمام حكومتنا الرشيدة برعاية واهتمام من الملك فهد بن عبد العزيزخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني لتمكينها من اداء رسالتها على اكمل وجه.
خدمة الانسانية
لقد نذرت مؤسسة الملك فيصل نفسها لخدمة الانسانية والعمل على تحسين احوال المسلمين وذلك من خلال:
* المحافظة على التراث الاسلامي ونشره.
* مد يد العون للمجتمعات الاسلامية الفقيرة ودعم المسلمين جماعات وافرادا بالوسائل التي تمكنهم من الاعتماد بعد الله على قدراتهم الذاتية.
* نشر التعليم بانشاء المدارس وتزويدها باحتياجاتها وتقديم المنح الدراسية للمتفوقين من طلاب الدراسات العليا لاكمال دراساتهم.
* منح جوائز الملك فيصل العالمية تكريما لمن خدموا الاسلام والمسلمين وللعلماء والمفكرين الذين ساهموا بعلمهم وفكرهم وبحوثهم في اغناء المعرفة وتحقيق المنفعة للانسانية.
* تمويل انشطة المؤسسة واعمالها الخيرية من خلال الادارة الجيدة لموارد المؤسسة المتعددة وتنمية استثماراتها.
مجلس الامناء
وقد جاء تشكيل مجلس امناء المؤسسة على النحو التالي:
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل رئيس مجلس الامناء
صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل
صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية
صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رئيس مجلس ادارة مدارس الملك فيصل
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن الفيصل
صاحب السمو الملكي الأمير سعد الفيصل
صاحب السمو الملكي الأمير بندر الفيصل
صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية.
رسالة المؤسسة
إن مؤسسة الملك فيصل الخيرية تسعى جاهدة لتجسيد حلم الملك فيصل في ان يصبح العالم مكانا افضل ويحدوها الامل في ان تتمكن من خلال مشروعاتها الخيرية من الوصول الىمختلف الناس وتوفير شيء من احتياجاتهم الملحة اننا نسير خطوة بخطوة.
ولكن ما يثلج الصدر كما يقول القائمون على هذه المؤسسة هو اننا بدأنا رحلة عظيمة.
وما كان ذلك ليتحقق لولا فضل الله وتوفيقه اولا ثم ما وجدناه من دعم سخي لتوفير المزيد من المواد اللازمة لتنفيذ مشروعاتها الخيرية والوصول بها الى اكبر عدد من الناس فذلكم هو معيار النجاح ومصدر الرضا الحقيقي لنا.
وعن هذه المؤسسة يقول صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بحساب عمر الانسان يوازي عقدان من الزمان عمر جيل بأكمله فخلال فترة زمنية كهذه يولد الانسان ويترعرع حتى يصبح راشدا.
ولو طبقنا المقياس نفسه على حياة مؤسسة الملك فيصل الخيرية لوجدنا انها قد تحولت سنة 1396ه من مجرد فكرة نبيلة لتجسيد الجوانب الانسانية النموذجية في حياة المغفور له الملك فيصل الى حقيقة وانها شبت وترعرعت خلال عقدين من الزمان لتصبح مؤسسة عالمية عملاقة وقد تحقق ذلك كله بفضل الله ثم بفضل القاعدة الراسخة التي بنيت عليها المؤسسة ونمت باطراد.
وقد شهدت هذه الفترة القصيرة نسبيا من عمر المؤسسة (جيلا) كاملا من الانجازات التي لامست قلوب اناس كثيرين في ارجاء العالم ووزعت الامل في نفوس رجال ونساء واطفال كثيرين بمساعدتهم في تحقيق تطلعاتهم نحو حياة أفضل كما شهدت نمو المؤسسة وترسيخ اقدامها وتطورها وتوسيع اهدافها لتعبر اكثر فأكثر عن غاياتنا واليوم نتطلع في شوق الى اطلالة جيل جديد من الانجازات ودورة جديدة من النمو.
مؤسسة خيرية
لقد رأى ابناء الملك فيصل رحمه الله ان أفضل الوسائل لاحياء المبادئ التي ناضل من اجلها والدهم ان تكون هناك مؤسسة خيرية تلتزم تطبيق هذه المبادئ التي تتركز حول التضامن الاسلامي والدفاع عن قضايا المسلمين في جميع اقطارهم وامصارهم وتحقيق الالفة والتضامن فيما بينهم وجميعهم على ما فيه نفعهم الى جانب اهتمامه الكبير رحمه الله باحلال للانسانية جمعاء منطلقا من تعاليم الدين الاسلامي الذي جاء رحمة للعالمين.
وقد تم الاتفاق على ان تحمل هذه المؤسسة مسمى (مؤسسة الملك فيصل الخيرية) وصدر المرسوم الملكي رقم 1/134 وتاريخ 19 جمادى الاولى 1396م (1976م) بانشاء هذه المؤسسة وكان الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله هو الذي امر بانشائها وكان اول المتبرعين لها.
وقد افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الرئيس الاعلى لمؤسسة الملك فيل الخيرية حفظه الله مقر المؤسسة الدائم يوم السبت 24 جمادى الاولى 1404ه (25 شباط/ فبراير 1984م).
وقد اقيم المقر على مساحة 14 الف مترمربع على طريق الملك فهد بحي العليا بمدينة الرياض وبارتافع اربعة عشر طابقا متخذا شكل كتاب مفتوح ويعدمبنىالخيرية واحدا من اهم المعالم الحضارية المعمارية الحديثة في المملكة العربية السعودية.
واتبعت المؤسسة في بلوغ اهدافها الخيرية الانسانية اسلوبا مبتكرا يستحضر فكرة الوقف الاسلامي بما يتناسب مع ظروف العصر ومستجداته وبما يضمن لها الاستمرارية ودوام الحيوية وتجدد النشاط من خلال اقامة المشروعات الاستثمارية التي تدر ارباحا يتم استغلالها في الاعمال الخيرية.
المشروعات الخيرية
تحرص مؤسسة الملك فيصل الخيرية على تعميق التواصل الوجداني بين أبناء الامة الاسلامية بتلمس احتياجاتهم والعمل على اشباعها بأسلوب متقدم يتجاوز المفهوم الاغاثي العاجل الذي يعد مسكنات آنية.
ويعتمد هذاالاسلوب المتقدم على ايجاد مشروعات مستديمة تقدم خدمات للمسلمين وترفع مستواهم وتساعد على ايجاداعمال ومهن يسترزقون منها ولا تقدم منحا نقدية الا في حالات الطوارئ والنكبات.
وتشمل المشروعات النوعية التي تقوم بانشائها مؤسسة الملك فيصل الخيرية، المساجد والمراكز والمعاهد والمدارس الاسلامية والمشروعات السكنية للطلاب ودعم برامج الاصلاح الزراعي وطباعة الكتب الاسلامية وانشاء دور رعاية الاطفال المعاقين واقامة المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية ودعم البحوث الطبية والمساعدة في انشاء الجمعيات الخيرية ودعم مؤسسات اعمال البر وتقديم تبرعات وهبات عامة للمسلمين وتغطي المشروعات الجمعيات الخيرية التي تقدمها مؤسسة الملك فيصل الخيرية مدن المملكة العربية السعودية كما تمتد الى نحو 38 دولة من دول العالم في قارات افريقية واوروبا وامريكا الشمالية.
وقد بدأت المؤسسة في اقامة مشروعات متعددة في الجمهوريات الاسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق وقدمت مساعدات الى الشعبين الفلسطيني والافغاني ولمسلمي البوسنة والهرسك والشعب الصومالي وغيرها من شعوب العالم والاقليات الاسلامية ومن آخر المشروعات الخيرية للمؤسسة اقامة قريتين نموذجيتين في جنوب غرب المملكة مع توفير المساكن الملائمة والمدارس والمراكز الصحية الى جانب فرص العمل الملائمة.
