أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 6th December,2000العدد:10296الطبعةالاولـيالاربعاء 10 ,رمضان 1421

مقـالات

خواطر
وماذا بعد حزام الأمان؟؟
د, عبدالمحسن محمد الرشود
لاشك ان وزارة الداخلية نجحت في حملتها التوعوية المرورية بشكل مرضٍ، ورأينا بأم أعيننا الانسان السعودي يربط حزام الامان ومعه عائلته في سيارته,, ولمسنا ايضا ان الانسان السعودي كغيره من البشر يلتزم بالأنظمة والقوانين إذا ما طبقت على الجميع,, وهذا في تقديري تطور مروري مشهود تشكر عليه وزارة الداخلية ممثلة في الامن العام,.
غير ان مسؤوليات وزارة الداخلية الجسيمة ليست مقصورة على المرور، هناك مهام ومسؤوليات تحتاج الى توعية وتبصير المواطن بالتعامل معها,, هناك نواح أمنية خطرة تواجه الانسان المعاصر وتحتاج الى حملات مماثلة عن الدفاع المدني، الجوازات، الاستقدام، المخدرات، السرقات، التحقيق والادعاء العام، المحاكم المرورية، القضايا الجنائية، حقوق المواطن، وواجباته.
بحيث تكون شمولية وعملية وتتجاوز الحملة المرورية ايضا,, التي أرى انها ركزت على حزام الأمان، وايجاد صيغة جديدة للمخالفات دون الالتفات لقضايا أخرى مهمة متعلقة بالمشكلة المرورية مثل تنظيم الطرق السريعة، داخل الاحياء، وضع اشارات المرور، نظام المراقبة الإلكترونية، نظام لائحة المرور، العلامات المرورية، المحاكم المرورية، التحقيق في الحوادث بطريقة منصفة وصحيحة واجراءات الحجز والإيقاف، استصدار رخص القيادة لمن هم دون السن القانونية، ايجاد مواقف على الشوارع بجانب الرصيف (ولو بمقابل) كما في الدول المتحضرة، تعامل أفراد المرور مع المواطنين وتطوير إمكانات رجل المرور بالتدريب والدورات وغيرها، الازدحام الشديد ليلتي الخميس والجمعة في منطقة العليا والمعاكسات الشبابية، وضع آليات علمية وعملية بالتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية لتعديل ما يمكن تعديله في تقاطعات الشوارع الرئيسية والفرعية ووضع علامات الوقوف، ومواقع المدارس، والمعاقين، وعدم التجاوز وغير ذلك مما هو معروف لدى المعنيين بهندسة النقل والانتباه لمثل هذه الاشكاليات المرورية في تخطيط الاحياء الجديدة، إذ ان بعض شوارعنا تساعد على وقوع الحوادث المرورية سواء الحوادث الصغيرة منها أو الجسيمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا وزارة الداخلية الوحيدة التي قامت مشكورة بفكرة الحملات التوعوية الاعلامية؟
أين باقي الوزارات؟؟
ألسنا في حاجة ماسة الى حملة توعوية صحيحة تنبه المواطنين الى كيفية الارتفاع بمستوى الصحة العامة وسبل الوقاية من الامراض المختلفة؟ ألسنا بحاجة الى حملة صحية تتعلق بحياة المواطن وطريقة تعامله مع الدواء والغذاء وهمومه الصحية في مختلف مراحل العمر وابراز اهمية الاندية الصحية، الرياضية التي نعاني من قلتها في البلد، اندية فيها المسابح وأجهزة الجري والتمارين السويدية وحمامات البخار والسونا ناهيك عن الصحة النفسية التي يحتاجها المواطن ليخرج من كآبته وهمومه النفسية التي يواجهها من خلال عقبات الحياة (المزدهرة) مع الاسف في هذا الزمن المعقد,.
نحن بحاجة الى حملة تعليمية وتثقيفية توجه الانسان السعودي للطريقة المثلى للتعامل مع وسائل التعليم المعاصرة وسبل الثقافة المتجددة التي ترقى بتفكير المواطن وتطوره الحضاري,.
نحن بحاجة الى حملة اجتماعية تدعو الجماهير الى اهمية الارتفاع بمستوى النظر الى الاشياء ليس من خلال المصلحة الشخصية بل تجاوز ذلك إلى النظر إلى الأمور من زاوية المصلحة العامة ومعرفة ما يمكن تسميته (بالهم العام) حملة تدعو المواطن الى المشاركة برأيه في الهم العام والمصلحة العامة من خلال قنوات اوجدتها الدولة كمجالس المناطق ومجالس المحافظات ومجلس الشورى وأبواب المسؤولين المفتوحة لكل من يريد المساهمة والاصلاح في الامور العامة.
نريد حملة اقتصادية تنهض بالمواطن ليصبح قادرا على التكيف مع المعطيات الاقتصادية الراهنة ليرتب أوراق وضعه الاقتصادي وفقا للمستجدات والظروف المتاحة ومن ذلك تنظيم ميزانيته الخاصة وطريقته في البيع والشراء والانفاق والتعامل مع المؤسسات الاستثمارية كالبنوك وشركات التقسيط والاسهم والمقاولات وهكذا,.
نريد حملة اتصالية تقوم بها وزارة البرق والبريد والهاتف (لتنوير) المواطنين بالوسائل الحديثة المتطورة للتعامل مع قنوات الاتصال المعاصرة ووسائل التقنية الحديثة لإفادة المواطن بما لدى هذه البلاد من تفجر معلوماتي وتميز اتصالاتي وكيفية استخدامه بصورة ايجابية.
ان كثيراً من المواطنين في مختلف مناطق المملكة بحاجة الى حملات وحملات لتتساوق التنمية (المادة) مع تنمية الانسان (الروح) نفسه المستفيد الأول مع عملية التنمية.
نريد حملة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المعارف للنهوض بالشباب لتحقيق الطموحات والاهداف العامة ليكونوا على مستوى الاحداث الاسلامية والعربية والعالمية، حملة تصنع فكرا وروحا متميزين ولا تقف عند (كرة القدم) ذلك اننا بحاجة الى تحميل الشباب مسؤولية وطنهم منذ الصغر ليكبر في داخلهم (الهم الوطني) والمصلحة العليا الوطنية.
في تقديري كل جهة سواء أكانت وزارة أو مصلحة او غير ذلك معنية بصناعة هذه الحملات التي هي في النهاية مكاسب وطنية يجنيها المواطن نفسه ومن ثم الوطن برمته.
alreshoud@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved