| محليــات
* عمان عبدالرحمن العطوي
يعيش أبطال انتفاضة الاقصى من الشباب والاطفال قصصا مأساوية جراء ما يرتكب بحقهم من اعتداءات وجرائم من الاسرائيليين (الجزيرة) كعادتها في متابعتها المستمرة لاخبارانتفاضة الاقصى وتغطيتها الشاملة من جراء ما يحدث ولقاءاتها بجرحى الانتفاضة الذين يتلقون العلاج والرعاية والعناية في مستشفيات المملكة.
(الجزيرة) زارات ابطال الانتفاضة من الجرحى والذين يرقدون في احد المستشفيات بالعاصمة الاردنية عمان والذين تحدثوا بمرارة لما حدث لهم من حرب شعواء لا تفرق بين طفل ومسن أو امرأة ورجل الكل سواسية امام اطلاق الرصاص الحي على هؤلاء الابرياء العزل والصور التي تنقلها لكم الجزيرة اكبر من كل تعبير وما قاله هؤلاء الجرحى لنا كاف لإدانة هذا الظلم وهذا الاستبداد ففي البداية تحدث لالجزيرة العقيد توفيق حسن المفوض السياسي لمحافظة طولكرم الفلسطينية والذي قال منذ بداية الانتفاضة المباركة وانا ابث حلقات عبر اذاعة فلسطين هذه الحلقات التي تبث على الهواء مباشرة احدث فيها الشعب الفلسطيني واحذرهم من الاشاعات والتي يفشيها العدو الاسرائيلي للتأثير على شعبنا الفلسطيني وكنت اعلم انني مستهدف لهذا العدو بحكم عملي وبينما انا كنت اسير في احد شوارع طولكرم وهذا الشارع خال من المارة اذا بطلقة نارية من نوع طلقات الدمدم المتفجر الذي يتفجر بجسم الانسان وهذه الطلقات محرمة دوليا هذه الطلقة التي اصابتني اطلقت من مسدس كاتم للصوت حيث يستخدم العدو هذه الاسلحة وخصوصا القناصة منهم وقد سببت لي هذه الرصاصة ان تم استئصال 10 سم من الامعاء الدقيقة و5 من الامعاء الغليظة واحب ان اوضح لجريدة الجزيرة ان هناك تعمدا في اطلاق النار على الجزء العلوي من جسم الانسان من قبل العدو الاسرائيلي وبحكم عملي وما شاهدناه على ارض الواقع ان سبب اطلاق النار في هذا الجزء هو ابطال فعالية عمل جهاز الانسان التناسلي وهذه خطة من خطط وجرائم الصهاينة.
وأوجه شكري وتقديري كأحد المسؤولين من افراد شعب فلسطين لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية التي قدمت ومازالت تقدم كافة انواع الدعم المادي والمعنوي لحكومة وشعب فلسطين منذ عهد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز وحتى هذا العهد الزاهر.
وتحدث لالجزيرة عبداللطيف محمد احمد الزعانين 35 عاما والذي تعرض لاعاقة دائمة حيث تم بتر قدميه الاثنتين من جراء تعرضه لاطلاق النار المتوصل دون رحمة ولا شفقة من العدو الاسرائيلي فيقول الزعانين كما ترى فقد تم بتر قدمي وانا اب لاربعة اطفال صغار واعول والدتي وشقيقاتي واشقائي واعمل كعامل في اسرائيل وقد كنت اساعد الجرحى من الاطفال بحكم أبوتي وهذه الاصابة تعرضت لها في معبر ايرز خلال المواجهات.
وقد اجريت لي عدة عمليات جراحية في مستشفى الاردن لكن هذا قضاء الله حيث قرر الاطباء بتر قدمي وانا لست أفضل من الشهداء ولا المصابين الاخرين وكلنا فداء للقدس وترابها الطاهر.
