| عزيزتـي الجزيرة
اطلعت على التحقيق الذي اجراه الاخ خالد الخليفة من مكتب الجزيرة في محافظة الرس بتاريخ 4 رمضان الجاري ورصد من خلاله بعض المشاهد المألوفة لظاهرة التسول في هذه المحافظة, هذه الظاهرة التي صارت تشكل مصدر ازعاج للمواطنين والمقيمين على حد سواء وتشكل ايضاً مظهراً غير حضاري لا يليق بما يفترض ان تكون عليه الاحوال المعيشية للجميع في بلد يتنعم بالثراء وبأنواع الخيرات الطبيعية التي انعم الله بها على هذه البلاد واهلها, فضلا عما تنطوي عليه هذه الظاهرة من مشكلات امنية واجتماعية وسلوكية نحن في غنى عنها بل ونخشى عواقبها, ولا شك ان ما اظهره هذا التحقيق قليل من كثير والتسول في هذه المحافظة اكثر منه في اي جهة اخرى وشكوى المواطنون لها ما يبررها واحسب ان السبب الاول هو عدم وجود مكتب لمكافحة التسول حيث لوحظ ان اكثر من يمتهن التسول هم من النساء وان اكثر المتسولات يأتين من جهات اخرى داخل المنطقة وخارجها يتسولن طوال النهار ويعدن الى جهاتهن في المساء وقد قمت بنفسي من خلال رسالة خاصة بتوجيه نظر المسئولين في وزارة العمل والشئون الاجتماعية الى هذه الظاهرة غير العادية في محافظتنا وجاء الرد مع الاسف سلبياً وتتضمن انه لا يوجد للوزارة في منطقة القصيم سوى مكتب واحد لمكافحة التسول مقره مدينة بريدة.
وهذا يعني ان محافظات القصيم الاحدى عشرة خالية جميعها من مكاتب المكافحة ومنها محافظة الرس التي تبعد عن المكتب الموجود بالمنطقة بنحو 100 كم اذا علمنا ذلك وعلمنا معه انه لا يوجد على مستوى المملكة سوى 12 مكتباً لمكافحة التسول اي اقل من عدد المناطق الادارية ادركنا لماذا تنشط حركة التسول في كافة ارجاء البلاد وان يتنقل المتسولون من الجهات التي يوجد فيها مكاتب للمكافحة الى الجهات الاخرى الآمنة في نظرهم الخالية من المكاتب, اما اعتماد الوزارة على تعاون الجهات الحكومية الاخرى فغير كاف وغير فعال لسببين الاول ان هذا من واجب الوزارة نفسها فكيف تلقي به على غيرها والثاني ان لدى الجهات الاخرى من الاعمال والمسئوليات الخاصة بها ما يشغلها عن واجبات غيرها, ثم ماالذي يمنع الوزارة اذا كانت جادة في مكافحة التسول من فتح المزيد من مكاتب المكافحة وتدعيم الموجود منها بما يمكنها من القيام بما هو مطلوب منها خير قيام لان حملات المكافحة الطارئة نفعها محدود واسلوبها المتميز بالعجلة لا يمكنها من التعامل الايجابي والفعال مع هؤلاء المتسولين ودراسة احوالهم وتمييز المحتاجين منهم وغير المحتاجين وتوجيه المحتاجين الى ما يتوجب عليهم عمله من بدائل الاسترزاق الاخرى التي تغنيهم عن التسول بدلاً من الاكتفاء بتوجيه النصائح لهم بالذهاب الى الجمعيات الخيرية التي نعلم جميعاً محدودية امكانياتها وبالتالي محدودية مساعداتها سائلاً المولى الكريم ان يغنينا واخواننا المسلمين بفضله عن من سواه.
محمد الحزاب الغفيلي
|
|
|
|
|