وبلغ اجمالي ما انفقته مؤسسة الملك فيصل الخيرية في اقامة مشروعاتها حتى عام 1996م اكثر من 710 مليون ريال سعودي ويبلغ ما انفق على المشروعات الخيرية والمنح الدراسية حتى عام 1996م نحو 77 مليون ريال سعودي.
المنح الدراسية
حرصا من مؤسسة الملك فيصل الخيرية على رفع المستوى العلمي والاجتماعي لابناء المسلمين في انحاء العالم كافة فانها تنظم منذ عام 1401ه/ 1980م برنامجا للمنح الدراسية يتيح الفرصة للطلاب المتميزين لمواصلة دراساتهم العليا في اكبر الجامعات العالمية.
ويتم اختيار الطلاب من بين الحاصلين على معدل عام لا يقل عن 86% في مرحلة البكالوريوس او الماجستير كما يشترط الحصول على قبول غير مشروط من جامعات معترف بها وذات سمعة مرموقة في مجال التخصص.
وتشمل المنحة الدراسية تأمين جميع مصاريف الدراسة والتأمين الصحي والانتقال والاعاشة.
وقد استفاد من برنامج المنح الدراسية اكثر من 80 طالبا وطالبة في مجالات الطب والهندسة والعلوم.
وبدأت المؤسسة في تقديم نوع ثالث من المنح الدراسية لمرحلة ما بعد الدكتوراة والماجستير للعلماء السعوديين البارزين في التخصصات العلمية النادرة وعددها ثلاث منح سنويا وتبلغ تكاليف المنحة الواحدة اكثر من 150 الف ريال سنويا.
ولتحقيق مزيد من التفاهم بين الاسلام والغرب قامت المؤسسة في سنة 1417ه بالاشتراك مع صاحب السمو الملكي الامير تشارلز امير ويلز بالاعلان عن انشاء منحة مؤسسة الملك فيصل امير ويلز شفننج الدراسية المشتركة التي يتم بموجبها تقديم منحتين دراسيتين سنويا لمرحلة ما بعد الدكتوراة وذلك في مجال الدراسات والبحوث المتعلقة بالاسلام والغرب وبموجب هاتين المنحتين يقضي باحث سعودي سنة دراسية في المملكة المتحدة وفي المقابل يقضي باحث بريطاني مدة مماثلة في المملكة العربية السعودية.
والى جانب ذلك فان نحو 14% من الطلاب في مدارس الملك فيصل التابعة للمؤسسة يتلقون منحا دراسية تغطي في معظم الحالات جميع تكاليف الدراسة علاوة على الترحيل والوجبات المجانية.
جائزة الملك فيصل
وقد انشأت مؤسسة الملك فيصل الخيرية جوائزها العالمية السنوية لتكريم الرواد الذين ساهموا بفكرهم في خدمة الاسلام والمسلمين وفي اغناء الفكر والمعرفة وفي تحقيق المنفعة للانسانية بأجمعها.
وهي تنطلق من مبدأ اسلامي اصيل الا وهو اعلاء شأن العلم وتكريم العلماء تقديرا لدورهم واثرهم في المجتمع وقد اكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز هذا المفهوم عند رعايته الحفل الثاني لتوزيع جائزة الملك فيصل العالمية في ربيع الثاني لتوزيع جائزة الملك فيصل العالمية في ربيع الاول سنة 1400ه بقوله:
لقد اهتم الاسلام منذ اول يوم بالعلم والفكر وعمل المسلمون عبر تاريخهم على تشجيع العلماء واحاطوهم بكل تكريم وتبجيل لذلك اتسمت الحضارة الاسلامية بالشمول فكانت حضارة متكاملة غذت الفكر البشري وأعطته مزايا كثيرة.
وحين تنطلق مؤسسة الملك فيصل الخيرية بأعمالها النبيلة من مهد العروبة ومنبع الاسلام, فتأتي في مقدمة انجازاتها جائزة الملك فيصل العالمية انما تنطلق من ركائز حضارة اقامها السلف الصالح على مبدأ شريعتنا الاسلامية.
فرع الجائزة
ولقد انشئت جوائز الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام والدراسات الاسلامية والادب العربي سنة 1397ه (1977م) ومنحت بعد عامين من انشائها وفي سنة 1401ه (1981م) اضيفت اليها جائزة الملك فيصل العالمية في الطب وتم منحها ابتداء من سنة 1402ه (1982م) وفي العام التالي أضيفت جائزة الملك فيصل في العلوم وتم منحها ابتداء من سنة 1403ه (1983م).
وتقدم الجوائز سنويا للفائزين في حفل رسمي يقام في مدينة الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وقد اكتسبت جائزة الملك فيصل العالمية شهرة ونجاحا عظيمين وتمكنت خلال فترة زمنية وجيزة من تحقيق مكانة رفيعة بين كبرى الجوائز العالمية.
وتتكون كل جازة من براءة تحمل اسم الفائز وملخصا لانجازاته، وتمنح في حفل الجائزة ميدالية من الذهب الخالص عيار 24 قيراط اضافة الى مبلغ نقدي مقداره 750 الف ريال (200 الف دولار امريكي) لكل جائزة اي ما مجموعه 000,750,3 ريال (مليون دولار امريكي) للجوائز الخمس.
وقد حصل على هذه الجائزة 138 عالما من 35 دولة في العالم منذ بداية منحها في سنة 1399ه/ 1979م الى سنة 1420/2000م كما منحت لمؤسسة واحدة هي الجامع الازهر الذي نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام والمسلمين في هذه السنة 1420ه (2000م).
صرح تعليمي مهم
وتأتي مدارس الملك فيصل احدى الصروح التعليمية الكبيرة التي اسهمت في تخريج عدد من الكوادر الوطنية التي اسهمت وما زالت تسهم في خدمة هذا الوطن حيث ابرز صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل رئيس مجلس ادارة مدارس الملك فيصل اهتمام الملك فيصل بالعلم وطلابه فقال:
لقد كان والدي يؤمن بدور العلم في بناء الامم القوية وتنبع قناعته هذه من تعاليم القرآن الكريم الذي عنى بتنمية الوجدان والعقل في آن واحد ودعا الى التفكير والتدبر واخذ الدروس والعظات من تجارب الامم السابقة.
ومع قدوم الالفية الجديدة يظل الملك فيصل بالنسبة الى الكثيرين من شباب اليوم وقادة المستقبل مثلا يحتذى للقيادة الحكيمة وتحمل المسؤولية والاخلاص والتجرد اننا في مؤسسة الملك فيصل نقتدي به ونتخذه نموذجا لنا وها نحن اولاء نشعر بعد مرور اكثر من عشرين عام بالرضا عما حققته المؤسسة من انجازات ونتطلع الى بذل المزيد من الجهد والعطاء.
إنني أؤمن شخصيا بان مدارس الملك فيصل وبرامج المنح الدراسية سيكون لها اثر كبير في حياة كثيرين من ابناء هذا الوطن وان ذلك الاثر سينعكس باذن الله على بلادنا عطاء وبذلا.
ان مدارس الملك فيصل وكلية عفت الاهلية للبنات هي الارض التي نغرس فيها نبتة طيبة باذن الله وستكون أعظم جائزة ننالها عندما نحصد ما غرسنا رجالا ونساء مسلحين بالعلم والمعرفة يواصلون مسيرة النهضة دون تفريط في عقيدتنا وتقاليدنا وتراثنا العظيم.
إنني لا ارضى بأقل من التميز وبحمد الله لم يخذلني الشباب المستفيدون من برنامج مؤسسة الملك فيصل للمنح الدراسية فقد كانوا عند حسن الظن.
كلية عفت الأهلية
للبنات بجدة
في سنة 1974ه (1955م) قامت صاحبة السمو الاميرة عفت بنت محمد الثنيان زوجة الملك فيصل بانشاء مدرسة (دار الحنان) اول مدرسة اهلية للبنات في مدينة جدة وقد واصلت سموها ذلك الدور الريادي بافتتاحها قبل وفاتها بفترة قصيرة كلية عفت الاهلية للبنات.