* مرعي محمد 20 عاما من سكان رفح له قصة مأساوية حيث يقول في بداية الانتفاضة تم القبض علي من الاسرائيليين وتم ايداعي السجن حيث شاهدت ونلت اصناف وانواع من العذاب الجسدي والنفسي والمعاملة اللاإنسانية من هذا العدو فقد ابقوني وبعض الزملاء من ابطال الانتفاضة كل واحد في حجز انفرادي لا نسمع الا صرخات اخواننا ابطال الانتفاضة ومعظمهم اطفال بحيث يقومون ويتلذذون على تعذيبهم فكان كل شخص في زنزانة متر x متر يستخدم معنا الضرب والكهرباء وخلافه من صنوف تعذيبهم الوحشي ومنع الطعام والماء عنا وبعد 14 يوما تم اطلاق سراحي وفي المواجهات التي تدور رحاها في محافظة نابلس لم يمنعني هذا التعذيب الذي تعرضت له والسجن وكل صنوف وانواع التعذيب عن العودة الى نداء الحق والمدافعة عن تراب فلسطين حيث كنت اقوم برمي الحجارة على الاسرائيليين وفي اثناء ذلك سقط طفل امامي برصاص العدو فحاولت انقاذه فاذا باطلاق النار علي حتى لا اسعف هذا الطفل المصاب لاسقط بجانبه وقد حاول شخص آخر اسعافنا فتعرض لاطلاق النار في رأسه ليستشهد في نفس الموقع المصابين به وأتانا سائق الاسعاف واثناء حملي في سيارة الاسعاف التي تنقل المصابين اطلقت رصاصة غادرة على رأس سائق الاسعاف والذي يعول اسرة كبيرة ليستشهد هو الاخر ولم يسلم من اعتداءات الصهاينة حتى الحروب يمنع فيها التعرض لسيارات الاسعاف والمسعفين وقد تم نقلي الى المستشفى الاردني الذي تلتقيني فيه واشكر جريدة الجزيرة على زيارتها لنا ونشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على دعمها الدائم والابدي لنا وجزاكم الله كل خير.
كما قلنا الرصاص الاسرائيلي الذي يطلق على الشعب الفلسطيني الأعزل لا يفرق بين طفل ومسن ففي مستشفى الاردن التقينا بالحاج خليل حسن الشاعر 67 عاما حيث اصيب بعينه بطلقة نارية حيث تم نقله الى الاردن تاركا اسرته واطفاله خلفه ليقاوموا الجنود الاسرائيليين وعن اصابته قال الشاعر اصبت بها وانا اسير في احد المسيرات في حي التفاح في خان يونس حيث سقط امامي طفل صغير اطلق عليه النار وقمت بانقاذ الطفل لا تعرض لهذه الرصاصة الغادرة واحب ان ابين للعالم ان المسعفين في فلسطين يعانون من نقص في الادوية والمستلزمات الطبية والاسعافات الاولية نظرا لكثافة المصابين التي تكون اصابتهم بليغة حيث يتطلب هذا كوادر طبية لكن نظرا لظروفنا ولما يعانيه اطباؤنا وممرضونا من عملهم المتواصل والمرهق وتعطيل نقل المصابين والاعتداء على المسعفين فقد اثر ذلك كثيرا علينا حيث ان بعض العمليات تجري في ميدان المعركة ونسأل الله الصبر والنصر على هذا العدو واحب ان انقل شكرنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية التي ساندتنا ومنذ صغري وانا اعلم عن مساعدات المملكة لفلسطين ندعو الله ان يجعل ذلك في موازين حسنات حكومتها.
كما زارت (الجزيرة) احد اطفال الانتفاضة والذي يرقد في العناية المركزة بمستشفى الاردن حيث رافقنا في هذه الزيارة احد المسؤولين في السفارة الفلسطينية بعمان,, وأوضح لنا ان هذا الطفل يدعى ابراهيم مصطفى داوود من مواليد المملكة ذهب مع اسرته الفلسطينية للاراضي المحتلة وشاركوا في هذه الانتفاضة ويبلغ من العمر 16 عاما وهو الان في وضع حرج كما ترى وقد كانت اصابته في البطن بواسطة عيار متفجر حيث لديه تهتك في كافة الاوعية وندعو الله له بالشفاء العاجل.
كما التقت (الجزيرة) اياد محمد خضر 24 عاما ويعمل ممرضا في قسم الاسعافات بفلسطين حيث كان يقوم بعمله الانساني في تضميد جراحات جرحى الانتفاضة حيث باغتته رصاصة ظالمة وهو يؤدي عمله لتلحق به اصابة بليغة يعالج بسببها الان في هذا المستشفى.
وقال انور جميل الكردي 34 عاما تعرضت لاصابة من الظهر الى البطن في منطقة البيرة في بيت ساحور وذلك اثناء المواجهات وتركزت الاصابة في النصف العلوي من الجسم بواسطة اسلحة كاتمة للصوت وبلغ عدد المصابين في نفس وقت اصابتي اكثر من 25 مصاب.
وقد تحدث علاء الدين سليم من سكان غزة ويبلغ من العمر 28 عاما عن اصابته فقال حدثت هذه الاصابة في القدم بواسطة رصاص الدمدم حيث تفجرت في قدمي واصابته بتلفيات كبيرة وهذا ما دأب عليه الاسرائيليون حيث يتعمدون اعاقة من لم يمت بهذه الطريقة حتى انه في الاونة الاخيرة تتكرر هذه الاصابات في الاقدام واليدين حتى لا ترمي عليهم الحجارة.
وقال سفيان عزات أبو جمال عشرين عاما اصابتي في البطن,, وبالتحديد في المعدة والبنكرياس وحدثت هذه الاصابة في خان يونس اثناء مواجهاتنا مع الاسرائيليين ونحن نقابل الرصاص الحي بالحجارة مما حدا بهم الى قصف المدن الفلسطينية بالقنابل والصواريخ والطيران في تأكيد كبير على ما وصفوا به من الجبن والاختباء من جراء هذه الحجارة وكانهم يقابلون دولة بجيوشها وطيرانها.
محمد منصور ستة عشر عاما اصيب في قدميه بواسطة الرصاص المحرم دوليا الذي ينتشر في الجسد ويتلف الاجزاء التي يصلها والمعروف دوليا باسم الدمدم وأؤكد عبر (الجزيرة) للجميع ان الرصاص يتعمد اصابة صغار السن على ارض المعركة الكثير من القصص المأساوية والتي فقد فيها الاب ابنه والام ابنها والشقيق شقيقه ولعل القصة الماساوية التي قتل فيها الطفل محمد جمال الدرة هي رمز لنا كصغار في السن ونحن لسنا بأفضل منه ونذهب للمواجهات وفي نيتنا الاستشهاد واشكر جريدة الجزيرة على تفضلها بزيارتنا في عمان والاطمئنان على صحتنا ونحن نعلم جيدا ما يقدم لنا كفلسطينيين من دعم لا محدود من الدولة السعودية وشعبها الكريم ونسأل الله الشفاء العاجل لنعود للاراضي الفلسطينية لمواصلة الانتفاضة فاما الاستشهاد او تحرير الاراضي وان شاء الله ستحرر من براثن الصهاينة الاشرار.
وفي نهاية الجولة والتي سهل مهمتنا فيها الاستاذ سفيان عبدالهادي مدير العلاقات العامة بمستشفى الاردن وقدم كل الامكانيات لتسهيل هذه الجولة التي تقوم بها (الجزيرة) في العاصمة الاردنية عمان التقت (الجزيرة) بالدكتور عبدالله البشير مدير عام مستشفى الاردن والذي قال ان معظم الاصابات تتوزع على الصدر والبطن والحوض والاطراف وهذا يدل على ان الاسرائيليين يستخدمون اعيرة نارية تتفجر داخل الجسم وتحدث المزيد من الاصابات وقد شاهدت عددا من الحالات التي استقبلها مستشفى الاردن والذي وضع كل امكانياته لخدمة هؤلاء الابطال ان بعض الاصابات جاءت في الرأس والقلب مما سبب اعاقة تامة لبعضهم وهذا ما يسعى له الاسرائيليون وقد استقبل المستشفى منذ بداية الانتفاضة اكثر من 115 حالة من ضمنها ما التقيتم به اليوم وبعضهم قد خرج بعد تحسن حالته الصحية.
|
|
|
|
|