| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعض الظروف والأحداث تلعب دورا في إبراز أهمية هذا الأمر أو ذاك وتصحيح النظرة الخاطئة لبعض الأشياء والتي قد لا تكون واضحة بالقدر المطلوب قبل وقوع هذه الظروف والأحداث فقبل حرب الخليج الثانية لم يكن الدور الذي يقوم به الدفاع المدني واضحا وعامة الناس يحصرون دوره في إطفاء الحرائق فقط ولكن بعد هذه الأزمة وإعلان حالة الطوارئ على مستوى منطقة الخليج العربي برز الدور الكبير الذي يقوم به هذا الجهاز الحيوي وعرفنا بعض المهام التي كانت في السابق غائبة عن أذهاننا مثل الحماية المدنية الوقاية من الغازات السامة تأمين الملاجئ الآمنة فك الحصار عن المحتجزين داخل المباني في حالة وقوع هجوم صاروخي أو قصف جوي تركيب صفارات الإنذار وتجربتها وصيانتها وما إلى ذلك من المهام الأخرى.
وكما أن الشيء بالشيء يذكر فبعد تفشي حمى الوادي المتصدع في منطقة جيزان وانتشاره في بعض المناطق المجاورة جغرافيا بدأ الناس يشعرون بالدور الهام والحيوي الذي يقوم به المهندسون الزراعيون سواء في مجال المسح الجوي للمناطق المتضررة أو في مجال الوقاية والمكافحة من أجل محاصرة هذا المرض والحيلولة دون انتشاره في بقية المناطق الأخرى ورأينا شبابا يملكون الخبرة العلمية والعملية والحماس والتصميم ويشاركون مع علماء وباحثين لهم وزنهم على المستوى العالمي.
نتمنى أن يكون ذلك بداية لمعرفة أهمية الدور الذي يقوم به المهندسون الزراعيون والذي لا يقل أهمية عن الدور الذي يقوم به زملاؤهم في التخصصات الهندسية الأخرى وأن نصحح المعلومة الخاطئة التي تحصر دور المهندس الزراعي في زراعة شجرة والعناية بها فقط لأن هذا العمل يستطيع القيام به أي عامل مدرب في هذا المجال ولا يحتاج لتحصيل أكاديمي نظري وعملي طويل وهذا هو الفرق بين المزارع والمهندس الزراعي كما هو الفرق بين الميكانيكي والمهندس الميكانيكي لكن يبدو أن الأمور اختلطت في عقول الناس ولا نستغرب هذا الخلط عند محدودي التعليم أو غير المتعلمين ولكننا نستغربه من أشخاص يحملون مؤهلات علمية جامعية أو عليا لدرجة أن البعض اقترح تقليص أعداد كليات الزراعة أو إغلاقها نهائيا، وصرح أكثر من مسؤول في وزارة الخدمة المدنية بعدم وجود وظائف شاغرة لخريجي الزراعة في مختلف القطاعات الحكومية, الأمر الذي جعل خريجي هذه الكلية يندبون حظهم العاثر الذي قادهم للالتحاق بها نتيجة لقلة فرص العمل طبيعة العمل في حالة توفره تكون شاقة وتجمع بين العمل المكتبي والميداني الذي لا يخلو من بعض المخاطر المتمثلة في مخاطر المبيدات الكيماوية وكذلك التعرض لبعض الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان بالإضافة إلى مخاطر الطريق شبه اليومية كل ذلك وغيره كثير دون أن يكون هناك أي حافز مادي أو معنوي لهذه الفئة من المهندسين ومساعديهم ومع تنامي أزمة القبول في الجامعات السعودية وارتفاع النسبة المئوية للقبول عاما بعد عام حتى إنها وصلت في بعض الكليات الأدبية إلى 85% وأكثر أصبحت كلية الزراعة تقبل النسب المتدنية (70% أو أقل) نتيجة لقلة الإقبال عليها للاسباب المذكورة أعلاه وغيرها وأصبح الطالب الذي لا يمكنه مجموعه من دخول الكليات الأخرى يتجه لكلية الزراعة على أمل التحويل في الفصل الدراسي القادم لأي كلية أخرى وأصبحت كلية الزراعة عبارة عن ممر وليست مقراً نتمنى أن يثير المجهود الذي قام به هؤلاء المهندسون الزراعيون في مكافحة حمى الوادي المتصدع وعلى مختلف المستويات انتباه المسؤولين في الجهات ذات العلاقة كوزارات المالية التخطيط الخدمة المدنية من حيث توفير الوظائف والحوافز ومعالجة مشكلة التجميد الوظيفي التي يعاني منها مئات المهندسين الزراعيين في مختلف القطاعات وخاصة في قطاعي وزارة الزراعة والمياه والبنك الزراعي, وفي هذا السياق لابد من الإشادة بالدور الذي قام به معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر وكبار مساعديه من الوكلاء والمديرين العامين حيث انتقلوا منذ مايزيد عن شهرين للعمل الميداني اليومي في منطقة جيزان من اجل المتابعة والتوجيه قريباً من الحدث، وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد وخدمة هذا الوطن المعطاء الشامخ بقيادته الحكيمة وعقيدته السليمة وإنجازاته الكبيرة وإخلاص وتفاني أبنائه في مختلف المواقع والميادين وكل عام وأنتم بخير,.
م,مشاري خالد الدعجاني عضو الجمعية السعودية للعلوم الزراعية.
|
|
|
|
|