وإيمانا من سمو الاميرة عفت بضرورة تقديم مستوى راق من التعليم ومشاركة منها في جهود مؤسسة الملك فيصل الخيرية الرامية الى تحقيق ذلك الهدف قامت باهداء تلك الكلية الى المؤسسة حيث تتولى كريمتها صاحبة السمو الملكي الاميرة لولوة الفيصل إدارة الكلية نيابة عن مؤسسة الملك فيصل.
وتمنح كلية عفت الاهلية للبنات دبلوم الدراسة الجامعية المتوسطة لخريجاتها وسيكون في مقدورهن اكمال مرحلة البكالوريوس ومتابعة الدراسات العليا اذا رغبن في الجامعات وقد افتتحت الكلية في شهر ربيع الآخر من سنة 1419ه من قسمين هما قسم تدريب المعلمات وقسم الحاسب الآلي يستوعبان ستمائة طالبة ومن المتوقع ان يرتفع ذلك العدد سنة 1429ه (2009م) الى نحو اربعة الاف طالبة مع ستمائة عضو هيئة تدريس بعد اضافة قسمين آخرين هما: الصيدلة والترجمة.
تفتح الكلية ابوابها للطالبات من جميع الجنسيات شريطة ان تكون الطالبة ذات مستوى اكاديمي جيد وان تجيد اللغتين العربية والانجليزية وهما المستخدمان في التدريس,وتسعى كلية الاميرة عفت الى توفير تعليم رفيع المستوى لتخريج جيل من الفتيات المؤهلات مهنيا والمتميزات اكاديميا.
مركز الملك فيصل للبحوث
أوجدت مؤسسة الملك فيصل هذا المركز الذي يسهم من خلال بحوثه وخدماته الرائعة بالعديد من المشاريع والنشاطات والبحوث ويقول صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية عن هذاالمركز:
لقد تميزت حياة المغفور له الملك فيصل بالاخلاص في الدين والتمسك بمبادئه والاهتمام بتراثه ووفاء لتلك الذكرى وحرصا من مؤسسة الملك فيصل الخيرية على تشجيع البحوث في مجال الدراسات الاسلامية وابراز الدور الحضاري الذي اداه المسلمون الاوائل في الارتقاء بالمعارف الانسانية بصنوفها المختلفة قامت المؤسسة بانشاء مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية ليكون رافدا من روافد المعرفة ومساهما في جميع التراث الفكري لاجدادنا والمحافظة عليه من التلف والضياع.
ويجيء انشاء مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بمنزلة حلقة وصل مهمة تربط الاجيال الجديدة من المسلمين بالتراث الحضاري المجيد لاجدادهم وتعرفهم عن كثب موروثاتهم وهويتم الثقافية.
وقد انشئ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية سنة 1402ه (1983م) من اجل ابراز دور الحضارة الاسلامية وما قدمته للبشرية في شتى الميادين ودعم حركة البحث العلمي وتطويرها على اسس علمية في المجالات المتعلقة بالدراسات والحضارة الاسلامية وتشجيع الباحثين في شتى مجالات الدراسات الاسلامية وابراز الجوانب القيادية والانسانية للملك فيصل بن عبدالعزيز والاسهام في اعداد علماء متخصصين في العلوم الاسلامية واعادة تقديم التراث الاسلامي بمختلف فروعه في صورة تحفظه من الضياع والاهمال ويضم المركز اربع مكتبات ومعملا لحفظ المخطوطات وترميمها ومطبعة اضافة الى قاعة الملك فيصل التذكارية وتقدم مكتبات المركز وقاعة الملك فيصل خدماتها للزوار.
كما يقوم المركز بتنظيم المحاضرات والندوات واقامة المعارض التي تبرز مختلف جوانب التراث الاسلامي ومن المشروعات الطويلة الاجل التي يتبناها المركز مشروع (كتاب الامثال العربية) الذي يتكون من ستة عشر مجلدا ومشروع (الموسوعة العربية) التي تحتوي على اكثر من عشرة الاف مدخل.
