تهب رياح العرب بعد سكونها
لتقلع رجسا في فلسطين يرسب
تنادوا واخوان لهم في عقيدة
ليحموا حمى الإسلام فالقدس ينهب
أولئك أهلي إن كسوني مذلة
صبرت وإن نالوا العلا سوف أطرب
وقمة قومي لاتزال بنودها
تضيء فإما أن تسود فتغلب
وإن تتلاشى في ضياع فتلكمو
مصائبنا اللاتي علينا تغيب
أيصدق (بيبي) (1) حينما قال إننا
سنسعى الى نقض البنود ونكذب
أمامكو رسم لواقع أمة
تمزق منها شملها فهي تغلب
فإن تبعثوها من رقاد تفيدكم
وإن تسندوها تستقيم وتصلب
فإن كانت الأولى سعدنا وحولنا
شعوب لها فينا رجاء ومطلب
وإن تكن الأخرى فتلك هزيمة
تحل علينا بالعقوق وترهب
طفقت الى أوج الشجاعة سائلا
ألم يك فينا وارث متصلب
أجابت: بلى لكن جنون تسلط
بدا بينكم فاستحوذ المتنصب
فواجبنا ان نعطي الأمر حقه
صعوداً الى حيث الوفا يتوجب
ففي صفوة الأقوال ينمو كياننا
وفي وحدة الأفعال جمع سيرهب
تكاد خيول العرب تقضم لجمها
اذا رأت الأنذال فيها تخبخب
وقد قال عبدالله (2) إن خيولكم
لمتعبة في باطل تتقلب
وأما خيول الصابرين فإنما
عليها رجال بالدماء تخضبوا
أبو محجن في السجن يثقل قيده
وشارون في الميدان بالخيل يجلب
وأعداؤنا كثر يهود تبينت
فان كانت الأولى شريط مكهرب
فإن الشمال المرتضي لنشاطها
يشد لها حبل الضمان ويسهب
يطمئننا أن السلوك مؤقت
فلا هو بالمؤذي وليس يخرب
ومن حاولوا أن يوهمونا بأنهم
حماة ديار هم ألد وأكذب
أساطيلهم في بحرنا لا نقودها
ولكنها تحمي العدا تترقب
فظاهرهم فيه الولاء وباطن
دسائسه تخفى وللشر يجلب
فباراك مخدوع وفي كبريائه
تغطرس لما نال ما كان يطلب
مطالب عزرا لا تحد برقعةٍ
من الأرض لكن للخليج سيذهب
وخيبركم يهذي بها لا حتلالها
ولكنهم عنها بعيدون هرّب
بلوناهمو دهرا طويلا تأكدت
مقولة: ان المكر فيهم تمذهب
لتحيا دمشق المحتفى بوفائها
وتبقى ملاذا للذين تغربوا
هي الأم قلت لنفق في عرصاتها
ونحمي حماها من وغى بثلهب
فقد هددت بالعزل إما بجعلها
مطوقة أو بالسلاح يصوب
دعا داعي الحق الصريح لوثبة
تطير صواب الغاشمين وترهب
فلسطين فيها أهلنا وأماكن
محبتها تسقي القلوب فتخصب
وقد سيمت الخسف الذريع وأنها
تئن ومن كل الديانات تطلب
تريد حقوقا أوجبتها شريعة
وليست بنودا في الدساتير تكتب
هي الحرب ان أخرتموها ندمتموا
وان بادرت فالكسب فيها مغلب
وتلك هي الذكرى لكل حماتنا
يسطرها شعب كريم مهذب
وليسوا بمن تهدي اليهم نصيحة
ولكن لأمثالي طبول تؤلب
وقد قيل: لولا الشعر ما عرف الألى
خلالا ولم تؤت المكارم تطلب (3)
وخلفي وأشباهي شعوب ترصدت
تقيّم ما يجري عن الحق تعرب
1) بيبي: لقب دلع لنتنياهو.
2) عبدالله بن المبارك وله الأبيات التالية:
ياعابد الحرمين لو ابصرتنا
لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه
فخيلونا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل
فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
3) البيت المأخوذ منه المعنى هو:
ولولا خلال بثها الشعر ما درى
ولاة أمور أين تؤتى المكارم