أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 6th December,2000العدد:10296الطبعةالاولـيالاربعاء 10 ,رمضان 1421

مقـالات

وسميات
أصل التفاوت,.
راشد الحمدان
لو فكرنا قليلاً ,, وجدنا ان المسلمين بعد انتمائهم لهذا الدين الثابت والباقي أصبحوا إخوة,, لا فرق بين كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم,, وان العصبية والعنصرية التي استحدثها الانسان ليس لها اصل,, لان الله سبحانه يقول في محكم التنزيل: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم هذه هي القاعدة الاصلية في التكوين البشري,, ولما عم الاسلام وانتشر ودخل فيه الناس أفواجا,, تأصلت الاخوة الاسلامية,, بين الناس وهي من مقومات الصدق في الانتماء لهذا الدين,, وعندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة آخى بين الناس هناك, آخى بين المهاجرين والانصار,, كأن الناس ينتقلون بتلك المؤاخاة الى حياة جديدة ومجتمع جديد,, كأن هذه المؤاخاة تنبذ العنصرية والعصبية, ولا يمنع هذا من الانتماء للقبيلة,, فهنا يكون التعريف والمعرفة من اجل التكوين والانتشار,, لكنه اي الاسلام منع التفاخر والتباهي,, ومحاولة الفخر بالجنس العنصري,, لان الاسلام هذب النفوس وأوجد نوعا من التلاحم الاخوي السليم الذي يقوم على المحبة والتعاون والتلاحم البشري من اجل المبدأ الخالد, وفي ذلك سلامة للحياة الحقيقية التي تصب في نهر الالتجاء والتوجه الى الله خالق العباد جميعا من ذكر وانثى فليس هناك مخلوق بشري ينبت كما تنبت الاشجار ولكنه نبت من أصل واحد فلا معنى للتفرق والتميز الذي اختلقه بعض البشر؛ إن أكركم عند الله أتقاكم بل ان الاسلام رفع أناسا,, ووضع آخرين يوم الحساب,, فليس من العقل في شيء ان تقارن بين أبي لهب,, وبلال الحبشي أو عمار أو صهيب وهم اهل سابقة في الاسلام وذاك مات على الكفر,, وسوف يحس أولئك الذين حاربوا الدعوة وناصبوا الاسلام العداء ووقفوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف سوداء سيحسون يوم القيامة بفداحة ظلمهم لانفسهم,, وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل وكما ان المادة هي اساس التكوين للمجتمع الغربي غير المسلم فان الاسلام والروحانية هما اساس التكوين والقوة للمجتمع المسلم, ويقول الدكتور عبدالحليم عويس: ان القومية أول ما نشأت نشأت في ألمانيا وهي دعوة محصورة في جنس معين وترفض ما عداه، وهي دعوة مأفوفة لا تأتي بخير وفي مواسم الخير تقوى الروابط بين المسلمين وها نحن في رمضان نرى التلاحم والتعاضد والتعاون في معظم مظاهر الحياة بين ابناء الاسلام,, لانهم اصلا من ذكر وانثى,, وان التقوى هي اصل التفاوت والتميز.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved