|
| رمضانيات
* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح
يؤرخ الكثيرون بداية الحملات الصليبية بعام 1097م حيث وصلت جحافل الحملة الأولى الى القسطنطينية ثم توغلت باتجاه آسيا الصغرى الى ان استولت على الرها وانطاكية مع نهاية العام.
وفي عام 1098م دارت عدة معارك بين الصليبيين والمسلمين السلاجقة في الجبهة الآسيوية، وعدة معارك أخرى مع الفاطميين في الجبهة الأفريقية، وعقد امراء الصليبيين مجلس حرب بالرملة لمناقشة خطط الهجوم، وكان الرأي مهاجمة مصر أولاً باعتبار ان مفاتيح بيت المقدس موجودة في القاهرة, كان هذا الاجتماع في أوائل يونيو 1099م وكان تصورهم العام لطبيعة المنطقة صحيحاً الا ان أوضاعهم لم تسمح بتنفيذ ما يطمحون اليه، أي الاستيلاء على مصر.
فاتجه الزحف مباشرة الى بيت المقدس، ولم يستطع افتخار الدولة الوالي الفاطمي على القدس الصمود أمام الحصار الصليبي أكثر من 40 يوماً من 5 يونيو الى 15 يوليو 1099م وبعدها اقتحم الصليبيون بيت المقدس، ولم يسع الجنود المدافعون سوى الفرار للاحتماء بالمسجد الأقصى باعتباره حرماً آمناً، لكن جنود الصليبيين لم يراعوا حرمة المسجد الأقصى فاقتحموه على نحو مهين وأحدثوا بداخله مذبحة وحشية رهيبة!
اندفعوا الى كل مكان داخل الحرم وخارجه يذبحون كل انسان يرونه حيث بلغ عدد القتلى عشرات الآلاف فكتب عنها المؤرخ وليام الصوري يقول: ان البلد أصبح مخاضة واسعة من دماء المسلمين، وكتب مؤرخ آخر فور انتهاء المذبحة انه لم يستطع ان يشق طريقه وسط أشلاء المسلمين الا بصعوبة بالغة، وان دماء القتلى بلغت ركبتيه.
كما كتب بعض المؤرخين المسيحيين الشرقيين أمثال الرهاوي وابن العبري الملطي ان عدد القتلى في أسبوع واحد تراوح ما بين 65 ألفاً الى 70 ألفاً، بينما يقدره جوستاف لوبون بما يزيد عن 10 آلاف.
وأثارت تلك المذبحة الحزن والأسى في قلوب المسلمين وعندما وصل نبأ الكارثة الى بغداد في اليوم التاسع من شهر رمضان 492ه اجتمع أهل بغداد في الجوامع وبكوا حتى انهم أفطروا من عظم ما جرى لهم ولم يملك الشاعر المظفر الابيرودي الا ان يسخر من هذا العويل الذي لا يجدي شيئاً قائلا:
وشر سلاح المرء دمع يفيضه إذا الحرب شبت نارها بالصوارم |
|
|
|
|
|