المكتبة الرئيسية
وتعد المكتبة الرئيسية في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية مكتبة فريدة من نوعها فهي تضم من الكتب والمراجع ما يغطي الجوانب الرئيسة للحضارة الانسانية كافة وذلك من حيث علاقتها المباشرة او غير المباشرة بالاسلام عقيدة وتاريخا وفكرا ونتيجة للسياسة التي يتبعها المركز لاقتناء المخطوطات والمراجع النادرة الاخرى أو تصويرها وفهرستها فقد بدأت تتأسس في مكتبة المركز قاعدة معلومات شاملة ومتنوعة لمقابلة احتياجات الباحثين من رواد المكتبة.
وتحتوي هذه المكتبة على اكثر من 91 الف عنوان في 165 الف مجلد اضافة الى عدد كبير من المصغرات الفيلمية والدوريات والمجلات المنشورة وعدد من أطروحات الماجستير والدكتوراه القيمة غير المنشورة كما توجد قاعدة معلومات متخصصة للمراجع المتوافرة حاليا او التي نفذت طبعاتها على السواء وتوجد في المكتبة مجموعة كبيرة من الدوريات الاسلامية والعربية المنشورة بأكثر من ست عشرة لغة.
الأعمال الاستثمارية للمؤسسة
وعلى الرغم من ترحيب مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالتبرعات المالية المقدمة اليها الا انها لا تعتمد على ذلك النوع من الدعم لتحقيق اهدافها الطموحة بل تعمل من خلال استثماراتها ولا سيما الاستثمارات العقارية على توفير الاموال اللازمة لاداء اعمالها وتحقيق الاستقلال المادي الذي يعينها على التوسع المستمر في برامجها الحالية واضافة مشروعات خيرية جديدة اليها.
وتحرص مؤسسة الملك فيصل الخيرية على تطوير خطط مدروسة طويلة الامد للاستثمارات مع شركاء تختارهم بعناية فائقة ولا تبخل بالوقت او المال في سبيل التوصل الى اختيار من يوافقونها من رجال الاعمال والمؤسسات التجارية في مفهومها الاخلاقي للعمل التجاري ويتميزون في الوقت نفسه بالخبرة والكفاءة العاليةوانطلاقا من حرص المؤسسة على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل والتعليم والتدريب فانها تتبع سياسة استثمارية نشيطة وتحرص على الاستثمار في مجالات متنوعة ذات مردود اقتصادي كبير.
برنامج المنح الدراسية
وتتبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية برامج المنح الدراسية الذي يهدف الى اتاحة الفرصة للمتفوقين من ابناء العالم الاسلامي لاكمال دراساتهم العليا ما فوق الجامعية والعودة للمشاركة في تنمية وبناء أوطانهم.
وتنبع فكرة البرنامج من اهداف المؤسسة الرامية الى رفع مستوى الفرد المسلم الاجتماعي والاقتصادي وهي بهذا تأمل ان يحصل على هذه المنح من لديهم القدرة على تحقيق إنجازات علمية تعود بالنفع على اقطارهم ونظرا لما يقدمه البرنامج من فرص ثمينة وحرصا على ان يحصل عليها من هم اجدر بها وأقدر بها واقدر على الاستفادة منها فقد تم تصميم نموذج للحصول على المعلومات اللازمة لدراسة الطلب واكمال الاجراءات المتعلقة به,وقد بدأ البرنامج في سنواته الاولى بعشر منح دراسية ثم ارتفع هذا العدد تدريجيا حيث وصل الى اربعين منحة وحرصا من المؤسسة على ان يعود مردود البرنامج على الاقطار الاسلامية فانها تشترط على من يحصل على منحة وفقا لهذا البرنامج العودة والعمل في وطنه أو في احد الأقطار الاسلامية الاخرى.
|
|
|
|
|
